منع المرشد الإيراني، علي خامنئي، بلاده اليوم الجمعة من استيراد لقاحات كوفيد- 19 التي تنتجها شركة فايزر - بيونتيك الأميركية واسترازينيكا البريطانية.
وقال في كلمة متلفزة إن استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية ممنوع، مضيفا "أنا حقًا لا أثق بهم... ربما يريدون اختبار لقاحاتهم في بلدان أخرى"، إلا أنه أباح الحصول على لقاحات من دول أخرى.
الحرس ضد كل اللقاحات!
ولطالما عارض المتشددون في إيران اللقاحات الأميركية الصنع. ففي ديسمبر الماضي، رفض الحرس الثوري استخدام اللقاحات الأجنبية ضد كورونا بالكامل. وقال اللواء محمد رضا نغدي إن الحرس الثوري "لا يوصي بحقن أي لقاح أجنبي".
تناقض مع كلام محافظ المركزي
وتتناقض تصريحات خامنئي مع ما أعلنه محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، الشهر الماضي، حول موافقة وزارة الخزانة الأميركية على بيع اللقاحات لإيران، قائلا إن طهران خصصت 200 مليون يورو لشراء اللقاح.
وقال همتي في حينه إن طهران دفعت ثمن شراء 16.8 مليون جرعة من لقاح كورونا عبر برنامج "كوفاكس" لحساب حملة منظمة الصحة العالمية.
وكانت الحكومة الإيرانية قد ادعت أنها تواجه مشكلة في شراء لقاح كورونا بسبب العقوبات الأميركية، لكن المتحدث باسم برنامج "كوفاكس" التابع لمنظمة الصحة العالمية، الذي يوزع اللقاحات بين الدول، قال في وقت سابق إن الحكومة الأميركية سمحت بهذا الإجراء ولا توجد مشكلة قانونية أمام إيران في شراء اللقاح.
في المقابل، وما إن بثت تصريحات خامنئي، حتى أعلن المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، إلغاء استيراد 150 ألف جرعة من شركة "فايزر" من الولايات المتحدة.
أسرى مغامرات خامنئي
هذا وأعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، تفعيل هاشتاغ " #واكسن_بخريد (اشتروا اللقاح)" الذي انطلق قبل أسابيع ضمن حملة تدعو مسؤولي الحكومة إلى وضع هذه القضية على أجندتهم على الفور، بدل استمرار إنفاق أموال البلاد على التدخلات الخارجية.
واتهم الصحافي رضا حقيقت نجاد، بتشجيع التهريب، وكتب عبر تويتر: لقد قدم خامنئي أفضل فرصة لتجار الأدوية بإعلانه منع استيراد اللقاحات البريطانية والأميركية. هذه هي وظيفة زعيم المافيا: تنشيط التهريب".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعات هولندية، عمار ملكي، فغرد قائلا: 80 مليون شخص أسرى بيد خامنئي، ومغامراته التي أوقعت الناس في براثن أشد العقوبات. أنفق أموال البلاد على الإرهاب والحروب. وقتل الناس في الشوارع".
كما أضاف "يحصد فيروس كورونا أرواح الناس وهو يقول لن نشتري لقاحات! إنها أكبر عملية احتجاز رهائن في التاريخ!".
جريمة ضد الإنسانية
بدوره كتب الصحافي سامان رسول بور: طرق الإيرانيون كل الأبواب وأطلقوا حملة اشتروا اللقاح، لكن خامنئي وقف بوجه ثمانين مليون مواطنا وقال: لن أشتر، بل سأمنع شراءه أيضا.. هذه الجملة وحدها جريمة ضد الإنسانية".
يذكر أنه وفقا لأحدث الإحصائيات، توفي حوالي 56 ألف شخص في إيران بسبب مرض "كوفيد 19" فيما أصيب ما يقرب من 1.3 مليون.
في حين يشكك عدة خبراء ونواب في البرلمان وبعض المسؤولين الإيرانيين بالإحصائيات الرسمية، مؤكدين أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.