الاعلامي د. كريستيان أوسي
في أميركا راهناً، فريق كبير من المتحدّرين من أصل لبناني في دائرة التأثير في القرار المركزي في واشنطن، وتحديداً مع الرئيس المنتخب حديثاً جو بايدن.
ويعوّل كثير من المؤثّرين في السياسة اللبنانية على دور هذا الفريق، خصوصاً من خلال العلاقة المتينة التي تشدّ بعض أعضاء الفريق المذكور الى الساكن الجديد للبيت الابيض، قريباً.
في مقدّم هؤلاء، السفير الاميركي إدوارد غابريال، الذي شغل منصب ممثل أميركا في المملكة المغربية، والمطّلع على تفاصيل الوضع اللبناني، وهو يُعدّ أحد ابرز المستشارين للرئيس الاميركي الجديد وربما مفتاح الخطط التي ستوضع لمنطقة الشرق الادنى في الادارة الاميركية التي ستشكل.
وفي مفهوم غابريال ان السياسة الاميركية محكومة بمصالح استراتيجية حيال لبنان عناوينها:
- تطويق نفوذ ايران وحليفها حزب الله، كما التوسّع الروسي والصيني
- ضمان الامن على الحدود الجنوبية
- ضمان استقرار مجتمع يأوي اليه اكثر من مليون لاجىء
- العمل لمنع تحول لبنان دولة فاشلة بما يسمح بتسرب اللاجئين الى خارجه
- الحفاظ على لبنان كصيغة فريدة للتعايش بين ثقافات وناس
يعمل غابريال على حثّ اميركا على التمسّك بمقاليد الريادة في لبنان والشرق الاوسط وليس التخلي عن ذلك، وعلى وجوب ان تعمل ادارة بايدن على تطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية في لبنان من خلال الديبلوماسية، والالتزام بتأمين حاجات الشعب اللبناني الملحّة على المدى القصير، واستمرار دعم الجيش اللبناني، وبحث المشكلات الاقليمية التي تتسبب بعدم الاستقرار في لبنان إن في سوريا او حاجات اسرائيل الامنية، او تدخّل ايران وسعي روسيا للتغلغل فيه...
هي بعض افكار يجاهر بها السفير غابريال الذي يعمل في اطار فريق "اميركان تاسك فورس فور ليبانون" الذي يستعد راهناً للعب دور مؤثّر في العاصمة الاتحادية الاميركية، خصوصاً مع ضمّه عناصر مؤثرة أميركيا، مثل وزير الطاقة السابق في عهد جورج بوش السيناتور عن ميشيغان سبنسر ابراهام، او المسؤول السابق في البيت الابيض في عهد دونالد ريغان توماس ناصيف، او النائب السابق عن لويزيانا والمسؤول الوزاري تشارلز بستاني، او وزير النقل السابق النائب السابق نيك رحّال، او الرائد الصناعي النائب السابق داريل عيسى والرائد في قطاع البترول راي عيراني.
هي مرحلة مهمة اذن تنتظر لبنان، من خلال السياسة التي ستتبعها ادارة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن تجاهه وتجاه المنطقة، ويبدو انه سيكون هناك تأثير ما للفريق اللبناني الأصل، الفاعل بشدّة راهناً هناك.
الا ان السؤال يبقى:
هل ستتأثّر توجيهات هذا الفريق بتعارض المصالح اللبنانية في الداخل او بإنقسام الافرقاء في لبنان؟
الايام المقبلة وحدها كفيلة تحديد الجواب.