المطران عوده للرئيس عون: أنقذْ ما تبقّى من عهدك وقُمْ بخطوةٍ شجاعةٍ يذكرها لك التاريخ
المطران عوده للرئيس عون: أنقذْ ما تبقّى من عهدك وقُمْ بخطوةٍ شجاعةٍ يذكرها لك التاريخ

أخبار البلد - Sunday, November 22, 2020 12:17:00 PM

ألقى متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الارثوذكس المطران عوده في عظة قداس الأحد التالي:

"بِاسمِ الآبِ والابنِ والروحِ القدس، آمين.

أَحِـبَّـائي، عَــيَّـدنا أَمسِ لِـدُخولِ والِـدَةِ الإِلَهِ الفائِـقَـةِ الـقَـداسَة مَريم إلى الهَيكَـل. نُـرَتِّـلُ في هذا العيدِ قائِلين: «إِنَّ الهَيكَـلَ الكُـلِّيَّ الـنَّـقاوَة، هَيكَـلَ المُخَلِّص، البَتولَ الخِدرَ الجَزيلَ الـثَّـمَن، والكَنزَ الطَّاهِرَ لِمَجدِ الله، اليَومَ تَدخُلُ إلى بَيتِ الرَّبّ، وتُـدخِلُ مَعَها النِّعمَةَ الَّتي بِالرّوحِ الإِلَهِيّ، فَـلْـتُـسَـبِّحْها مَلائِـكَـةُ الله، لأَنَّها هِيَ المِظَــلَّةُ السَّماوِيَّة».

إِنَّ كَرامَةَ والِــدَةِ الإِلَهِ تَسمو على كُـلِّ المَخلوقاتِ والمَلائِـكَة والقِـدِّيسين، على حَسَبِ ما نُسَبِّـحُها قائِلين: «يا مَـن هِـيَ أَكـرَمُ مِنَ الشِّيروبيم، وأَرفَعُ مَجدًا بِغَيرِ قِياسٍ مِنَ السِّيرافيم». هِيَ الإِناءُ المُختارُ الَّذي ارتَضى ابنُ البَشَرِ أَنْ يَحِـلَّ فيهِ ويَـتَـأَنَّسَ لِيُخَلِّصَ البَشَرَ مِن خَطاياهُم.

لَـقَـدْ وُلِدَتِ العَذراءُ مِنْ والِدَينِ عاقِـرَينِ هُـما يُواكيمُ وحَنَّةُ، اللَّـذَانِ نَذَرا، إِنْ رُزِقا وَلَـدًا، أَنْ يَــكونَ هَـذا المَولودُ لِلرَّبّ. لِذا، عِـنـدَما وُلِـدَتْ مَريَم، وصارَ عُمرُها ثَلاث سَنَوات، إِصطَحَبَها والِداها لِـتَـعيشَ في قُــدسِ الأَقـداس، أَي في الهَيكَلِ الَّذي لا يَدخُـلُهُ أَحَـدٌ سِوى رَئيسِ الكَـهَـنَةِ مَـرَّةً في السَّنَة. هُـناك، كانَتِ الفَـتاةُ تَــقضي نِصفَ يَومِها مُنتَصِبَةً لِلصَّلاةِ والتَّخَشُّع، ثُـمَّ تُـتابِعُ يَومَها بِالأعمالِ اليَدَوِيَّة، وكانَ مَلاكُ اللهِ يَأتيها بِالطَّعام.

رَئيسُ الكَهَنَةِ الَّذي استَـقـبَـلَ الفَـتاةَ مَريَم عِندَ دُخولِها الهَيكَل، هُـوَ زَكَرِيَّا ابنُ بَرَخيا والِـدُ يوحَـنَّـا المَعـمَـدان. عِندَما رَأَتْـهُ العَذراءُ البالِغَةُ ثَلاثَ سَنَواتٍ، ارتَـمَـتْ بَينَ ذِراعَـيهِ، فَـقـالَ: «الـرَّبُّ مَجَّـدَكِ في كُـلِّ جيل، وها إِنَّـهُ فيكِ، في الأَيَّـامِ الأَخـيرَةِ، يَـكشِفُ اللهُ الخَلاصَ الَّذي أَعَـدَّهُ لِشَعبِهِ». كلامُـه هذا يحتَـوي في قِسمِه الأَوَّل ما قالَـتْـهُ مَريَمُ عِـندَما زارَت نَسيـبَـتَها أَليصابات، زَوجَةَ زَكَرِيَّا، الَّتي استَـقـبَــلَتها بِعِبارَة: «مِن أَينَ لي هَـذا أَن تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟!» (لو 1: 43)، فأَجابَت مَريَم: «تُـعَـظِّمُ نَـفسي الرَّبَّ وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَـلِّصي، لأَنَّـهُ نَظَرَ إلى تَواضُعِ أَمَتِهِ، فَها مُنذُ الآنُ تُطَـوِّبُـني جَميعُ الأَجيال» (لو 1: 46-48). أَمَّا القِـسمُ الثَّـاني، فَيَحتَـوي على ما قالَهُ سِمعانُ الشَّيخُ عِـندَ دُخُولِ السَّيِّـدِ إلى الهَيكَـل: «الآنَ تُطلِقُ عَـبْـدَكَ أَيُّها السَّـيِّـدُ على حَسَبِ قَولِـكَ بِسَلام، لأَنَّ عَينَيَّ أَبصَرَتا خَلاصَكَ الَّذي أَعـدَدْتَـهُ أَمامَ كُـلِّ الشُّعوب» (لو 2: 29-31).

مُنذُ البِدايَة، رَبَطَ زَكَـرِيَّـا بَينَ مَريَـمَ والخَلاصِ الآتي بِالمَـولودِ مِنها، أَيْ إِنَّ العَذراءَ، بِلا المَسيحِ، هِيَ إِنسانَةٌ عادِيَّــة. نَـتَـعَـلَّمُ مِنْ هَـذا الأَمرِ أَنَّ كُـلَّ واحِدٍ مِنَّا، إِنْ لَمْ يُدخِــلِ المَسيحَ إلى حَياتِهِ، لا يَصِلُ إلى التَّــأَلُّـه، إلى الغايَةِ الَّتي يَبتَغيها كُـلُّ مَسيحِيّ، والَّتي وَصَلَتْ إِلَيها العَذراءُ مَريَم الَّتي يَـقـولُ عَـنها النَّبِيُّ داود: «قامَتِ المَلِكَةُ عَـنْ يَمينِكَ مُـزَيَّـنَـةً ومُـوَشَّحَةً بِثَوبٍ مُذَهَّب» (مز 45: 9)، وكَما يَـقـولُ الرَّسولُ بولُس: «أَستَطيعُ كُـلَّ شَيءٍ في المَسيحِ الَّذي يُـقَــوِّيني» (في 4: 13). هَـكَـذا، قَـوِيَتِ العَذراءُ بِالمَسيحِ الَّذي حَـلَّ فِي أَحشائِها بَعدَ مُغادَرَتِها قُــدسَ الأَقـداس، لِتَـكونَ مِثالًا لِكُـلِّ إِنسانٍ، إِذا كانَ مَعَ الرَّبّ، يَـكونُ الـرَّبُّ دائِمًا مَعَهُ، ويولَـدُ مِن خِلالِهِ تَمامًا كما حصل مع العَـذراءِ مَريَم، وعِنـدَئـذٍ نَـكونُ آنِيَةً لِـكَـلِمَةِ الله المُخَلِّصَةِ لِلـبَـشَر.

العَذراءُ مَريَم لَم تَستَغـنِ بِـنَـفسِها، مِثـلَما فَعَلَ الغَنِيُّ المَذكورُ في إِنجيلِ اليَوم. هَـذا الإِنسانُ الغَنِيُّ تَـكَـبَّـرَ وانتَــفَخَ بِسَبَبِ ما وَصَلَ إِلَيهِ مِنْ غِـنى، فيما العَذراءُ، الَّتي وَصَلَتْ إلى كَمالِ الغِنى الإِلَهِيّ، بَـقِـيَتْ على تَواضُعِها، لا بَـلْ أَصبَحَتْ مَدرَسَةً في التَّواضُع، وجَلَسَتْ عَن يَمينِ ابنِها في السَّماوات، بَينَما الغَنِيُّ في إِنجيلِ اليَوم هَـلَـكَ بِسَبَبِ كِبرِيائِهِ. يَـقـولُ لَنا السَّيِّدُ الـرَّبّ: «هَـكَـذا مَنْ يَـدَّخِرُ لِنَـفسِهِ ولا يَستَغـني بِالله». الغَـنِيُّ تَعَلَّـقَ بِالمادِيَّاتِ وَاستَغنى بِها فَأَهـلَـكَـتْـهُ، والعَذراءُ استَغـنَتْ بِالمَسيحِ فَـمَجَّـدَها.

يا أَحِبَّة، نُعَـيِّـدُ اليَومَ في بَلَدِنا الحَبيبِ لُبنانَ عِـيدَ الإستِقلال. يَأتي الإِستِـقلالُ هَـذا العام، والـقُـيودُ تُـكَـبِّـلُ المُواطِنينَ مِن كُـلِّ صَوب. يُعَــيِّــدُ وَطَـنُـنا وَسطَ حُزنٍ عَـميقٍ، وحِدادٍ عامّ على الأرواحِ المَسلوبَةِ وأَتعابِ العُـمرِ المَنهوبَة، بالإضافة إلى جائحةٍ تـفـتـكُ بالبشر، وانهيارٍ عامٍ مالي وسياسي واقتصادي واجتماعي وأخلاقي يفــتـكُ بالبلد. أَيُّ استِــقلالٍ في بَـلَدٍ غالِبِيَّةُ أَبنائِهِ باعـوا أَنـفُسَهُم لِزُعَـماءَ جَـوَّعوهم وشَـرَّدوهُم وأَفــقَــروهُم وأَذَلُّـوهُم، ومعظمُ زعمائِه لا يأبهون إلاّ لمصالحِهم ولو كانت على حسابِ ولائِهم للوطن. أَيُّ استِـقلالٍ هَـذا، والمواطنُ أَسيرُ حُـزنٍ لا يَبرُدُ طالَما الحَـقـائِـقُ لَم تُكـشَـفْ والمَسؤولُ لَم يُحاسَبْ؟ لَـقَـدْ ناضَلَ كِبارُ رِجالاتِنا لِنَنالَ استِقلالًا لَم يَهنَأْ بِهِ الوَطَن، لأَنَّ كَـثيرينَ لم يدركوا معنى الحرية، أو لَم تَــكُـنِ الحُرِّيَّـةُ تَـليقُ بِهِم ولا الاستقلال. يَـقـولُ الرَّسولُ بولُس: «فَاثـبُــتـوا إِذًا في الحُـرِّيَّـةِ الَّتي قَــدْ حَـرَّرَنا المَسيحُ بِها، ولا تَرتَـــبِــكـوا أَيضًا بِنيرِ العُبودِيَّة» (غل 5: 1).

يا أَحِبَّة، الحُرِّيَّـةُ عَطِيَّةٌ إِلَهِيَّة، لا يَستَطيعُ أَحَـدٌ انتِـزاعَها مِنَ الإِنسانِ بِلا رِضاه. أما الاستقلالُ فهو التحرّرُ من أيةِ سلطةٍ أو نيرٍ خارجي. هو غـيابُ التبعيةِ والتحرّرُ من كـلِّ أشكالِ التوجـيهِ أو الضغـطِ أو الإكـراهِ أو التحكم. الدولةُ المستـقـلةُ هي التي تتمتعُ بالسيادة، وتمارسُ حـقَّـها في إدارةِ شؤونِها وِفْـقَ إرادتِها الحرّة، دونَ ارتباطٍ أو تبعيةٍ أو خضوعٍ لأيةِ دولةٍ أخرى، أي هي قادرةٌ على ممارسةِ قرارِها السياسي بمعزلٍ عن المؤثراتِ المحيطةِ بها.

هل هـذه هي حالُـنا اليوم؟

لبنانُ اليومَ بلـدٌ منهارٌ، مُـفـلِسٌ، تتآكـلُه الفوضى والفسادُ والفضائحُ وغـيابُ القرار، السياسيون فيه يتباكون عليه قَـبْـلَ الشعب.

لتكن ذكرى الاستقلال مناسبةً للتأمّلِ في كـيـفـيةِ فــكِّ الأَغلالِ والاتِّجاهِ نَحوَ النُّور، بِاتِّجاهِ شَمسِ الحُـرِّيَّـة، للإنطلاقِ الفعلي نحو التحرّرِ من كــلِّ أنواعِ الاستعبادِ.

لذا أتوجّهُ إلى فخامةِ رئيس الجمهورية بكلماتٍ صادقة، كلماتِ مواطنٍ ومسؤولٍ يتألـمُ مع شعبِه، ويعاني معه، ويحلُـمُ مثـلَـه بوطنٍ سيدٍ حرٍ مستـقـلٍ مزدهـرٍ ومُـشِع.

فيا فخامةَ الرئيس، أنت أبٌ للبنانيين وشعـبُـك يناديك وله حـقٌ عليك. منذ سنوات لبنانُ يعاني، وقد تدهورتْ أوضاعُه إلى مكانٍ يصعـبُ الرجوعُ منه. أنـقـذْ ما تبقّى من عهـدِك وقُــمْ بخطوةٍ شُجاعةٍ يذكـرُها لك التاريخ. اللبنانيون يعرفونك ويعرفون أنّ طموحَـك كان كبيراً، وقد وضعـوا آمالَهم فيكَ فلا تخـيّـبِ الآمال. لبنانُ أمانةٌ في عنـقِـك وقد أقسمتَ على المحافظةِ عليه، لذا أناشدُك باسمِ هذا الشعبِ الطيبِ المرهَـق أن أَنـقِـذْ لبنان. هو بحاجةٍ إلى حكمتِك وصلابـتِــك إلى وقـفـةٍ شجاعةٍ تتخلّى بها عن كـلِّ ما ومَـنْ يعيقُ انتشالَ لبنانَ من حضيضِه. إنّ قلبكَ ينزفُ كما قلبُ بيروتَ وساكنيها وجميعِ اللبنانيين، لكـنهم عاجزون ووحدَك قادرٌ على اتخاذِ القرارِ الجريء.

ربُّـنـا يسوعُ المسيح الذي نتهيأُ لعيدِ ميلادِه أخلى ذاتَهُ آخذاً صورةَ عـبـدٍ وتجسَّدَ وبـذَلَ نـفـسَهُ من أجـلِ خلاصِ خليقـتِـهِ. فما بالُ المسؤولِ لا يتشبَّهُ بخالِقِهِ؟ المطلوبُ التعالي عن كلِّ شيءٍ والعملُ فقط من أجـلِ مصلحةِ لبنانَ واللبنانيين. لا تـقـبلْ أن يكونَ لبنانُ رهينةً في أيدي أطرافٍ داخليةٍ أو خارجية. حريّـتُـه وسيادتُه واستقلالُه أمانةٌ بين يديك، وأنت تخـرَّجْـتَ من مدرسةِ الدفاع عنها ووصلتَ إلى أعلى المراتب. لا يمكنُ للبنانَ أن يكونَ إلاّ حرّاً وهو اليومَ مـقـيَّــدٌ مكـبَّــل. لبنانُ يخـتـنقُ إن لم ينـفـتحْ على العالم وهو اليومَ معزولٌ منبوذ. لا يمكنُ للبنانَ إلاّ أن يكونَ مُبدِعاً مُـشِعاً على العالم وهو اليومَ بلدُ الفـقـرِ والجوعِ والبطالةِ والتشرّد. أين لبنانُ التنوّعِ والتسامحِ والحريةِ والديمقراطية، لبنانُ النشاطِ والحيويةِ والإزدهارِ والفـرح؟ إنه اليومَ مفكـكٌ حزيـنٌ مظلمٌ يائس. أين الكـفـاءات؟ أين الشباب؟ أين الإزدهارُ والعمران؟ أين الرؤى والإبداع؟ أين لبنان ميشال شيحا وفؤاد شهاب وفؤاد بطرس وغسان تويني؟ أين الرجالاتُ الكبار من كـلِّ الطوائف؟ لبنانُ الذي تغـنّى به الشعـراءُ وأحبّه العالم، لبنانُ ملتـقى الحضارات وحاضنُ الأديان، مقـصدُ السيّاح وملجأُ الأحرار، لبنانُ العدالةِ والإنـفـتاحِ والديمقراطية، هل يتـقـوقعُ ويَضْمُـرُ ويضمحل؟

لقد أحبَّـكم شعـبُ لبنان فلا تخـذلوه بسبب ارتباطاتٍ سياسيةٍ أو عائليةٍ أو طائـفـية. لا تَـدَعْ يا فخامةَ الرئيس العزيز أيَّ ارتباطٍ يـقـيِّـدُ قـرارَكَ وعملَـكَ من أجـلِ الإنقاذ. لا تَـدَعْ أيَّ شيءٍ أو إنسانٍ يقـفُ بينَـك وبين شعــبِـك ولا تُصغِ إلاّ لضميــرِك ولحسِّك الوطني، وأنا أعرفُ مدى محبتِك للبنان. طـبّـقْ الدستورَ وافـرضْ القوانين، أعـدْ هيبةَ الدولة باعتمادِ المساءلةِ والمحاسبة. إعملْ على تـفـعيلِ الأجهـزةِ الرقابية وارفعْ يدَ السياسيين عنها وعـن القضاء. حافـظْ على أرزاقِ الناسِ وأموالِهم. أَصْدِقِ اللبنانيين القول. إفضحْ الفاسدين وسَمِّ المعرقلين. تعطيلُ الحكمِ جريمةٌ، وصراعُ المصالحِ، وحروبُ الإلغاءِ المتبادَلَة، وتصفـيةُ الحساباتِ العبثية، وتنـفـيذُ أجـنداتٍ خارجية لا تـقـودُ إلاّ إلى الهلاك. إعـمَـل على ردعِها. ما نفعُ السلطةِ أمام خسارةِ النفسِ والكرامةِ والوطن.

قُــمْ يا فخامةَ الرئيس بخطوةٍ إنـقـاذيةٍ من أجل شعـبِك ومن أجل أحفادِك. سَـرّعْ تشكيلَ حكومةٍ من نساءٍ ورجالٍ أحرار، تتولى مهمة َالإنـقـاذ. إضغـطْ على كافةِ الأطراف من أجلِ مساندتِك والعملِ بـتـفانٍ وتجـرّدٍ وإخلاص لكي نستحقَ الاستقلالَ ونستحقَ الحياة.

أمـا الرئيسُ المكلَّفُ تأليفَ الحكومةِ فــنــقــولُ له أَسرعْ في مهمــتِــك لأنَّ البلدَ يتهاوى، والمواطنُ لم يَــعُــدْ يحتمل، والوقتُ يتلاشى والتاريخُ يُحاسِب. ضَــعْ يدَكَ بيدِ فخامةِ الرئيس واعملا معاً من أجلِ إنقاذِ لبنان. الظرفُ الصعبُ يقتضي التكاتُفَ من أجلِ تخطي العَــقَــبات، والتعالي عن كلِّ مصلحةٍ أو تشفٍّ أو تصفيةِ حسابات. يجبُ أنْ لا نُضيّعَ الوقتَ كي لا يَضيعَ الوطن. ودعاؤُنا أن يوفّقَ اللهُ كلَّ مسؤولٍ يعملُ بصدقٍ وإخلاصٍ من أجلِ خيرِ لبنان.

دَعوَتُـنا اليَوم أَن نَـكونَ مِثـلَ والِـدَةِ الإِلَهِ بِالـتَّـواضُعِ مِن أَجـلِ الوُصولِ إلى التَّـألُّهِ والفَـرَحِ السَّرمَدِيّ، وأَلَّا نَـكونَ مِثـلَ الغَنِيِّ المُـتَــكَـبِّـرِ الَّـذي لَم يَعُـدْ لَـدَيهِ مَكانٌ يَضَعُ فِيهِ مادِّيَّـاتِهِ، فـتَــلهّى بِبِناءِ مَكانٍ أَوسَع ونَسِيَ أَنْ يَبنِيَ هَـيكَـلَ نَـفسِهِ لِيَتَّسِعَ لِـكَـلِمَةِ اللهِ.

دَعـوَتُــنا أيضاً أَنْ نَسعَى إلى الحُرِّيَّـةِ والإِستِقلالِ الحَـقـيـقـِيَّـيـن، أَوَّلًا عَنِ الخَطيئَة، وثانِيًا عَن كُـلِّ خاطِئٍ يَـتَـسَـيَّــدُ عَلَينا بِخَطَاياهُ ويَجعَلُنا عَبيدًا عِـندَهُ، مُهَـدِّدًا إِيَّانا بِأَمنِنا وأَمانِنا.

في الأخير، دُعائي أَن يَحـفَـظَـكُـمُ الـرَّبُّ الإِلَهُ جَميعًا سالِمين، ويَصونَ بَـلَـدَنا الغالي، بِشَفاعاتِ والِـدَةِ الإِلَهِ وجَميعِ الـقِــدِّيسين، آمين". 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني