ما خرج به لقاء عون بالرئيس المكلف سعد الحريري من نفحة تفاؤلية بإمكان أن تبصر التشكيلة الوزارية العتيدة النور قبل عيد الميلاد، وهو ما رأته مصادر سياسية مطلعة أقرب إلى "إبرة مورفين" منه إلى علاج وشيك للمعضلة الحكومية، "أولاً لأنّ الوقت الفاصل عن العيد لا يتعدى الساعات المعدودات وبالتالي فإنّ المسألة تحتاج إلى معجزة حقيقية لولادة الحكومة قبل يوم الجمعة، وثانياً لأنّ الأمور لا تزال عالقة مكانها عند نقطة التوزيع الطائفي للحقائب، مع إحداث حلحلة بسيطة في جدار التصلب بالمواقف من دون أن تتضح آفاقها النهائية بعد".
وإذ لم تستبعد أن يكون ملف التأليف دخل في منعطف جديد قد يفضي إلى توافق رئاسي على ولادة الحكومة، أوضحت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ لقاء الأمس بين عون والحريري "كان أكثر إيجابية وجدية في إبداء الرغبة بالتعاون لتذليل العقد وتضييق هوة التباينات في المواقف، ومن شأن ذلك أن يدفع مسار المباحثات قدماً إذا استمرت النيات صافية ولم يدخل الشياطين على خط التفاصيل"، مشيرةً إلى أنّ المستجدات "لن تتأخر في تظهير خواتيمها سريعاً باعتبارها ستكون مرهونة بأجواء لقاءات الساعات القليلة المقبلة التي ستحدد مسار الأمور".
وعما تميّز به اجتماع بعبدا أمس لتُبنى عليه توقعات إيجابية، تحدثت المصادر عن رصد "تصلّب أقل في المواقف والمطالب، فضلاً عن تثبيت صيغة "الثلاث ستات" التي لا تمنح أي مكوّن لوحده ثلثاً معطلاً في التركيبة الوزارية"، معتبرةً أنّ "الضغوط الممارسة داخلياً وخارجياً نجحت على ما يبدو في إضفاء بعض الليونة في مقاربة عملية التأليف"، لكنها فضّلت ألا تقول "فول ليصير بالمكيول"، نظراً لكون "مسائل كثيرة كان قد اتُّفق عليها سابقاً سرعان ما تم الانقلاب عليها، وعلى كل حال المساعي مستمرة ولنرَ ما ستصل إليه".
وفي سياق متصل، نقلت أوساط مواكبة لتوجّهات الرئاسة الأولى إزاء التشكيلة الحكومية أنّ عون الذي كان يطالب بأن تشمل حصته حقيبتي العدل والداخلية، "أصبح منفتحاً على خفض سقف مطالبه بحيث يتم تكريس حقيبة الداخلية ضمن حصة رئيس الحكومة، مقابل أن يصار إلى إضافة حقيبة العدل إلى جانب حقيبة الدفاع في حصة رئيس الجمهورية"، مؤكدةً أنّ "الساعات الفاصلة عن جولة اللقاءات الجديدة المرتقبة في بعبدا ستشهد تكثيفاً للاتصالات لتثبيت الطروحات التوافقية، بحيث تبقى مسودة التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس المكلف على حالها مع إدخال بعض التعديلات على التسميات المقترحة فيها، بما يطال إسمين على أبعد تقدير".