محمد جردلي

اتضح في الفترة الاخيرة وفي محطات عدة، الاستنفار الذي يقوم به ما يسمى بنادي رؤساء الحكومات السابقين والحاليين ودار الفتوى بلسان سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، فالطائفة السنية الكريمة لها انجازات طويلة وشاركت في بناء لبنان واستقلاله وهي تمتد على معظم الكرة الارضية وتجاوزت اعدادها المليار.
عذرا سماحة المفتي، فأنت مخول ادارة دار الافتاء والسهر والحرص على شؤون المسلمين ودور العبادة ومساجدهم وتسيير امورهم الدينية والدنيوية، ولكن لست مخولا تحجيم الطائفة السنية الكريمة على حجم أشخاص وهم بالمطلق فاسدون.
عذرا سماحة المفتي انت تمثل الطائفة السنية الكريمة ولكنك لا تملك صلاحيات تخولك بدفع الطائفة السنية الى تغطية المرتكبين والفاسدين لمجرد أنهم ينتمون الى الطائفة السنية لأن تعاليم القرآن الكريم وأهل السنة جميعها تصب في الاخلاص والمحبة وعدم السرقة والنهب والاضرار بالاخرين واشباع الفقراء والمحتاجين وغيرهم، الا أنك وفي الوقت نفسه تغطي باسم عظمة الطائفة السنية بعض اللصوص والسارقين والفاسدين، الامر الذي قد يظهر للناس بأن الطائفة السنية هي التي تغطي الفاسدين في حين أن من يغطيهم هو سماحتكم شخصيا.
أما انت يا دولة الرئيس سعد الحريري وأنتم "نادي رؤساء الحكومات السابقين" فان هذه الانتفاضات والمسرحيات والتمثيليات التي تلجأون اليها عند كل استحقاق وعند اقتراب القضاء وغيره من ادعاءاتكم وسرقاتكم ونهبكم، مع الاحترام للرئيس حسان دياب لأنه ليس من هذه البيئة الفاسدة التي لم تعد تجديكم نفعا. ومحاولاتكم هذه بشد العصب السني لم تعد تنطوي على اهل السنة، فهم يعلمون تماما انكم فاسدون، وانتم من سرق المال العام وغطى كل الصفقات المشبوهة وغير المشبوهة ومسؤول عن كل ما وصل اليه لبنان من انهيار اقصادي ومالي واخلاقي واجتماعي. يعلم هذا الشعب انكم المسؤولون عن الفقر والجوع خاصة عند اهل السنة في عكار وطرابلس وسنة المدينة الرياضية والجنوب.
في عهدكم وادارتكم ارتفع عدد الفقراء بينما انتم والمحيطين بكم تضاعفت ثرواتكم. فلستم مخولين بتحويل الطائفة السنية لكي تصبح غطاء للفاسدين، والشارع لن يتجاوب معكم خصوصا الرئيس سعد الحريري فأنت لن يشفع لك بشيء. انت فاسد وتسلمت السلطة من مهندس الفساد والسرقات والنهب في لبنان فؤاد السنيورة واستمريت على نهج الفساد. أما قضية المرفأ فأنت على علم بها وهذه الانتفاضة أو الخطوة الاستباقية هدفها قطع الطريق لمنع وصول السيف الى عنقكم وهذه الامور لن تعفيك، وفي حال ثبت بأنك على علم فستحاكم وتعاقب ولو استمرت انتفاضتكم الى مئة سنة أوحت حتى ان اضطر الامر الى لجوئنا الى المرجعيات الاساسية في الطائفة السنية الكريمة في بلدان صديقة لرفع الغطاء الديني الذي تتسترون به أو من ورائه تهربا من المحاسبة من السرقات.
كفى عبثا في لبنان وتجييشا طائفيا ومذهبيا، وكفى تجييشا للشارع فانتم يا دولة الرئيس السنيورة ودولة الرئيس ميقاتي وسلام والحريري فاسدون سارقون ناهبون للمال العام لا يحق لكم التلطي خلف الطائفة السنية وشارعها، ولن تستطيعوا بعد اليوم من الضحك على الناس والاستخفاف بذكاء وعقل الشارع السني الشيعي والمسيحي، كما أن الشارع اللبناني اليوم لا يأبه لكم ولمذاهبكم ولطوائفكم ولمن انتميت.. الشارع يريد دولة تحافظ على حقوقه وليس الى مزرعة يتلطى خلفها الفاسدون تحت شعارات دينية ومذهبية.