منذ استلامه مهامه والوزير طارق المجذوب يتورط بقرارات خاطئة وكيدية جعلته اكثر وزير تربية مكروه من مكونات "الاسرة التربوية" كما تعلّم هو ان يسميّها.
لن ينسى التلامذة وأولياء الأمر كيف تلاعب بأعصابهم بموضوع الامتحانات الرسمية خلال الاشهر الماضية وراهن بتعريض صحتهم للخطر مرورا بجميع انواع الضغوط النفسية التي فرضها عليهم وذلك بسبب ضعف شخصيته وعدم جرأته وتقاعسه عن اتخاذ القرارات المناسبة، في حين كان الجميع بأمس الحاجة اليها من الاساتذة والمدارس الى الاهل، وجعل من الجامعة اللبنانية بأسرتها الكاملة خصما له بسبب الاساءات المتكررة بحق اهلها، كذلك استطاع ان يجمع رؤساء الجامعات الخاصة العريقة على انتقاده بسبب عدم تحمله مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة، بل ذهب الى حدّ تهديدهم احيانا، ولطالما سمعناه في اطلالاته الاعلامية يهدد اللبنانين بـ"كذا" و"كذا" و عظائم الامور... لكن سريعا ما اكتشف الجميع الحقيقة من رئيس حكومته وزملائه وصولا الى "الاسرة التربوية" والشعب اللبناني باكمله. فعلا انها مهزلة ما بعدها مهزلة.
عمل الوزير المجذوب على هدم قطاع التربية بشكل غير مسبوق ومن دون ان يدري، كونه لا يتمتع بأي خبرة ناهيك عن ضعف شخصيته وحقده الأعمى، وهذا ما جعله هدفا للانسة هيلدا خوري التي رأت ان بامكانها ان تفرض عليه اراءها وأفكارها الهدامة وتدفعه الى اتخاذ القرارت العشوائية المتخبطة والكيدية، من ضرورة اجراء الامتحانات الرسمية وصولا الى ضرورة العودة الى المدارس مع نهاية العام الدراسي الماضي، وحاليا تسويق فكرة التعلم عن بعد والحضور الجزئي الى المدرسة (blended learning) ، وكل ذلك زاد من الضياع والقلق حيث ما زال الوزير يستعمل التلامذة والمدارس والجامعات كحقل تجارب فاشلة، الجميع بغنى عنها في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان.
ولأسباب ما زالت مجهولة استطاعت الآنسة هيلدا ان تحصل على ثقة المجذوب "العمياء" وتسيطر عليه كليا إلى حدّ بات يقال انها الآمر والناهي في الوزارة، حتى أن المدير العام اصبح بحاجة اليها من اجل دفع الوزير الى توقيع اي قرار يسهل امور الوزارة.
لقد بات الجميع ينتظر نهاية عهد الوزير المجذوب. اما الانسة هيلدا خوري فكانت كابوسا على المجذوب بنصائحها وافكارها التي جعلته يرتكب الاخطاء، والهفوات الواحدة تلو الاخرى، حتى وصل به الامر الى حد التزوير والكذب، ليدخله التاريخ كأسوأ وزير للتربية عرفه لبنان. نجى الله "الاسرة التربوية" سريعا و"اعادها" الى مدرسة قريتها وذلك ليبقى هناك أمل في التربية.