حلّ الإعلامي اللبناني فراس حاطوم ضيفاً على برنامج spot on مع الإعلامي رالف معتوق عبر إذاعة صوت كل لبنان وصوت الغد أستراليا وكشف أنّ الأزمة الإقتصادية التي نعيشها اليوم تستلزم حلاً خارجياً خاصة في الصراع بين أميركا وإيران.
فراس كشف أنّ التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل يجب أن يقترن بعامل نفسي يتقبّل هذا الأمر وهو غير موجود عند الشعوب، وبالنسبة له وبغض النظر عن موقف أي طرف فهو لا يستطيع القاء التحية أو الجلوس مع أي أحد من إسرائيل.
الصحافة الإستقصائية ليست عبئاً على فراس وهو تركها منذ سنوات كي يتجه لفتح شركته الخاصة لكنه عاد بملئ إرادته إليها بعد ثورة 17 تشرين رغم أنه كشف عدداً من ملفات الفساد من قبل.
تلقى فراس عدد من التهديدات أكثر من الرشاوى وهي عبارة عن عرقلة العمل الذي يقوم به بطريقة غير مباشرة، أما التهديدات التي يتلقاها على الهاتف فهو لا يأخذها على محمل الجد لأن صاحبها لن يُنفّذ ما يقوله.
أعماله قبل الصحافة كانت بعيدة كل البعد عن هذا المجال حيث عمل في توزيع المياه لأول مرة لكنه وجد لنفسه الوجهة التحفيزية فاتفق مع صاحب الشركة أن يقوم بتطويرها وإيجاد زبائن أكثر لأنه كان يملك عقلاً تجارياً.
هذه الفترة صنعت شخصية فراس بشكل كبير وكان لها دوراً كبيراً في عمله لأنّه تقرّب من الطبقة الفقيرة واصبح لديه مخزون ثقافي في كيفية التعامل معها وتفكيرها وهو منحاز لها بسبب عدم استطاعتها على إيصال صوتها مثل الطبقة الغنيّة.
دخول فراس إلى قناة الجديد كان من خلال قسم رصد الوكالات فكان يكتب الأخبار الدولية وينشرها، ورغم أنّ قسم الأخبار كان يستعين به عند وجود عمل مكثف إلا أنّه لم يتم نقله لذلك المكان قبل سنوات وحصل العديد من الزملاء على هذه الخطوة باستثنائه.
برأي فراس فإنّ أحداً لم يكن يرى به المراسل أو الصحافي الذي يظهر على الكاميرا حتى جاءت حرب تموز واستطاع من خلالها إثبات نفسه بتغطيته وحشريته للحصول على الخبر فكانت النقلة النوعية في حياته.
قصة "زهير الصديق" التي زادت من معرفة الجمهور بفراس بدأت عن طريق الصدفة حيث اتصل زهير على قناة "الجديد" وطلب أن يتواصل مع أحد فكان فراس موجوداً وأخبره أنه يملك معلومات عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
فراس طلب منه إرسال جواز سفره فقام بذلك، ثم طلب منه زهير القدوم لفرنسا لإعطائه المعلومات التي يملكها لكنه عندما وصل إلى هناك اكتشف كذبه بعد أن أصبح يتهرّب منه، ثم قصد فراس منزل عائلته في سوريا للحديث معها عنه.
وعندما وصل إلى شقته في لبنان بمنطقة خلدة قال له حارس البناء أنه لجنة التحقيق الدولية دخلت إلى المنزل عن طريق الشباك، فدفعته حشريته إلى الدخول إلى المنزل بتلك الطريقة ليتم إلقاء القبض عليه ويتوقف 45 يوماً في وقتها.
واعترف فراس أنّ الدعم الذي قدّمته له قناة "الجديد" في هذا الموضوع كان له دوراً كبيراً لخروجه من السجن بهذه الفترة الكبيرة فقد حوّلت قصته لقضية راي عام ولم تتخلَّ عنه ابداً وهو ما كانت ستفعله أي قناة أخرى.
