احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الالهيّ في عيد ختانة الربّ ورأس السنة ويوم السلام العالميّ في كنيسة مار يوسف – بيروت، عاونه فيه المونسنيور اغناطيوس الاسمر، والكاهنان نيكولا مقصود ونعمة الله مكرزل، بمشاركة المونسنيور نعمة الله شمعون، وبحضور حشد من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظةً قال فيها:" نشكرك يا ربي على السنة التي عبرت لأنك أعطيتنا أن نعيش فيها الفرح والمحبة تجاه بعضنا البعض. نشكرك يا ربي على أحبابنا الذين غادرونا الى الاتحاد بك لأنّك أعطيتنا أن نرى وجههم الطيّب، ونسمع صوتهم ونصغي الى كلمات حبّهم لنا. نشكرك يا ربي على المحن التي مرّت بنا لأنك كنت معنا تعزينا في الحزن وتشجعنا في الألم وتنفخ فينا حياتك في الموت. نشكرك يا ربي على من كانوا علامات حيَّة على محبتك، أولئك الذين أعطوا من ذاتهم ومالهم وثيابهم وطعامهم ليأوا ويلبسوا ويطعموا من فقدوا كلّ شيء بسبب الحقد والغضب والأنانية".
وتابع المطران عبد الساتر: "نفرح لانتهاء عام لا نتذكر منه سوى صعوباته وتحدياته ومآسيه. وننتظر عامًا جديدًا مفعمًا بالحياة الحلوة والخيرات وننسى أمرين. الأمر الأول هو أن الزمن الذي نعيشه أكان سهلاً أم صعبًا، حلوًا أم مرًا، إنما نعيشه هبة من الله الآب ومع الرب يسوع الإله الابن وبفعل الروح القدس لذلك هو زمن مقدس بالدرجة الأولى، زمن لا يمكننا التفريط به أو وصفه بالرديء، زمن يجب علينا الاستفادة منه للتقرّب من الله فنتألّه، ومن الإنسان فنكون بناة فعّالين لمجتمع إنساني صالح. والأمر الثاني هو أننا مسؤولون أيضًا عن حياتنا وعما فيها من شرّ. فهي ليست من صنع النجوم ولا نحن مجرد مُسيَّرين خُتمت مصائرهم وكتبت في دفاتر المنجمين والعرافين. فكم من الأذي والأمراض كان من صنع الإنسان أو نتيجة تلاعبه بالأرض وبيئتها في سعيٍ نهم خلف ربح سريع؟ وكم من الكوارث والمآسي وقعت بسبب الفساد والإهمال والاستخفاف بالإنسان وخصوصًا الإنسان الضعيف والصغير؟ سنة 2021 نحن نصنعها، ونحن مسؤولون عمّا ستكون".
وختم المطران عبدالساتر قائلًا: "لنجعل من هذه السنة الجديدة سنة عمل من أجل خير الإنسان في وطننا. لنفتح قلوبنا للرب يسوع حتى نعرف كيف نحبّ بمجانيَّة وبفرح. لنعمل بإلهام الروح، على تنقية الفساد فينا، هذا الفساد الذي اعتدناه وصار جزءًا من ثقافتنا. لنتوقف عن محاباة وجوه الزعماء فنقول الحق فيهم وأمامهم من دون خوف. لنطالب بمحاسبة المسؤولين الذين لا يعملون لخير كل لبناني حتى ولو خسرنا "خدماتهم" لنا. وإلا ستشبه سنة 2021 سنة 2020 كثيرًا في مآسيها وأحزانها".