اعتبر الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر أن الموضوع الحكومي داخلي أولاً ومرتبط بالمحاصصة، مشيراً إلى أن ذهنية المحاصصة لدى الطبقة السياسية لم تتغير منذ أيام الحرب.

وفي حديث لإذاعة "صوت كل لبنان" خلال برنامج "ملفك عندي" مع الزميلة ميراي فغالي، رأى منيّر أن أيام الحرب التي مرت على لبنان كانت "أوضح" من هذه الأيام، فالأمل بتنظيم الوضع في السلطة "كان موجوداً على وقع التضحيات الكبرى التي قُدِّمت في تلك الحرب".

وإذ رأى أن "الجوع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم قد يكون أصعب بكثير من مرحلة الحرب لناحية اضمحلال الأمل"، لفت إلى أن "ذهنية الطبقة السياسية ما زالت هي نفسها منذ أيام الحرب"، رابطاً سياسة "المحاصصة" بتشكيل الحكومة، ومعتبراً إياها المؤثر الأول في هذا المسار، والذي يسبق حتى الاستحقاقات الاقليمية، ومن بينها الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وعن المبادرة الفرنسية، قال منيّر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بهدل" الطبقة السياسية، فما كان منها إلا أن اعتبرت أن "الدني عم تشتي"، مضيفاً أن "الكذب هو ملح الطبقة السياسية في لبنان".

وفي السياق، لفت منيّر إلى أن "الفرنسيين يريدون المداورة في حقائب الطاقة والاشغال والاتصالات"، مشيراً إلى أنهم "يريدون ايضا الاطمئنان للشخصية الشيعية التي ستتولى حقيبة المالية".

وعن الاميركيين، قال منيّر أنهم "يدعمون المسار الفرنسي ويريدون حكومة في لبنان، على ألا يكون فيها حضور قوي لحزب الله، "فهم لن يكونوا ممتنين في حال شاركت فيها أسماء حزبية كوفيق صفا و محمد رعد".

وقال منيّر أن "واشنطن تطالب المسؤولين في لبنان بعدم خلط الوضع الداخلي اللبناني بترسيم الحدود"، لكنها في الوقت نفسه "تريد من الطبقة السياسية تطبيق اصلاحات حقيقية في لبنان".

وفي الملف الحكومي، لفت منير إلى أن "التيار الوطني الحر متمسك بوزارة الطاقة وهو لن يفرط بها"، لهذا "عرضها على حزب الطاشناق دون سواه"، لكن "الطاشناق رفض بدوره تولي هذه الحقيبة خشية من الفشل فيها"، سيما وأنه "سيضطر لاكمال برنامج ليس هو الذي وضعه لوزارة لطاقة".

وعن تفكك دولة الطائف والذهاب لمؤتمر تأسيسي، قال منيّر: "اغالط النائب جبران باسيل بطرحه تعديل الدستور فالنتائج لن تذهب لمصلحته"، معتبراً أن أي تعديل جديد للنظام اللبناني "سيخضع للتوازنات الميدانية أي لصالح الأقوى"، ملمحاً إلى "المثالثة".

الانتخابات الاميركية

وعن استحقاق الانتخابات الاميركية، توقع منيّر "ألا يكون هناك فرق كبير بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي جو بايدن لناحية التعامل مع الملف اللبناني".

ورأى منيّر أنه في حال فوز بايدن، فإنه "سيتفاوض مع ايران انطلاقا مما حققه ترامب"، معتبراً أن المفاوضات "لن تكون سهلة على الاطلاق"، مشيراً إلى أن "ترامب لم يكن ضد التفاوض مع ايران لكننه حقق مكاسب أميركية ليفاوض بشروط أفضل".

وأضاف منيّر أن "الادارة كانت فارغة في عهد ترامب فهو كان بمثابة "one man show" وهو اصبح ظاهرة بحد ذاتها وهناك من يتظاهرون في الشارع نصرة له".

وبرأي منيّر، فإن ترامب "يتلبنن" و"ليست أميركا التي تتلبنن"، إذ أن "الحزب الجمهوري لن يسمح بانهيار الدولة".

وتابع منيّر حديثه، معتبرا أن ترامب "غيّب السياسة الخارجية لبلاده"، فـ"بعد ان كان الرئيس الاميركي يحكم العالم"، أتى ترامب ليقول "أميركا أولاَ"!