بعد ذلك قرر أن يبتعد عن القضايا التي يكون هو الخبر فيها أو تلك التي تمتلك أسلوباً مثيراً للجدل أو "فضائحياً" يتطلب الدخول إلى المنزل من الشباك أو السجن فقام بالعديد من الوثائقيات.
ترك "الجديد" في العام 2013 بعد أن شعر بأنها لم تعد تستطيع أن تُقدّم له أي إضافة منطقية كما أنه لم يعد يقدر أن يُعطي أي شيء ففضّل فتح شركته الخاصة.
الخلاف مع القناة بدأ عندما تعاون في مشروعه الأول بشركته مع قناة lbci بقضية زهير الصديق الذي عاد وتواصل معه شقيقه وأخبره عن وجوده في مصر وتم عرض الوثائقي الذي تعرّض من خلاله للضرب على المحطة ما خلق عتباً من قناة "الجديد" التي اعتبرت هذا الأمر حصرياً لها.
شركته الخاصة كانت تحدياً بالنسبة له لإثبات نفسه من جهة وتحسين وضعه المادي لأنه لم يكن مؤمناً أنه يجب أن يبقى يتقاضى راتباً محدداً خاصة أنه كان قد تزوّج من الإعلامية نانسي السبع حديثاً لكنه يعترف أن خسر الكثير في مشاريعه الأولى بسبب كونه لا يعرف أي شيء في المجال.
كان توجّه فراس نحو انتاج المسلسلات لكنه التقى بهشام حداد عن طريق الصدفة وقال له الأخير أنه يريد أن يخوض تحدّي بأن تستلم شركة إنتاج تفاصيل برنامجه، فقاموا باختيار فريق العمل بغضون أيام قليلة وصوروا حلقة تجريبية وأرسلوها إلى ال lbci.
جاء الرد من المحطة بشكل سريع وكان القرار بأن يبدأ البرنامج في غضون أسبوع فقاموا بتجهيزات تناسب إمكانياتهم، ورغم عدم تقبل الجمهور لهشام في البداية لأنه كان قادماً من ال otv إلا ان ال lbci أُعجبت بشخصية هشام وقدرته على ابتكار تفاصيل جديدة ثم توالت النجاحات بعد عدة حلقات.
نفى فراس هناك خلافاً مادياً مع قناة lbci في الوقت الحالي بل هي مشاكل مادية يمر بها القطاع الإعلامي بشكل عام لكن لا شيء يدل حتى اللحظة بعدم وجود موسم جديد من برنامج "لهون وبس".
وفيما يخص علاقته مع هشام فهي متينة اليوم أكثر من قبل وعلى رغم عدم تواصلهما بشكل يومي بسبب انشغالاتهما المختلفة إلا أنّ ما يجمعهما أصبح أقوى والظروف الصعبة التي مرّا بها عمّقت ذلك وهذا لا يؤثر عليه قلّة اللقاءات والتواصل.
فيلم "لهون وحبس" دعسة ناقصة برأي فراس بسبب عدم امتلاكه الخبرة الكافية في هذا المجال والنقص الذي كان موجوداً في الحبكة الخاصة بالعمل، وهو يلوم نفسه لعدم متابىعته أدق التفاصيل كما يلوم شادي حنا على القصة وكان يجب أن تكون الميزانية أقل مما كانت موجودة والتركيز على المضمون أكثر رغم أن فكرة الفيلم جميلة وحققت أرباحاً.
القضيّة التي قدّمها ضده مصطفى القوّاص زوج الإعلامية داليا أحمد بسبب الفيلم هي نتيجة الأخبار التي ترددت عن أرقام للارباح الخاصة بالفيلم عكس الحقيقية، ومصطفى كان شريكاً في العمل بنسبة 25% فالدعوى كانت بمثابة حفظ حق لداليا وزوجها وهي تواصلت معه وأخبرته بذلك وأكد فراس أنه سدد كامل المستحقات الخاصة بالفيلم له.
