بعد تعافيها من فيروس كورونا، الذي كان تجربة صعبة وقاسية عليها، أطلت المؤلفة الموسيقية ومغنية الأوبرا د. هبة القواس على محبيها وجمهورها عبر لقاء إلكتروني هو الأول بعد شفائها، بُثّ على منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان جمهورها تابعها خلال فترة الحجر والعلاج متفاعلًا معها عبر إطلالات قليلة في ارتجالات موسيقية في يومياتها.
حاورتها في اللقاء الإعلامية ماجدة داغر التي قدمتها بكلمة عن مسيرتها الموسيقية وجاء فيها: "لم تكتفِ سيّدة الأوبرا بأن تقدّم للذائقة العربية والموسيقى المشرقية، نمطاً معهوداً ومعروفاً، بل رسمتْ مشروعاً / حلماً تمتزج فيه الثقافات بالصوت الكوني والجغرافيا بمحو الحدود الموسيقية. وبين الشروع والتنفيذ رحلةٌ ممتعةٌ شائقة، واكبتها بالعلوم الموسيقية والمعارف الفنية، لتشكّلَ بذلك موسيقاها الخاصة التي تعكس فلسفتَها ووصلَها بالكون، وتكرّسَها بالغناء على أعرق مسارح العالم برفقة أعظم الأوركسترات العالمية. الجسر الموسيقيّ الذي امتدّ برخامة صوتها وعمقه، وصلَ الشرقَ بالغرب عبر طريق سيمفونيّ متين، اشتغلتْ على وصله سنوات طِوال لتكون من أولى السيدات المشرقيات اللواتي ألّفنَ الموسيقى السيمفونيّة الكلاسيكية وعزفتْها أرقى الأوركسترات إلى جانب موسيقى الخالدين.
أمّا التحدّي الأبرز الذي صمّمت على تحقيقه ورافقَها، ولا يزال، في مسيرة الريادة والفرادة، فكان ربطَ ثقافتين غنيّتين بصوتٍ أثيريّ وحرفٍ عربيّ، فوُلدت الأوبرا العربية وكانت هي رائدتَها."
تناولت القواس خلال اللقاء مواضيع عديدة مرتبطة بمرحلة العزلة القسرية من جراء إصابتها، منها: الحجر والوحدة، والاشتياق إلى الحياة بتلاوينها المتعددة والتي فقدها الإنسان في تجربة كوفيد ١٩، العودة إلى الذات والتأمل والتعلّم من التجارب المستجدة، والرؤية المستقبلية الفنية بناءً عليها.
كما تناول اللقاء آخر المستجدات المتعلقة بمشروعها الذي أطلقته "مؤسسة هبة القواس الدولية" Beirut collective Memory "بيروت في منازل الذاكرة" في مؤتمر صحافي لترميم أبنية تراثية مأهولة في بيروت تضررت من جرّاء انفجار الرابع من آب، والبرنامج المستقبلي التابع له وأبرزه تيليتون تلفزيوني لاستكمال المساعدات عبر حلقة خاصة تعلن عنها قريباً، وأمور أخرى منها إقامة مجسم تفاعلي ذكي للموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع.
وخُصص الجزء الأخير من اللقاء الإلكتروني كتحية لروح الشاعرة والفنانة التشكيلية هدى النعماني، الذي ترك رحيلها أثراً كبيراً لدى القواس وخصوصاً أنها رحلت في فترة إصابتها بفيروس كورونا. لاسيما أن صداقة طويلة جمعتهما، كذلك الشراكة الفنية التي تربطهما من خلال غناء القواس قصائد عدة للشاعرة. فتحدثت القواس عن العلاقة التي جمعتها بالنعماني وتأثير الشاعرة في جيل شعري من خلال لغتها المختلفة وقصائدها ذات الأبعاد الصوفية والإنسانية، وأعلنت عن إصدار أعمال فنية من إمضاء النعماني. وختمت المحور الأخير من اللقاء بأغنية "وتحبني" من شعر الراحلة.
وكان للقواس في الختام تحية لكل من تابع الحوار ولكل من واكبها بدعائه في أثناء محنتها الصحية، واعدة إياهم بالعودة الفنية القريبة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا