كريم حسامي
كل الدول ودوائر القرار العالمية تتهيّب خطوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الشهرين المقبلين، ما يربك الساحة السياسية لعدم القدرة على توقّع هذه الخطوات.
المثال على ذلك تأكيد صحيفة أميركية التسريبات التي أفادت بإمكان لجوء ترامب إلى حرب ضد إيران بعد إقالته وزير الدفاع السابق مارك اسبر واستقالة مسؤولَيْن مهمين في "البنتاغون"، في وقت أن الأمور تشير إلى احتمال إعلان انسحاب من أفغانستان.
ولاحقاً، ظهر جزء من الحقيقة بعد رسالة وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر للجنود: “حان وقت العودة إلى الوطن”؛ فبهذه الكلمات، توجّه إلى القوات المسلحة الأميركية مبدياً عزمه على تسريع سحب جنود بلاده مِن أفغانستان والشرق الأوسط. وكتب في رسالة إلى هؤلاء "كثيرون تعبوا من الحرب، وأنا واحد منهم".
فهل تكون خطوة ترامب انسحاباً كاملا من أفغانستان والعراق وسوريا على رغم استحالة هذا الأمر في هذه الفترة القصيرة؟ أم انسحاباً جزئياً؟ أم تكون ضربة لإيران؟ أم مجرد مزيد من العقوبات الهلاكة؟ أم أن خطوات ترامب مُجرّد مناورات لن يُطبّق أي منها لعدم قدرته بسبب الضغوط الهائلة عليه؟
في السياق، يجري وزير الخارجية مايك بومبيو جولة لافتة في العالم حيث يزور فرنسا وجورجيا واسرائيل وتركيا والامارات وقطر والسعودية. واللافت في زيارة إسرائيل نوعية المهمّة الأولى من نوعها لوزير خارجية أميركية عبر زيارة مستوطنة “شاعر بنيامين” الإسرائيلية قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
ويؤكّد محللون ان "الهدف من الزيارة إعطاء مزيد من الشرعية لاسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية وتوسيع رقعته عبر ضمّ مزيد من أراضي القدس من خلال بناء مستوطنات إضافية تزيل إمكان إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً على الأرض، فضلاً عن الزيارة التاريخية لبومبيو إلى الجولان المحتل".
وركّز وزير الخارجية على الملف اللبناني خلال زيارته باريس عبر التأكيد على "مواجهة تطرف حزب الله الخبيث" بعد لقائه الرئيس ايمانيول ماكرون وبعد أيام على تصعيد اللهجة الأميركية في لبنان عبر تشديد السفيرة الأميركية دوروثي شيا على أن "أميركا لم تتخلى عن لبنان حتّى الآن مثلما فعلت الدول الخليجية".
الى ذلك، أكدّت تقارير ان "كلام شيا يُحضّر الأرضية والأجواء لتطورات مفاجئة في لبنان الشهر المقبل بعد انتهاء زيارة بومبيو المنطقة".
وينهار لبنان أكثر يوماً بعد يوم بانتظار الوصول للانهيار الكامل بسبب أنه بلد محتل ومحاصر من حُكّامه ومصارفه و"مقاومته" وبلاد خارجية وداخلية، وشعبه الموافق على كل ذلك تحت الذلّ بحجّة عدم وجود البديل، فينتظر الأسوأ من أجل التأقلم في وقت جزء صغير منه موافق على وجود السياسيين والآخر ينتظر الخارج لتغيير هذه الطبقة بعدما استسلم سريعا لقوة الأمر الواقع.
توازياً، كُشِفَ النقاب عن اغتيال عنصرين من "الموساد" لقيادي بارز في القاعدة داخل ايران، كدليل على نشاط الدولة العبرية الكثيف داخل الجمهورية الإسلامية في هذه الظروف، خصوصاً بعد كل التفجيرات الغامضة التي استهدفت المنشآت النووية.