تستعد روسيا لإطلاق تجربة RED-100 - وهو عبارة عن كاشف إنبعاث فائق الحساسية من الجيل الجديد، والتي تهدف لدراسة تشتت النيوترينو المتماسك المرن على نوى ذرات الزينون الثقيل. يشار إلى إنه في شهر تشرين الثاني \ نوفمبر، تم إيصال المعدات إلى موقع التجربة، وبالتحديد إلى محطة كالينين الكهرنووية. وفي وقت سابق عُقد مؤتمر دولي عبر الانترنت حول فيزياء الجسيمات الأولية والفيزياء الفلكية في الجامعة الوطنية للبحوث النووية "ميفي" (موسكو - روسيا)، حيث تم الإبلاغ عن مراقبة تشتت النيوترينو المتماسك المرن على ذرات الآرغون.
تنبأ العلماء السوفييت والأمريكيون بعملية التشتت المتماسك المرن للنيوترينوات بواسطة النوى الذرية في عام 1974 في إطار النموذج القياسي للكهرباء الضعيفة والتفاعلات القوية للجسيمات الأولية.
في عام 2017 تم إنشاء التعاون الدولي COHERENT لتسجيل تشتت النيوترينو المتماسك المرن ودراسة هذه العملية. وقد تضمن التعاون من الجانب الروسي فرق علمية من الجامعة الوطنية للبحوث النووية ومعهد أليخانوف للفيزياء النظرية والتجريبية.
وفي هذا السياق أشار ألكسندر كومبان الخبير في مختبر الفيزياء النووية التجريبية في "ميفي" بصفته أحد المشاركين من الجانب الروسي في التعاون الدولي COHERENT، إلى إن النتيجة الرئيسية التي تم الحصول عليها في عام 2020 هي التسجيل الأول لتشتت النيوترينو المتماسك المرن بواسطة نوى الآرغون. حالياً يعتبر 40Ar هو أخف عنصر الذي تم تسجيل تشتت النيوترينو المتماسك المرن فيه.
وبحسب تأكيد الباحث تم تسجيل تشتت النيوترينو المتماسك المرن باستخدام كاشف وميض الآرغون السائل CENNS-10. حيث تم تركيب الكاشف في مجمع نيوترينو (SNS (Spallation Neutron Source) ، مختبر أوك-ريدج الوطني.
وبحسب قول الباحث ألكسندر كومبان فإن عملية التشتت المتماسك للنيوترينوات مهمة جداً من وجهة النظر العلمية، لأنها تمثل قناة جديدة ومستقلة لتوضيح الفيزياء المعروفة والبحث عن قناة جديدة.
على سبيل المثال ، تعد معرفة عملية تشتت النيوترينو المتماسك المرن ضرورية لدراسة عملية ولادة المستعر الأعظم. في الوقت نفسه فإن تشتت النيوترينو المتماسك المرن هي إحدى العمليات الرئيسية التي تحدث أثناء ولادة المستعرات الأعظمية وتلعب دوراً مهماً في انهيار النجوم النيوترونية، حيث يتم نقل حوالي 99٪ من الطاقة المنبعثة أثناء ولادة المستعر الأعظم بواسطة النيوترينوات.
بالاضافة إلى ذلك سوف يصبح التشتت المرن والمتماسك للنيوترينوات الشمسية بواسطة النوى المستهدفة الخلفية الرئيسية للجيل القادم من أجهزة الكشف للبحث عن المادة المظلمة في شكل جزيئات ضخمة ضعيفة التفاعل (WIMP).
ما يثير الاهتمام هي حقيقة أن عملية تشتت النيوترينو المتماسك المرن، على عكس العديد من العمليات الأخرى التي تشارك فيها الجسيمات الأولية، لها تطبيق عملي مباشر - مراقبة حالة المفاعلات النووية من خلال تحليل تدفق إشعاع النيوترينو. أجهزة الكشف عن النيوترينو الحديثة هي عبارة عن أجسام تصل أوزانها إلى عدة أطنان مماثلة في الحجم مع مفاعلات محطات الطاقة الكهرنووية. وسوف يسمح استخدام تأثير تشتت النيوترينو المتماسك المرن من تصميم معدات متنقلة مدمجة يمكن وضعها بالقرب من المفاعل، وبغض النظر عن العمليات التكنولوجية للتحكم في المفاعل ومراقبة حالة قلب المفاعل، بما في ذلك مراقبة التغيير في التركيب النظيري للوقود أثناء تشغيل المفاعل.
ومن تاريخ شهر تموز\يوليو 2017 حتى شهر كانون الأول\ديسمبر 2018، تم إجراء أول جلسة فعلية باستخدام الآرغون السائل كهدف نيوترينو. وتم إجراء معالجة البيانات بشكل مستقل من قبل فريقين من العلماء في الولايات المتحدة وروسيا. حيث أتاحت نتائج معالجة البيانات من قبل الفريقين استخلاص استنتاج حول أول تسجيل ناجح لعملية تشتت النيوترينو المتماسك المرن باستخدام كاشف الآرغون السائل.
في الوقت الحالي ، يواصل كاشف CENNS-10 جمع البيانات للحصول على قيمة أكثر دقة للمقطع العرضي لتفاعل النيوترينوات مع نواة Ar في إطار تشتت النيوترينو المتماسك المرن. بالإضافة إلى ذلك من أجل دراسة أكثر دقة لعملية تشتت النيوترينو المتماسك المرن، يجري تطوير كاشف CENNS-750 بكتلة من الآرغون السائل تصل إلى طن.