مصطفى قام بإسقاط الدعوى التي رفعها على فراس بعد أن توضّحت له الأمور وهذا الأمر يصفه حاطوم بسوء التفاهم الذي لم يستمر أكثر من أسبوعين بعد أن تأكد مصطفى وداليا من أن ثقتهم في فراس بمكانها الصحيح.
يصف فراس نفسه بالمغامر لأنّه عمل في كل شيء كي يستطيع تحمّل مسؤولية العائلة وتأمين جميع احتياجات ابنته "سما"، وعما إذا كان "تاجراً ناجحاً" أو "صحافياً ناجحا" أجاب أنه لا يعلم والحكم يبقى للناس.
يعترف فراس أن زوجته نانسي كانت الداعم له في كل مراحل حياته ومقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة" تنطبق عليه وهي ساهمت في عودته لقناة "الجديد" بعد فترة الجفاء بدأت بإنتاجه برنامج "وهلق شو" قبل سنتين مروراً بوثائقي فضل شاكر وآخر عن زياد عيتاني.
وعن رأيه بما قام به فضل شاكر قال أنه لا يؤيده بالكثير من الأمور خاصة تلك التي تتعلق بالتهديدات التي أطلقها على الهواء لكنه اشار إلى أنها كانت نتيجة تأثره بجو معين في وقتها.
وأكد أن تهمة قتل عناصر من الجيش اللبناني فضل لا ثقة له بأنه سيحاكم بطريقة عادلة في حال قام بتسليم نفسه للقضاء بسبب اقتناع الكثيرين بأنه قاتل.
اعتبار البعض من المشاركين بالثورة أنه لا يمثلهم لا يعنيه وهو يرى أن الحراك أوسع من ذلك وهو تمّت دعوته للمشاركة في لقاءات بعدد من التحركات لكنه يُفضّل أن يستخدم برنامجه للإضاءة على ذلك.
أما الصور التي تجمعه مع الوزير السابق جبران باسيل حيث تعرّض للانتقاد بسببها فهي كانت عن طريق الصدفة بعد تحدّ بينه وبين صديق له وهو كان تحت تأثير الكحول وقتها.
وعن قضية الإعلامي جاد غصن وما حصل معه من مطالبات بالغاء عقده مع قناة في دبي بسبب مواقفه من السعودية أكد أنه بجانبه "ظالماً أو مظلوماً" فهو كان ذاهباً للعمل بما يمتهنه وليس للتملّق لأحد.
أشاد فراس برئيس وحدة التحقيقات الإستقصائية في قناة "الجديد" رياض قبيسي واعتبر أنه يحصد اليوم نتيجة تعبه على مدار سنوات طويلة في الكشف عن ملفات الفساد مشيراً إلى أنّ أسلوبهما مختلف لكنّه أكّد أنهما أصدقاء.
ترجيحات فراس فيما يختص بانفجار مرفأ بيروت أن يكون عملاً تخريبياً وهو ينتظر نتائج التحقيق لكن الموضوع يحتاج إلى المزيد من الوقت.
فيما يخص دفاعه عن المصرفي مروان خير الدين قال أنه لم يفعل ذلك بل كان ينتقد الشتيمة الغير عفوية التي تم توجيهها له والتي لا يعتبرها حريّة رأي والإنتقادات التي تعرّض لها من أشخاص كارهين لأنفسهم لا يُصدّقون أن الإنسان يستطيع بناء نفسه بنفسه.
وأكّد فراس أنه لا يدعم السياسة التي تعتمدها المصارف مشيراً إلى أنها مدينة للناس بأموالها والخلاف بينها وبين الدولة يُحل بعيدا عن مصالح الناس.
يرى أن نوال بري كانت أكثر نجاحاً في قناة " الجديد" وكل الذين غادروا المحطة كان لديهم بصمة أكبر فيها وهو دائماً ما يلجأ لها عند عرض أي عمل يريد له النجاح.