أظهرت دراسة أن عضوا غير معروف في الصدر يسمى الغدة الصعترية (أو الزعترية) قد يكون حاسما في حماية النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
وعُثر على العضو في وسط الصدر، ويعتقد العلماء الآن أنه يلعب دورا رئيسيا في تنظيم جهاز المناعة أثناء الحمل.
ويشكل نمو الجنين لمدة تسعة أشهر تحديا مناعيا كبيرا، ولم يفهم الخبراء تماما كيف يتكيف جسد الأنثى مع ذلك.
ويقول الباحثون الآن إن حماية الغدة الصعترية وضمان عملها بشكل صحيح أثناء الحمل، يمكن أن يمنع الإجهاض ومرض السكري لدى النساء الحوامل.
وتقوم الهرمونات الجنسية الأنثوية بتوجيه الغدة الصعترية لإنتاج خلايا مناعية متخصصة تسمى الخلايا التائية. وتنتج الغدة الصعترية أيضا مجموعة فرعية محددة من الخلايا التائية تسمى Tregs، والتي تنظم الخلايا المناعية الأخرى وتمنعها من الانهيار.
ووجد الباحثون أنه أثناء الحمل، تقوم الهرمونات الجنسية في الجسم الأنثوي بإرشاد الغدة الصعترية لإنتاج المزيد من الخلايا Treg المصممة خصيصا للحفاظ على جهاز المناعة تحت السيطرة، وعدم مهاجمة الجنين النامي.
وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، أن المستقبل الرئيسي على سطح الغدة الصعترية الذي يتحكم في هذه العملية يسمى RANK، وليس لدى جميع النساء.
وقال الأستاذ جوزيف بنينغر، كبير المعدين، الذي كان وقتها في الأكاديمية النمساوية للعلوم: "علمنا أن RANK يُعبّر عنها في الغدة الصعترية، لكن دورها في الحمل لم يكن معروفا".
وأجريت دراسات في المختبر على الفئران، حيث تمت إزالة مستقبل RANK لمعرفة تأثيره على حالات الحمل.
وتقول المعدة الرئيسية، الدكتورة ماجدالينا باولينو، في معهد كارولينسكا في السويد، إن إزالة مستقبلات RANK تعني أن هناك عددا أقل من Tregs التي تنتجها الغدة الصعترية.
وتضيف: "أدى ذلك إلى انخفاض عدد Tregs في المشيمة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإجهاض".
وحلل الباحثون حالات النساء المصابات بداء السكري أثناء الحمل. ومثل الفئران، كان لدى النساء الحوامل المصابات بداء السكري عدد أقل من Tregs في المشيمة.
ويشير هذا إلى أن العضو المنسي يلعب دورا حيويا في ضمان حصول المرأة على حمل صحي.
وقال البروفيسور بينينغر: "إن الغدة الصعترية تتغير بشكل كبير أثناء الحمل وكيف أن إعادة توصيل نسيج كامل يساهم في حمل صحي كان أحد الألغاز المتبقية في علم المناعة. تعيد هرمونات الحمل توصيل الغدة الصعترية عبر RANK - ولكنها كشفت عن نموذج جديد لوظيفتها. الغدة الصعترية لا تغير فقط الجهاز المناعي للأم لذا فهي لا ترفض الجنين، ولكنها تتحكم أيضا في صحة الأم الأيضية".
وتشير النتائج إلى أن العلاجات الجديدة التي تستهدف الغدة الصعترية يمكن أن تضمن حملا صحيا، خاصة بين النساء المصابات بداء السكري.