يقول علماء النفس إن قضاء الوقت على هاتفك الذكي في التصفح عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرد على الرسائل ليس بالأمر السيئ للصحة العقلية، كما اعتقد سابقا.
وعند تحليل بيانات مستخدمي أندرويد وآيفون، وجد الباحثون البريطانيون أن الوقت الذي يقضيه الأفراد على الهواتف الذكية مؤشر ضعيف، في الواقع، على القلق أو الاكتئاب أو التوتر، وينصحون بالحذر عندما يتعلق الأمر بإزالة السموم الرقمية.
والمثير للدهشة أن مقدار الوقت الذي يقضيه المستخدم على الهاتف الذكي لم يكن مرتبطا بضعف الصحة العقلية. وبدلا من ذلك، وجدت الدراسة أن الصحة العقلية مرتبطة بالمخاوف بشأن استخدامهم للهواتف الذكية.
ولم يجد الباحثون في الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية في أعراض الاكتئاب، أنهم يستخدمون هواتفهم الذكية أكثر من أولئك الذين يعانون من أعراض اكتئاب منخفضة.
ويقول الخبراء إن القلق بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه على هاتفك الذكي، بدلا من الوقت الفعلي الذي تقضيه عليه، من المرجح أن يكون هو السبب لأي تأثير نفسي سلبي.
وتشير مؤلفة الدراسة، هيذر شو، من قسم علم النفس بجامعة لانكستر: "من المهم النظر في استخدام الجهاز بشكل منفصل عن مخاوف الناس بشأن التكنولوجيا. وهذا لأن الوقت لا يُظهر علاقات جديرة بالملاحظة مع الصحة العقلية، كما تظهره المخاوف".
ونظر الباحثون في طرق مختلفة لقياس "استخدام الهواتف الذكية" من خلال مقاييس استخدام الهواتف الذكية (PSU)، والتقديرات الشخصية والسجلات الموضوعية بناء على وقت الشاشة.
وقام الجزء الأول من الدراسة بتوظيف 46 شخصا يمتلكون هواتف ذكية تعمل بنظام أندرويد، وتم تتبع استخدامهم لمدة أسبوع واحد.
وسُئل المشاركون عن صحتهم العقلية واستكملوا المقاييس السريرية التي تقيس القلق والتوتر وأعراض الاكتئاب.
وقام المشاركون أيضا بملء مقياس استخدام الهاتف الذكي (PSU)، والذي يقيس مدى إشكالية إدراكهم لاستخدام هواتفهم الذكية وقدموا تقديرات لوقت استخدامهم.
وبالنسبة إلى مقياس استخدام الهاتف الذكي، صنف المشاركون مدى موافقتهم على العديد من العبارات، مثل "الشعور بالسعادة أو الإثارة أثناء استخدام الهاتف الذكي"، على مقياس من ست نقاط يتراوح من "أوافق بشدة" إلى "لا أوافق بشدة"، مع درجات أعلى ما يشير إلى زيادة خطر الإدمان.
وبالنسبة للجزء الثاني من الدراسة، تم تجنيد 199 من مستخدمي آيفون، والذين أكملوا استطلاعا عبر الإنترنت يطلب منهم الإبلاغ عن استخدامهم للهواتف الذكية من إعدادات "Apple Screen Time" للأسبوع الماضي.
وطُلب من مستخدمي آيفون نفس أسئلة الصحة العقلية في الجزء الأول، وأكملوا مقياس PSU وقدموا تقديرات لاستخدامهم.
وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تشير إلى عكس ذلك، فإن مقدار الوقت الذي يقضيه الفرد في تصفح الهاتف الذكي لا يرتبط بسوء الصحة العقلية.
وقالت شو: "إن عمليات التقاط الهاتف الذكي اليومية للشخص أو وقت الشاشة لم تتنبأ بالقلق أو الاكتئاب أو أعراض التوتر".
وبدلا من ذلك، وجدت الدراسة أن الصحة العقلية مرتبطة بالمخاوف التي يشعر بها المشاركون بشأن استخدامهم للهواتف الذكية.