غزة بين النكبة و"ريفييرا الشرق الأوسط"
غزة بين النكبة و"ريفييرا الشرق الأوسط"

أخبار البلد - Tuesday, February 25, 2025 6:24:00 AM

مي ابو زور - نداء الوطن 

لم تكن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 مجرّد معركة عسكرية تنتهي بخاسرٍ أو رابح، إذ إن تداعياتها لم تكن في الحسبان. تعدّدت الفرضيات عن أهداف إسرائيل من هذه الحرب، ولكن مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، بدأت تتضح الصورة بعض الشيء.

 

تردّد الحديث في الآونة الأخيرة عن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة وتوزيعهم على بلدان عربية مجاورة، واحتدّ الخطاب الأميركي في هذا الشأن والإصرار على فعل هذا الأمر، والهدف منه تحويل غزة المنكوبة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فما هي هذه المنطقة العقارية التي ستنافس "دبي" في الرّقي والجمال العمراني والنشاط السياحي؟

 

ما هي الريفييرا؟

 

"ريفييرا" كلمة إيطالية تعني "الساحل" وتطلق على أي منطقة ساحلية مشمسة تتمتع بطابع سياحي وبمناظر طبيعية خلابة، وتتميّز بشواطئها الجميلة وطقسها المعتدل. هذا المصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى المناطق الساحلية الشهيرة التي تجذب الزوّار من مختلف أنحاء العالم. هي منطقة راقية تجمع بين سحر الشرق والحضارة الغربية، لديها شواطئ ترسي عليها زوارق ويخوت فاخرة... كالريفييرا الفرنسية والريفييرا الإيطالية.

 

إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاماً

 

أوضح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال حديث صحافي أنه "لم يتبقَّ شيء من قطاع غزة تقريباً"، وربّما تستغرق عملية إعادة إعماره من 10 إلى 15 عاماً، معتبراً أن الدمار هائل ومن المستحيل إنجاز الأمر في أقلّ من المهلة المذكورة. عقد من الزمن وأكثر لإعادة الإعمار، وهذه الفترة كفيلة بتغيير ظروف سياسية عدّة، فهل هذه المدّة لبناء منطقة سياحية أم مدّة تُتيح حصول تغيير جذري يقلب الصورة رأساً على عقب؟

 

من "غزة السنوار" إلى "ريفييرا ترامب"

 

لو حصل المخطّط الأميركي - الإسرائيلي في شأن غزة وأصبحت "مشروع ريفييرا"، فهل سيتحوّل غزة من قطاع الأنفاق والقواعد الصاروخية لـ "حماس" والمهجّرين والأطفال الجياع والأيتام... وباختصار من "غزة السنوار وحماس" إلى غزة الساحلية التي سينضمّ اسمها إلى جانب موناكو وكان وبورتوفينو؟

 

مشروعان يوهمان الشعب الفلسطيني بالأفضل، الأوّل وعدهم بالنصر وتحرير فلسطين، وانتهى الأمر بتهجيرهم وقتلهم. أمّا المشروع الثاني، فيعدهم بمستقبل مشرق سالم وتسهيل ذهابهم لإيجاد حياة أفضل بعيداً من أرضهم.

 

يبقى الشعب الفلسطيني ضحية قادته وضحية الاحتلال، الذي يُريد دثر أمّة بأكملها وأرض وهوية، لبناء مستعمرات وتشييد مناطق عقارية تخدم مشاريعهم الاقتصادية والسياسية.

 

وفي الختام، عندما سألنا الذكاء الاصطناعي عن شكل "الريفييرا" المحتمل، زوّدنا بهذه الصور.

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني