بدا المؤلف المصري مدحت العدل غير راضيا عن مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي عرض مؤخرا على منصة "نتفيلكس" العالمية، إذ يعتقد أن صناعة أعمال الرعب في مصر تحتاج إلى مزيد من الخبرة والدراية قبل تنفيذها.
ويؤكد العدل في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن المعرفة السينمائية صارت متاحة عبر العديد من الوسائل المختلفة، موضحا "سهولة اكتساب أي خبرة فنية في وقت قصير بدلًا من سنوات طويلة بفضل التكنولوجيا" على حد تعبيره.
ويضيف العدل: "لدي وجهة نظر في الموضوعات التي يجب طرحها في الدول العربية، من الضروري التطرق لما نعرفه عن أنفسنا، وتقديم هويتنا وطبيعة الحياة في المنطقة، أما عن مساحة الخيال العلمي فهي بعيدة تماما عن عالمنا".
ويوضح المؤلف السينمائي الكبير أنه لا يهاجم "ما وراء الطبيعة" ومخرج العمل المصري "عمرو سلامة"، واصفا العمل بكونه "مدعاة للفخر وصاحب السبق في طرحه على منصة عالمية" لكنه يتمنى في المستقبل أعمال أكثر تطورا وقربا من مجتمعنا.
ولا يعتبر العدل عرض "ما وراء الطبيعة" على نتفيلكس يمنحه صفة "العالمية"، موضحا أن تلك الخطوة تحدث حينما تتخطى الأعمال التي تعبر عن بيئتها حدود الوطن ويُعاد إنتاجها في بلاد أخرى مثل تجربة الروائي القدير "نجيب محفوظ".
"سبب الانتشار"
وعن ردود الفعل الواسعة حول أول مسلسل مصري على نتفيلكس، ينوه العدل إلى أن جزءا من أسباب الانتشار يعود في الأساس إلى شهرة الكاتب الكبير "أحمد خالد توفيق" الذي يملك قراء بالملايين طالما حلموا بتحويل روايته إلى أعمال فنية، وتهافتهم لرؤية العمل من أجل تقييمه.
الناقدة الفنية حنان شومان ترى أن "ما وراء الطبيعة" تجربة رائدة وعرضه على منصة عالمية ومتابعته من قِبل الشباب باهتمام بالغ دليل على نجاح الخطوة.
وتتفق شومان في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" مع العدل، في كون العمل لا يحمل الكثير من سمات البيئة المصرية لكنها تعتبر عرضه على منصة يتابعها الملايين حول العالم يجعله في مكانة جيدة.
وتتابع الناقدة الفنية: "لدي تعقيب على تصنيف ما وراء الطبيعة بالرعب، لا أعتقد ذلك، غير أن صنع عمل مصري مستوحى من أعمال أحمد خالد توفيق بداية جيدة".
وعن استخدام طفلة في تجسيد عمل رعب أو مشوق في المجتمع العربي تقول شومان: "لا أعتقد أنها مرفوضة من المشاهد العربي لأنهم اعتادوا على ذلك في الأفلام الأميركية، فنحن نعيش الآن بعالم مفتوح".