أقل من أسبوعين تبقيا على رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وضعته عاصفة اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول في وضع لا يحسد عليه، على الرغم من إدانته اليوم الجمعة لأعمال الشغب والعنف التي وقعت مساء الأربعاء مخلفة 5 قتلى بينهم أحد ضباط الشرطة.
إذ يبدو أن ساكن البيت الأبيض الذي هزته عدة استقالات خلال الساعات الماضية، تلقى طعنة من أحد أقرب المقربين له، ألا وهو وزير خارجيته مايك بومبيو. فقد أكدت 3 مصادر مطلعة لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين أجريا محادثات غير رسمية حول التعديل الخامس والعشرين الذي يتيح عزل الرئيس من منصبه.
محاذير عدة
إلا أن عدة أسباب أبطأت تلك المساعي، بحسب المصادر، منها أن العملية القانونية نفسها ستستغرق أكثر من أسبوع، ما يلغي أي تأثير فوري لها، فضلا عن وجود مخاوف من أن تؤدي عملية إجبار ترمب على التنحي إلى زيادة منسوب حدة التوتر لدى أنصاره، فضلاً عن جعله بطلاً لليمين المتطرف، ما يؤدي إلى نتائج سيئة على المدى الطويل أكثر من كونها جيدة على المدى القصير.
أما عن الحل الذي تم التوصل إليه حاليا، فقال مسؤول كبير سابق في الإدارة الأميركية على علم بالمناقشات إن "الخطة العامة تقضي الآن بترك الوقت ينفد".
يذكر أن منوشين، الذي يتواجد حاليا في الخارج، رفض التعليق، على معلومات الشبكة. في حين نفى مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إجراء مثل تلك المحادثات.
إلا أن مسؤولا رفيعا يعمل حاليا في الإدارة أكد أن بومبيو ربما كان يجمع المعلومات استعدادًا لطرح التعديل 25 على طاولة مجلس الوزراء، حتى لو لم يكن هو نفسه مستعدًا لقيادة هذا المسعى شخصيًا.
التعديل 25 من الدستور
يشار إلى أن برلمانيين ديموقراطيين طالبوا في وقت سابق نائب الرئيس مايك بنس ووزراء الحكومة بالتصويت على تنحية ترمب بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور الذي يسمح لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة أن يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنّه "غير قادر على تحمّل أعباء منصبه".
لكنّ صحيفة نيويورك تايمز أفادت بأنّ بنس يُعارض اللجوء إلى هذا التّعديل، رغم مطالبات الديموقراطيّين وبعض الجمهوريّين.
وفي حين لم يتحدّث بنس علنًا عن إمكان اللجوء إلى مثل تلك الخطوة التي لم يسبق استخدامها في تاريخ الولايات المتحدة، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب منه قوله إنّ نائب الرئيس يُعارض تلك الخطوة الراديكاليّة.
يزيد الفوضى
كما قالت الصحيفة إنّ موقف بنس هذا مدعوم من العديد من الوزراء الذين سيكون تأييدهم ضروريًا لتنفيذ التعديل الخامس والعشرين. وأضافت ان هؤلاء المسؤولين "يرون أنّ إجراءً كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحاليّة في واشنطن" بدلاً من حلحلتها.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي دعت أمس الخميس إلى تنحية ترمب، معتبرةً أنه بات "شخصاً خطيراً للغاية وينبغي أن لا يستمرّ في منصبه".
في حين دعا مشرّعون أميركيّون أعضاء إدارة ترمب ومسؤولي البيت الأبيض إلى البقاء في مناصبهم لضمان نهاية مستقرّة للولاية الرئاسيّة، وذلك بعد إعلان عدد من المسؤولين في الإدارة استقالتهم احتجاجاً على اقتحام أنصار للرئيس المنتهية ولايته مبنى الكابيتول.