المبادرة الفرنسية "تنفض" يدها من لبنان على وقــع المحاصصة وتقاذف الاتهامات
المبادرة الفرنسية "تنفض" يدها من لبنان على وقــع المحاصصة وتقاذف الاتهامات

أخبار البلد - Friday, November 6, 2020 7:27:00 AM

الديار

 

صونيا رزق

 

منذ مجيء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، بعد ايام على كارثة المرفأ، وضع اسس التعاون مع المسؤولين اللبنانيين لإنقاذ البلد، لكن شرط  قيامهم بالاصلاحات المطلوبة، بحيث اعطاهم مهلة زمنية لتنفيذ بنود مبادرة فرنسية، وضعها بين ايدي كل الاطراف السياسيّين، للوصول الى حل لان الوضع لم يعد يحتمل . ومنذ الاول من ايلول الماضي، تعيش تلك المبادرة على خلافات وتناحرات المعنيّين بالتشكيلة الحكومية، في ظل تقاذف الاتهامات والمسؤولية بالفشل، فيما على ارض التصريحات الاعلامية، الكل يؤيد المبادرة ويؤكد العمل وفق أجندتها، لكن زمنها طال من دون ان تصل الى اي خاتمة سعيدة امل بتحقيقها الرئيس الفرنسي على يده، ومنذ الاول من ذلك الأيلول الموعود،  لم يتقدّم الملف الحكومي اي خطوة نحو الخط الصحيح، مع تعدّد رؤساء  الحكومات من حسان دياب الى الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي لم يصل الى السراي، وصولاً الى الرئيس المكلف والعائد سعد الحريري، الذي لم يصل بدوره الى باب السراي من بابه الواسع، لان التناحر على الحصص الوزارية تطوّق تشكيلته من كل حدب وصوب، فتمنع وصولها الى برّ الامان، فيما تتكرّر الوعود بإعلانها مع كل نهاية اسبوع، لتعود التشكيلة فجأة الى المربّع الاول، فتستقر الاسطوانة الاسبوعية من دون اي صعود للدخان الابيض، كي ينير ظلمة اللبنانيين التواقين الى فسحة امل ولو ضئيلة في العتمة الحالكة.الى ذلك تقرأ مصادر سياسية مقرّبة من دبلوماسيين عرب، المرحلة التي وصلت اليها المبادرة الفرنسية وتقول: «يبدو انها اصبحت في خبر كان، بعد ان تصدّر الملف اللبناني طليعة الاجندة الفرنسية ولمدة طويلة، بحيث كان حديث المسؤولين الفرنسيين، وضمن نطاق إنشغالاتهم السياسية، وتصريحات كبار المسؤولين لديهم، وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته، اذ توالت التهديدات بضرورة تنفيذ الاصلاحات، للحصول على المساعدات وتحقيق بنود تلك المبادرة، وصولاً الى الوعود بالحصول على مساعدات مؤتمر « سيدر» وتوابعه، فيما اصبح اليأس مسيطراً بعد تلك المدة في نفوس الفرنسيين، على أثر لا مبالاة المسؤولين اللبنانيين، وإعتمادهم نهج المحاصصة وتقاسم ما تبقى من «خيرات» في البلد، الامر الذي ازعج الفرنسيين وجعلهم « ينفضون» يدهم من تلك المهمة الشاقة، إضافة الى انّ ما يحصل في واقعهم الداخلي المتوتر امنياً، على يد المتشدّدين الاسلاميين في بعض الى التراجع .

وعلى خط  مغاير، نقلت المصادر المذكورة عن مصدر دبلوماسي اوروبي قوله : «بأنّ الرئيس ماكرون لن يسحب مبادرته من لبنان كي لا يترك الساحة اللبنانية لتركيا»، ورأت وجود باب امل ضئيل هو انتظار نتائج الانتخابات الاميركية، التي ظهرت صورتها المبدئية، لكن لننتظر السياسة المتبعة والمرتقبة علّها تعطي بعض الانفراجات في لبنان، في حين انّ تداعياتها وارتداداتها لن تظهر فعلياً قبل شهر، معتبرة  من ناحية اخرى، بأن الصمت العربي وخاصة الخليجي لا يبشّر بالخير، بحيث عاد الصمت السعودي الى الواجهة، بعد بروز معلومات قبل فترة عن دعم الرياض للرئيس الحريري، لتعود المعلومات وتؤكد بأنّ دعمها له لم ينطلق من السياسية الحالية التي يتبعها اليوم، بل من سياسة املت السعودية بأن يحققها عبر تشكيلة حكومية مستقلة، لا تدخل اي طرف حزبي فيها. مذكّرة بأنً السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، لم يزر الرئيس الحريري وهو غادر بيروت منذ ايام بعد طلب إجازة، كما انّ الامارات بصدد حصر التمثيل الدبلوماسي بقائم بالاعمال في لبنان، وذلك خلال المرحلة المرتقبة، وهذا يعني صورة سياسية سلبية إتخذتها الامارات عن البلد، لانه لم يعد ضمن اهتماماتها من الناحية السياسية، وهذا ينتج تداعيات مفادها ان لا مساعدات خليجية كما كان يجري سابقاً، بحيث  لم يعد لبنان في اطار اهتمامات هذين المجتمعين، والنتيجة نقاط سوداء جديدة في سجلاته.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني