الديار-حنا أيوب
لا تتوقعوا أيها اللبنانيون أن تتخلصوا من وباء كورونا في الربع الأول من سنة 2021، هذا ما يستخلصه من يحاور المعنيين والمسؤولين عن مكافحة الوباء واستقدام اللقاحات المضادة له الى لبنان. باختصار على الشعب اللبناني أن يكافح هذا الوباء حتى نهاية العام الحالي في أحسن الأحوال هذا اذا لم تمتد مرحلة الصراع مع «كورونا» الى عام 2022. والى جانب الصراع الطويل مع الفيروس الذي أودى بحياة 1866 لبنانياً مقيماً حتى الان، على اللبنانيين الانتظار أيضاً في ملف تشكيل الحكومة العتيدة والتي تبدو صعبة المنال في الأيام وربما الأسابيع المقبلة، اذ أن حسابات المعنيين بالتأليف لا تتلاقى مع حسابات عامة الشعب الذي أرهقته سوء الحالة الاقتصادية والمعيشية، فحسابات المعنيين تتوزع بين المصالح الشخصية والحسابات الانتخابية الرئاسية والنيابية والتوزيع الطائفي وتحصيل أكبر عدد من المقاعد تحت عنوان الدفاع عن هذه الطائفة او ذاك المذهب. كما أن تراجع الاهتمام الدولي والاقليمي مع انكفاء الفرنسيين مرحلياً وانشغال اللاعبين الاقليميين والدوليين بالانتخابات الاميركية ونتائجها اضافة الى جائحة «كورونا» جعل الملف اللبناني في أسفل لائحة اهتماماتهم، وفي ظل غياب الحاضنة الاقليمية والدولية لتشكيل الحكومة في لبنان، لا قدرة على الجهات اللبنانية المتصارعة فيما بينها على حلحلة العقد الحكومية خاصةً مع انعدام الثقة بين رئيس الجمهورية من جهة والرئيس المكلف من جهة ثانية.
بالعودة الى المستجدات في موضوع اللقاحات المضادة لوباء كورونا وتاريخ وصولها الى لبنان وكيفية توزيعها على اللبنانيين والكميات المتاحة في أول مرحلة، تواصلت الديار مع رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري والذي أكد جهوزية اللجنة والطواقم الطبية للبدء بتوزيع اللقاح في لبنان على الفئات المستهدفة، كما أشار الى أن حملة التلقيح لن تحقق أهدافها قبل نهاية العام الحالي.
تشكيل الحكومة ... حزب الله بانتظار عودة الحريري
مع اقتراب دخول تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الشهر الثالث، لا يبدو في الافق القريب أي مخرج لحلحلة عقدة التأليف التي ازدادت تعقيداً بعد نشر الفيديو المسيء للحريري حيث يتهمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالكذب. وفي هذا الاطار، قالت مصادر الحريري لـ«الديار» هنالك ثغرة حصلت و«الفيديو غير سهل» والرئيس عون يعرف كيف يعالج الموضوع وماذا يجب أن يفعل. وفي الشأن الحكومي قالت مصادر الحريري لا زلنا ننتظر ملاحظات الرئيس عون على التشكيلة التي قدمها له الحريري ان كان في الشكل أو في المضمون، كما أكدت المصادر ان الحريري التزم بنص وروح المبادرة الفرنسية من خلال التشكيلة الحكومية التي قدمها وهو ينتظر من عون وفريقه أن ينفذوا وعودهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتزامهم بالمبادرة الفرنسية.
بالمقابل، تقول مصادر مطلعة على أجواء بعبدا أن الرئيس عون أبلغ الرئيس الحريري ملاحظاته على تشكيلته الحكومية ودخل معه بالنقاش حول وزارة الداخلية والعدل والدفاع، كما طالبه باتباع معايير موحدة بتوزيع المقاعد بين الطوائف والمذاهب واعادة النظر ببعض الأسماء الموجودة في التشكيلة الحكومية. وتضيف المصادر «المهم أن يرجع الرئيس الحريري من جولته الخارجية التي طالت جداً». وتشير المصادر الى وجود وساطات أو «سعاة خير» يسعون لتقريب وجهات النظر بين عون الحريري، أبرزهم مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي اضافة الى حزب الله.
وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر حزب الله للديار عن أن مسعى الحزب لاعادة الثقة بين الرئيسين عون والحريري ودعوتهما الى الاجتماع مجدداً لتشكيل الحكومة لا يزال قائماً، والحزب بانتظار عودة الحريري من جولته الخارجية للتواصل مباشرة معه ومع عون من اجل تحريك المياه الحكومية الراقدة. وفي السياق، تؤكد مصادر حزب الله للديار أن وضع البلد صحياً ومالياً واقتصادياً لا يحتمل تأخير تشكيل الحكومة والانطلاق بورشة الترميم على كل الأصعدة. ولدى سؤال المصادر اذا كان المسعى يرقى لوساطة أو مبادرة، تجيب المصادر أنه حتى اللحظة لا تزال الأمور في اطار المســعى ولكن لا شيء يمنع من دخول الحزب في مرحلة متطورة لاحقاً في حوار يؤدي الى ترميم الثقة بين الرئيسين ودفع الأمور الى الأمام. وعما اذا كان حزب الله لا يزال على تواصل مع الفرنسيين، تقول المصادر نفسها أن الاجتماع الأخير الذي حصل كان مع السفيرة الفرنسية منذ شهر ونيف غير أن الاتصالات بين الجانبين لم تنقطع يوماً.