السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط لن تتغيّر... وهذا وضع لبنان!
السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط لن تتغيّر... وهذا وضع لبنان!

خاص - Wednesday, November 4, 2020 6:48:00 AM

كريم حسامي

ينتظر العالم بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الأميركية التي من الممكن جدّاً أن تتأجّل لبعض الوقت، ما يُسبّب الفوضى والاحتجاجات والاضطرابات بسبب التشكيك بها من الرئيس دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن.

لكن الأكيد أنّه مهما كانت نتيجتها، فإنّ السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط لن تتغيّر لأنّ المسار واحد يتمثل باستكمال اتفاقات السلام مع إسرائيل ومواجهة إيران. هذا المسار يسير وفق أجندة مُعيّنة ترسم ملامح المنطقة للسنوات المقبلة، فضلاً عن تحديد دور الدول والاحزاب ومستقبلها.

في لبنان، تعثّر تأليف الحكومة التي إن تألفت ستكون قاعدتها المحاصصة كسابقاتها وغير فعّالة كما قال البطريرك الراعي إلّا أن أهمية تأليفها يعود سببه الرغبة الأميركية بإقرار الصيغة النهائية للمفاوضات اللبنانية-الإسرائيلية في الفترة المقبلة.

فعرقلة الحكومة هو جزء من رفع التحدي الإيراني في وجه أميركا عبر إعادة ايران بناء منشأة جديدة تحت الأرض لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مركز نطنز النووي لتحل مكان المحطة التي دُمّرت في انفجار الصيف، فضلاً عن تعثّر المفاوضات اللبنانية مع إسرائيل عبر تأجيلها إلى 11 الجاري مع ضخّ الإعلام الإسرائيلي أجواء سلبية تتعلق بتقديم لبنان شروط إضافية تعجيزية وترجيح تل أبيب تراجع حظوظ نجاح الاتفاق 50 بالمئة.

إلى ذلك، أظهرت الولايات المتحدة أنها مستعدة لتلاقي التحدي الإيراني وعدم الرضوخ والتنازل رغم الانشغال بالعملية الانتخابية. لذلك، ضغطت على الحريري لعدم قبول توزير شخصية من "حزب الله" فتصاعدت حدّة المواجهة بينها وإيران حول الحكومة، خصوصاً أنّ الحريري كان بوارد القبول بأي أمر لتمرير الحكومة قبل الانتخابات.

وبالتالي، حصل تلاق للمصالح الإيرانية الأميركية في البلد عبر تأخير ولادة الحكومة، ما يؤدي إلى استمرار تدحرج الوضع فيه حيث يتحصّن اللبنانيون في وضعية الحرب بانتظار اقتراب الأوضاع ممّا يجري في سوريا التي اعترف مسؤوليها بالتأثير الكبير لقانون "قيصر" الذي أدّى إلى شحّ المواد الاساسية واستماتة الشعب للحصول على الخبز، توازيا مع بدء السماح بتصدير المواد الغذائية السورية الى الخليج.

 

غير ان المساعي الاميركية لجمع الساحات اللبنانية والسورية والعراقية مقدّمةً للتحضير للمرحلة المقبلة، تجري على قدم وساق بغض الطرف عن هوية الإدارة الآتية لأنّ تغيير ملامح المنطقة هي اولوية واشنطن وتل ابيب.

 

والأكيد أن الشرق الأوسط سيبقى لفترة وجيزة ساحة حرب للآخرين وتصفية حساباتهم، والأهم تقرير مصيره ومستقبله.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني