لربما هو نوع من الاستسلام أو حتى اليأس التام... الا أن الوضع أودى بنا كشعب مذلول الى هذه الحالة البائسة التي دفعت بالبعض الى ترك كل شيء وراءه، هذا ان كان يملك شيئا، والهرب بطريقة غير شرعية عبر أمواج المجهول علّه يجد الراحة والأمان حيث لا مكان لها.
انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار حول مجموعات من الأشخاص يهاجرون عبر البحر بطريقة غير شرعية الى قبرص كلاجئين علهم يشعرون بانسانيتهم في بلد حرمهم فيه الحكام من أبسط حقوقهم.
"فلينا من الجوع ومن الفقر ومن الشحار... كان ابني هون عم بجوع شوي ومات من الجوع هونيك... 10 ايام بلا طعام ولا شرب... بعت الدني حتى عيش ابني". كلمات هذه الأم وصوتها المحتار بين الألم والاحساس بالذنب والذل في آن، بكى طفلها الصغير الذي توفي على متن احدى هذه السفن التي كانت تهرّب الناس من طرابلس نحو قبرص.
هذه الوالدة المفجوعة صرخت وبكت قائلة: "بدل ما عيّش ابني عيشة كريمة بلبنان موتوا بالبحر!".
يبدو أن هذا هو واقعنا المؤلم. لم يبق أمام هذا الشعب المسكين الا أن يختار الطريقة التي سيموت فيها، ان كانت الذل أو الفقر أو الهرب أوالانفجار أو كورونا أو الحرائق والفياضانات... تعددت الأساليب والموت واحد في بلد لم يتمكن من حماية حياة صغاره ولا من صون كرامات كباره...
اليأس غزا الشعب والفقر دفع به الى اختيار مصير مجهول في البحر بدلا من انتظار فرج لم يأت "على برّ".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا