من المعروف أن 80% من حالات العدوى البكتيرية تحدث نتيجة تكون الأغشية الحيوية التي تنمو على العديد من الأسطح التي يستخدمها الإنسان بشكل يومي، من الاموال إلى الثياب أو الأحذية.
لكن يبدو أن تلك المخاطر قد تزول قريبا، إذ يبدو أن العمل بدأ على قدم وساق من أجل تصنيع أحذية وأوراق نقدية وأسطح أخرى من مادة ذاتية التنظيف ومضادة للبكتيريا، وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
وفي التفاصيل، تعمل شركتا Unilever وInnova Partnerships على منتج مصنوع من مركب عضوي يعرف باسم Lactam، والذي يمكنه منع تراكم البكتيريا والعفن على الأسطح بشكل يومي تلقائيًا.
وذكرت شركة يونيليفر العالمية أن التكنولوجيا الجديدة، الحاصلة على براءة اختراع، قيد التطوير منذ أكثر من عشر سنوات حيث تم إجراء دراسات مكثفة للمواد الكيميائية الطبيعية في الأعشاب البحرية.
تطبيقات متنوعة
كما أضافت يونيليفر أن المادة الجديدة يمكن أن تستخدم في طائفة متنوعة من التطبيقات المُحتملة من بينها منع نمو الفطريات في الغسالات والتنظيف الذاتي للأوراق النقدية بالإضافة إلى تطبيقات شتى في المجال الطبي.
وتتعرض الأشياء التي يستخدمها الإنسان بشكل يومي سواء ملابس أو أسطح مطبخ أو غيرها باستمرار لتحديات التلوث البكتيري، حيث تحدث 80% من حالات العدوى البكتيرية من تكوين الأغشية الحيوية التي تنمو على العديد من الأسطح.
أسطح نظيفة لفترة أطول
وتتكون الأغشية الحيوية من مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة، التي تتكون وتتطور من خلال أنظمة الاتصالات البكتيرية. واكتشفت شركة يونيليفر أنه من خلال تعطيل هذه الأنظمة، من الممكن منع البكتيريا من النمو في المقام الأول بالإضافة إلى الحفاظ على بقاء الأسطح نظيفة لفترة أطول.
فيما لا تغلف الأغشية الحيوية الأعشاب البحرية على الإطلاق، لأن الأعشاب البحرية تتمتع بآلية دفاعية تمنع نمو الأغشية الحيوية وهي نفس التقنية التي يحاكيها الاكتشاف الجديد.
محاكاة بيولوجيا الأعشاب البحرية
بدوره، قال دكتور نيل باري، مدير برنامج البحث والتطوير في شركة يونيليفر، توظف الأعشاب البحرية بيولوجيا يمكنها الاستمرار في العمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة في المياه الملوثة عن طريق منع الاتصال بين البكتيريا حتى لا تتمكن من الاستعمار والتراكم على الأسطح الصحية للنبات".
وأوضح أن هذا ما قام فريقه البحثي "بتكراره (محاكاته) بنجاح في المختبر، والآن يجري الاستعداد لبدء تجربة [المركب الجديد] في منتجات التنظيف من يونيليفر."
ودخلت يونيليفر في شراكة مع إينوفا بارتنرشيبس لإنشاء مشروع مشترك جديد يسمى Penrhos Bio يهدف إلى ترخيص المادة الكيميائية "لاكتام" للاستخدامات التجارية بين الشركات في العديد من المجالات المتنوعة.
خفض انبعاثات الوقود
إلى ذلك، قال جوناثان هيغ، نائب رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في يونيليفر، في تصريح لصحيفة "فاينناشال تايمز"، إن هناك مجموعة من التطبيقات لهذه التكنولوجيا سواء في القطاع الطبي البشري والبيطري أو صناعات الملابس والأحذية أو الأوراق النقدية، علاوة على أن هناك استخدامات أخرى مدهشة مثل مجال الشحن، الذي أشار هيغ إلى إنه إذا كان بإمكانهم الحصول على المادة الكيميائية، فإن انبعاثات وقود كل سفينة ستنخفض بنسبة 10%.
مجابهة تحديات القرن 21
من جانبه، قال بروفيسور ستيف هويل، مؤسس شركة إينوفا بارتنرشيبس: "نحن نعمل حاليًا مع شركاء الترخيص للأوراق النقدية وتطبيقات طب الأسنان، ولكن هناك العديد من الاستخدامات الأخرى التي يمكن أن تستفيد منها هذه التكنولوجيا"، مؤكدًا أن المركب الجديد يمكن أن يساعد في معالجة بعض أكبر التحديات المجتمعية والبيئية في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح أن حجم الفرص المتاحة للمركب الكيميائي الجديد تخطى نطاق نموذج أعمال شركة يونيليفر بمراحل، ولهذا السبب أنشأوا المشروع المشترك مع إينوفا بارتنرشيبس. يوفر الاستخدام التجاري لمركب "لاكتام" فرصة كبيرة لمنتجات التنظيف على مستوى العالم ويمكن أن يحدث ثورة في صناعة المنظفات.