الاعلاميّ د. كريستيان أوسي
في كل أزمة هناك قبسُ نور!
هكذا علّمنا التاريخ: قد تتعذب شعوب،
قد تفنى امبراطوريات وتنشأ أخرى،
قد تنشب حروبٌ وتنتشر أوبئة،
قد يجتاح جرادٌ، ويسود قحط وجفاف، كما قد تعمّ الفيضانات،
قد تضرب زلازل وتقع الكوارث،
لكن هناك دائماً غدٌ سيحلّ، ستشرق شمس وتقوى إرادة.
لبنان ليس بمنأى عن هذه النظرية، فالأزمة التي ضربته في العام الحالي، حملت اليه ما لم تحمله البتة فترةُ الانتداب أو الاستقلال، أو زمن قيام دولة اسرائيل، او ثورة 1958، او حرب 67، أو 73، او حرب السنتين، وكل الحروب التي تلت...
سنة 2020 حملت الى لبنان انهياراً اقتصادياً مريعاً، حجز احتياطات الناس ومدخراتهم، أفلس الدولة، أفقر الشعب، هدد الكهرباء المنقطعة بالانقطاع، منع وصول الدواء، حرم على الغالبية امكان شراء حاجياتها الغذائية، وغيرّ نمط العيش ليعمّم التقشّف.
كما حملت انتشار جائحة منعت الناس من الحركة، فزادت في وهن الاقتصاد: أقفلت مؤسسات، غادرت أخرى، تعدّل اسلوب الحياة،
وحملت 2020 انفجاراً ضخماً هدم المرفأ، حطّم الحياة في القسم الشرقي من العاصمة، أزهق ارواحاً، أعاق كثراً، هُجّر مئات الألوف، ولم يعرف حتى من هو المسبّب، ليعاقب.
سنة 2020 حملت الينا تصميم شبابنا على مغادرة الوطن بحثاً عن فرصة حياة وبناء مستقبل.
سنة 2020 حملت الينا تعنتاً سياسياً زاد من وطأة المصائب علينا، فتأخر الحلّ المنشود سنة:
- رُفض اولاً سعد الحريري لرئاسة الحكومة،
- سُمّي سواه لحكومة لم تتمكّن من التكيّف مع الواقع لتضيع علينا سنة.
- طرحت مبادرة فرنسية للإنقاذ،
- رفض الحريري تسمية الا وزراء اختصاص،
- سميّ ثانية سواه لرئاسة الحكومة،
- تراجع الحريري قليلاً، إرتضى بحل لوزارة المال،
- تراجع الآخرون قليلاً عن مطالبهم، ارتضوا بوزراء اختصاص (ولو بتسميتهم)
- مشى وليد
- سقطت مقولة سعد وجبران،
- تفاءل الجميع...
سُميّ سعد، سهّل جبران، وافق الثنائي، إتفق عون و سعد، الحكومة على نار حامية، بل حامية جداً.
عاد الأمل بإمكان تحريك المياه الراكدة...
في كل أزمة هناك قبس نور!