خاص vdlnews

إنتقد مرجع مسيحي مخضرم التجييش المذهبي الذي ينهجه تيار المستقبل في مقاربته المسار القضائي لتفجير المرفأ، والذي وصل حد انزال الحرم على السلطة القضائية، لمجرّد محاولتها القيام بعملها.

وقال المرجع: بصرف النظر عن اي أخطاء أو شوائب قد يكون وقع فيها القضاء، من غير الجائز لأي مرجعيات سياسية وروحية، التعاطي مع المسار القضائي بمقاربة فئوية، محدودة الافق وضيقة الرؤية. فالضحايا، من شهداء وجرحى ومصالح اقتصادية ومالية وتجارية وصناعية، هم لبنانيون ينتمون الى كل الطوائف، تماما كما المشتبه فيهم.

واعتبر المرجع المسيحي المخضرم ان الإحتماء بالطائفة والتحصّن بالقبلية، عند كل فرصة سانحة للمحاسبة، وقد تكرر هذا الامر الشاذ عشرات المرات، هما علة لبنان ومسبب كل ما وصلنا اليه من إنعدام المحاسبة وتشظي الهيكل وإنفراط الكيان.

ودعا المرجع، حيال الاصطفاف المذهبي الحاصل، الجميع الى وقفة وطنية حقة تنصف أهالي الضحايا، وتعزز المحاسبة القضائية عن كل جرم أو تقصير. وحضّ على الانصراف عن أي نعرات أو تجييش مذهبي والعودة الى منطق الدولة ومنطوقها المؤسسي، وإلا فليكن الحدّ القبلي هو الآمر الناهي على الجميع، ولنعد بالتكافل والتضامن الى عصور الجاهلية، ولتقِم كل طائفة قضاءها ولنخرج سوية من احتيال التعايش وكذبة الدولة المدنية، ولنذهب الى اللامركزية الموسعة جدا كدواء لداء التكلّس الطائفي والمذهبي، الصيغة التي من شأنها تقوية الدولة وفي الوقت نفسه احتواء كل التنافر والشوائب المذهبية التي تظهّرت في اليومين الاخيرين.