كريم حسامي
يستلم بايدن الحكم خلال ساعات قليلة مفصلية...الولايات المتحدة الأميركية على كفّ عفريت وكل شيء ضبابي لأن لديها مشكلة كبيرة وعميقة تُهدّد مستقبلها كأقوى دولة عظمى تتدخّل وتُغيّر أنظمة وتفرض حصارات عسكرية واقتصادية وسياسية. لا ندري ما إذا كان سيتم تنصيب بايدن أم لا، فالبلاد مستنفرة وواشنطن تحولت الى ثكنة عسكرية حيث ينام العسكريون في الشوارع والمؤسسات العسكرية لحمايتها، في مشهد لم نره سابقاً، فضلاً عن اقتحام الكونغرس ومشاهدة البلطجية ينشرون الفوضى في المبنى ونزول المسلحين إلى الشوارع في عدة ولايات.
من هاجم اقتحام الكابيتول (قلعة الديموقراطية) تحت حجّة الدفاع عن "الديموقراطية" في العالم، حيث هي أداة يستخدمها البعض من اجل السيطرة على الفرد، في وقت أنّه دافع عن أسوأ أنواع اغتيال أبسط أشكال "الديموقراطية" من خلال إغلاق كُلّ حسابات ترامب على مواقع التواصل حيث يتواصل مع مناصريه كأي مواطن عادي ينشر أفكاره. فعن أي ديموقراطية نتحدث عندما تُغلق كل ادوات التواصل بين الناس امام رئيس البلد.
أصبحت الفوضى في ديار من كان ينشرها في العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث أن الأميركي خائف من هجوم مُسلّح في مباني الكابيتول في الخمسين ولاية، وفق ما كشفه "اف بي اي". هناك قلق من حدوث اشتباكات مسلّحة تتسبّب باراقة الدماء والمؤشرات تؤكّد أن الأربعاء (اليوم) سيكون التاريخ المختلف تماماً في أميركا.
إلى ذلك، هناك تكتّل متطرف في عدد من الأجهزة الأمنية، بينها قيادة الجيش الأميركي وأصبح لديهم اليد العليا والدليل تسهيل القوى الأمنية بينها الشرطة، دخول المحتجين إلى الكونغرس تحت أمر رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي موقعةً ترامب في الفخّ.
وفي السياق، بدأ تطهير الأجهزة الأمنية من هذه العناصر، في وقت اتصلت بيلوسي برئيس اركان الجيش الأميركي للتحذير ممّا يُخطّط له ترامب في آخر أيامه كهجوم نووي.
تخطيط مسبق والمعدن اليورانيوم
كل ما تفعله الولايات المتحدة أو الغرب يكون مخطّط له قبل سنوات، وفق ما تقول مصادر غربية، ولا يأتي فجأةً حتّى ولو بدا انه اتُخّذ في آخر أيام أي رئيس، لكن هناك خطط خلف القرارات. وتضيف المصادر ان "ترامب قد يكون نادماً لقوله أنّه سيُسلّم السُلطة بسلاسة ويُخطّط للبقاء في البيت الأبيض وعلى الناس تقبّل أنه الفائز مع 75 مليون أميركي يناصرونه على رأس حزب "أميركا أولاً" الخاص به وعائلته".
وتشير المصادر إلى أنّ "مسار التطوّرات يوحي بتدهور إضافي وقد يكون دموي، حيث تزداد احتمالات وقوع اغتيالات تستهدف ترامب او بايدن، لذلك بدّل الأخير من خططه للانتقال بالقطار يوم التنصيب لمخاوف أمنية أو اغتيال ترامب لإنهاء هذه الظاهرة الفريدة من نوعها. فيصبح الاغتيال وسيلة لتوحيد الشعب حول قيادة واحدة وحل المشكلات، غير أنّ هذا الأمر مستبعد".
أما في الشرق الأوسط وهي المنطقة التي لا تنام أبداً "the Middle East never sleeps"، فهناك سيناريوهان:
أوّلاً: تقرير "وول ستريت جورنال" وأكملته تقارير أخرى الذي يفيد ان "إيران أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من إنتاج قنبلة نووية مع إنتاج المعدن اليورانيوم الذي يُستعمل للرؤوس النووية، فضلا عن زيادة التخصيب بنسبة 20% ووجود كميات كبيرة منه وهدّدت برفعه الى 60%.
هدف تسريب هذا التقرير هو القول إنّ إيرن أصبحت خطيرة ويجب ضربها.
ثانياً، ضمّ إسرائيل إلى القيادة العسكرية الأميركية العليا في الشرق الأوسط "سنتكوم" مقرّها قطر، وأصبحت تل أبيب داخل غرفة العمليات الأميركية، فلماذا انضمت الآن؟ ما هي الخطّة الموضوع منذ سنوات وتُطبٌّق حالياً؟
هناك علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع في حال كان من أجل بناء تحالف عسكري بين العرب وإسرائيل ضد إيران في المستقبل القريب، فيما يُهدّد الحوثيون بالردّ على أي هجوم اسرائيلي على اليمن وسقوط صاروخين باليستين قرب حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" في المحيط الهندي فيما كانت طهران تختبر صواريخها.
لكن الجمهورية الاسلامية ردّت على الخطة الأميركية باخرى لا تقل أهمية عبر مشروع قرار قيد الإقرار في البرلمان الإيراني لإنشاء "معاهدة دفاعية أمنية" تضم مختلف الدول الخاضعة لـ"محور المقاومة" ضمن إطار استراتيجية موحدة للدفاع.
وعدم اغفال الضربات الاسرائيلية على مواقع لايران وحزب الله على الحدود العراقية-السورية وتحليق الطائرات الاميركية الاستراتيجية فوق الشرق الاوسط للمرة الرابعة خلال شهر.
توازياً مع ما كشفه موقع "مركز جسور للدراسات" السوري أن "قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، استضافت الشهر الماضي اجتماعاً بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية روسية، تضمّن بحث عدد من النقاط، بينها مطالبة تل أبيب "بإخراج ميليشيات طهران من سوريا".
السخونة في العالم والشرق الاوسط مستمرة ولا دلائل على اخمادها حتى لو تغير الرؤساء.