مرجع وإدارة
مرجع وإدارة

خاص - Saturday, December 19, 2020 7:30:00 AM

الاعلامي د. كريستيان أوسّي

لا يخفي مرجعٌ روحي استياءه الكبير ممّا آلت إليه الأوضاع في البلاد ومن الحال التي وصل اليها الشعب اللبناني، في ضوء التدهور الاقتصادي، ما انعكس خسارة كبيرة في ادّخارات المواطنين، كما في ضوء انفجار 4 آب الذي دمّر منطقة المرفأ والشطر المسيحي من العاصمة، من دون أن يكون هناك أي حضور من قبل مؤسسات الدولة في إغاثة المنكوبين وإعانتهم على إعادتهم الى منازلهم، ما خلا بعض الاسهامات الطوعيّة من جمعيات هبّت لمدّ يد العون.
هذا الوضع يحمّله المرجع، في مسبّباته، الى المسؤولين السياسيين والقيّمين على إدارة الدولة. فهم، في ما أقدموا عليه وفي ما لم يقدموا، يرتكبون، بحسب وصفه، جرائم في حق الوطن، والشعب، وليس فقط الإخلال في الوظيفة.
والمؤسف، كل الأسف، أن لا حكومة حتى الساعة، ولا مؤشرات إيجابية على إمكان قيامها، في وقت أحوج ما نكون الى سلطة تراعي شؤون الناس وحاجاتهم، وتنصرف الى معالجتها ،كما الى وضع تصور للبدء في إخراج البلاد من أزماتها.
في اعتقاد المرجع ان المشكلة تكمن في عدم الشعور بالمواطنة عند كثر: فهناك أفرقاء يرتبطون بالخارج، وهناك مسؤولون تحكمهم المصلحة الذاتية، وهناك غياب للحسّ اللبناني في مقابل طغيان حساب المصالح والإرتباطات وسريان مفعول الوشوشات...
كل هذا يجري في وقت يشهد العالم الكثير من التطورات المتسارعة، ومنها منطقة شرق المتوسط، فيما العالم كله يترقّب مفاعيل انتقال مقاليد المسؤولية في الدولة الأقوى، من دونالد ترامب الى جوزيف بايدن، وما يمكن أن يحمله الشهر الفاصل عن هذا الانتقال الدستوري من مفاجآت.
في هذا السياق، تقول شخصية أميركية مرموقة من أصل لبناني، تعنى بشؤون الدراسات والابحاث، كما بتطوّر الوضع في الداخل اللبناني، وتعمل كمستشارة موثوق فيها، إنّ تسلُّم بايدن للرئاسة الاميركية ستتم ترجمته من خلال اعتماد مقاربة ألطَف، او أقلّه أقلّ قسوة وحدّة، من تلك التي اعتمدتها إدارة الرئيس ترامب التي تعتبر ان لبنان خاضع بالمطلق لإيران من خلال حزب الله.
تقول هذه السيدة الباحثة إنّ إدارة بايدن ستعمل على التمييز بين "الدولة اللبنانية" وحزب الله، وهذا التميّز قد ينعكس من خلال المساعدة الاميركية المخصّصة للجيش اللبناني ومن خلال تخفيض أو ربما وقف العقوبات، وبالتحديد تلك التي طالت شخصيات سياسية لبنانية خارج إطار حزب الله.
الا أنّ الشخصية إياها تجزم في المقابل بأنّ لبنان ليس على جدول أولويات إدارة بايدن في نظرتها الى اللعبة الاقليمية، خصوصاً بعدما فقدت الطبقة السياسية في لبنان مصداقيتها بعد انتفاضة 2019، بما يشي بأنه لن تكون هناك متغيرات في علاقة الادارة الجديدة مع الحكومة اللبنانية، ذلك أنّ الولايات المتحدة الاميركية، مثل العديد من الدول الاوروبية، لن توفّر للحكومة شيكاً على بياض، بل ستصرّ على تطبيق الإصلاحات المنشودة والمطلوبة قبلاً.
وفي اعتقاد هذه السيدة المشهود لها انه، وفي ما خصّ حزب الله، فإن العقوبات في حقه ستستمر، مع أنّ وتيرتها قد تكون أخف.
وتضيف محذرةً من أنّ بايدن وعد بإعادة النظر بما إصطلح على تسميته:
"خطة العمل الشاملة المشتركة" Joint comprehensive plan of Action
وهو إذا فعل، فإنّ ذلك قد ينتج عنه تخفيف العقوبات الاميركية في حقّ ايران ما قد يسمح لحزب الله بالافادة مالياً وتحسين موقفه في قبالة أنداده ... وهذا سيعني وضعاً اقتصادياً كارثياً للبنان.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني