علي عواد
تملأ مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتبرع بـ«بلازما الدم» من أشخاص شفوا من فيروس «كورونا» لمصابين في مراحل متقدّمة من المرض، وكأنه «الحل السحري» لشفاء هؤلاء بعد استنفاد كل الوسائل الأخرى. علماً أن لا نتائج إيجابية لهذه التقنية في غالب الأحيان، لا بل قد تكون لها مضاعفات سلبية على المصاب.
«لم يثبت، تاريخياً، نجاح عملية نقل البلازما في أيّ من الأمراض الجرثومية، أو في أي مرحلة من المرض يجب أن تُستخدم» بحسب ما يؤكد لـ«الأخبار» طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى القدّيس جاورجيوس عيد عازار. و«المشكلة أن تهافت ذوي المرضى على البلازما يكون غالباً في آخر مراحل المرض حين لا يمكن الاستفادة منها بشكل كبير»، إذ أن «أي مصاب بفيروس أو بكتيريا جديدة، لن يحتوي جسده على إفرازات مناعية قادرة على المواجهة، نظرياً، في المرحلة الأولى من الإصابة، تكون عملية نقل البلازما من شخص شفي من المرض مفيدة أكثر من المراحل الأخيرة حين يكون جسد المصاب قد بدأ في إنتاج المناعة الخاصة به».
إذاً المشكلة الأولى هي في توقيت إجراء هذه العملية. المشكلة الثانية، وفق عازار، هي «أن أيّ عملية نقل للدم، أو لإفرازاته، من شخص إلى آخر، قد تؤدي إلى مضاعفات عدة مثل زيادة كمية المياه في الجسم، وردّات فعل متعلقة بالحساسية، وأحياناً إلتهاب رئوي حاد». والمقلق هو «العشوائية التي تجري بها عملية استخراج البلازما ممن شفوا من الإصابة، دون التأكد من نسبة الإفرازات المناعية التي تحتويها. وإذا أردنا تعريض شخص مصاب بكوفيد لمخاطر نقل البلازما، فأقلّه يجب أن تكون هناك إمكانية للاستفادة منها». ويخلص إلى أن «التجارب حول نقل البلازما ليست كافية بعد، ولا شيء يضمن فعّاليتها حتى الساعة. لكن إصرار أهالي المرضى في حالات اليأس دفع الى إجرائها في عدد قليل من الحالات».
وقد خلصت دراسة علمية أجريت في الهند، ونشرت نتائجها المجلة الطبّية البريطانية، إلى أن لا جدوى من نقل البلازما في حالة الإصابة المتوسطة، إذ أنها لم تستطع منع المرض من التطور إلى الحالة الشديدة. الدراسة أجريت على 464 متطوعاً مصاباً بحالة متوسطة، قُسّموا إلى مجموعتين. في الأولى خضع المرضى لعملية نقل بلازما حقيقية، وفي الثانية خضعوا لعملية نقل وهمية. وفي النتيجة. ورغم أن نقل البلازما ساعد في تخليص عدد أكبر من المرضى من الفيروس، إلا أن نسبة الوفيات بقيت متماثلة في المجموعتين. ويلفت عازار إلى أن عملية تحديد واستخراج الأجسام المضادة على شاكلة علاج «ريجينِرون» الذي تلقاه الرئيس دونالد ترامب. «ربما كانت ناجحة بسبب خضوعه لها في مرحلة الإصابة الأولى بالفيروس بعد ثلاثة أيام. فنظرياً، يمكن لحقن المصاب بتلك الأجسام المضادة أن يوقف عملية تكاثر الفيروس سريعاً. لكن التجارب على هذا العلاج لم تنتهِ بعد، ولا يمكن البناء على أنه قد يكون فعّالاً في الحالات المتقدمة من المرض. علماً أن شركة «ريجينِرون» كانت قد أعلنت أن علاجها فعّال في المراحل الأولى والخفيفة من الإصابة.
لقاح لـ «موديرنا» فعّال بنسبة 94.5%
أعلنت شركة «موديرنا» الأميركية للتكنولوجيا الحيوية أن لقاحها التجريبي ضد فيروس «كورونا» أظهر فعّاليته بنسبة 94,5 في المئة في تقليص خطر التقاط العدوى، بحسب نتائج مبكرة لاختبار سريري على أكثر من 30 ألف مشارك. وقد قُسّم هؤلاء إلى مجموعتين، خضعت الأولى للّقاح الحقيقي وأصيب حتى الساعة 5 أشخاص منها بالفيروس وحالتهم خفيفة من المرض. فيما خضعت المجموعة الثانية للقاح وهمي، وقد أصيب منها 11 شخصاً كانت حال بعضهم متوسطة الشدة.
ويعتمد لقاح الشركة تكنولوجيا (mRNA)، وهو مشابه للقاح الذي أعلنت عنه شركة «فايزر» الأسبوع الماضي بنسبة فعالية تصل إلى 90%. غير أن لقاح «موديرنا» بحاجة إلى أن يُخزن بدرجة حرارة تبلغ 20 تحت الصفر، على خلاف لقاح «فايزر» الذي يحتاج إلى التخزين في درجة حرارة تراوح بين 70 و80 تحت الصفر، ما يجعل من شروط تخزينه كابوساً للمستشفيات. وعلى غرار «فايزر»، لم تنشر «موديرنا» نتائج التجربة واكتفت ببيان رسمي، كما لم تنشر أي مجلة علمية دراسة حول اللقاح.