رئيسة مجمع اللغة العربية في لبنان- د. سارة ضاهر
يُعَدُّ مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بقيادة أمينه العام الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، من أبرز المؤسسات الرائدة في خدمة اللغة العربية، حيث يهدف إلى تعزيز مكانتها عالميًا من خلال مبادرات علمية واجتماعية وتقنية متعددة. يُركز المجمع على تطوير السياسات اللغوية، ودعم الأبحاث، وتعزيز استخدام العربية في مجالات مختلفة، بما في ذلك التعليم، الذكاء الاصطناعي، الطفولة، والتواصل الاجتماعي. كما يسعى إلى نشر اللغة العربية في العديد من الدول عبر برامج أكاديمية وتدريبية متقدمة، مما يجعله نموذجًا عالميًا في حفظ اللغة العربية وتطويرها وفق متطلبات العصر.
إطلاق تقرير “حالة تعليم اللغة العربية في العالم”
في إطار هذه الجهود، نظَّم المجمع بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بقيادة مديرها العام الدكتور سالم بن محمد المالك، ندوة دولية في الرباط، المغرب، بتاريخ 18 فبراير 2025، لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللغة العربية في العالم”. يُعَدُّ التقرير الأول من نوعه في دراسة واقع تعليم اللغة العربية في الدول غير الناطقة بها، حيث شمل تحليلًا لأكثر من 300 مؤسسة تعليمية في 30 دولة، مُقدمًا إحصائيات دقيقة حول:
• عدد الطلاب المسجلين في برامج تعليم العربية.
• مستوى تأهيل المعلمين وخبراتهم الأكاديمية.
• المناهج الدراسية وأحدث وسائل التدريس المستخدمة.
• التحديات التي تواجه تعليم العربية، مثل نقص الموارد والتقنيات الحديثة.
• الحلول المقترحة لتعزيز تعليم العربية عالميًا.
تضمن التقرير استراتيجيات لتعزيز حضور اللغة العربية في مختلف البيئات التعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات أو من خلال التعليم الإلكتروني، مع التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج وتعليم العربية بطرق حديثة.
ريادة المجمع في تطوير اللغة العربية
يعمل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية وفق رؤية متكاملة تشمل عدة جوانب، أبرزها:
1. الجانب العلمي:
• دعم البحث العلمي في مجال اللغويات وتعليم العربية لغير الناطقين بها.
• إطلاق منصات إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب على تعلم العربية بطرق تفاعلية.
• التعاون مع الجامعات العالمية لإنشاء أقسام متخصصة في تدريس العربية وفق أحدث المناهج.
2. الجانب الاجتماعي والتوعوي:
• إقامة فعاليات ثقافية وأدبية لتعزيز مكانة العربية في المجتمعات الناطقة بغيرها.
• تنظيم دورات تدريبية للإعلاميين والدبلوماسيين لتعزيز استخدام العربية في الإعلام والعلاقات الدولية.
• نشر العربية على وسائل التواصل الاجتماعي عبر محتوى تفاعلي ومبتكر.
3. تطوير تعليم اللغة العربية للأطفال:
• توفير مناهج تعليمية رقمية موجهة للأطفال لتسهيل تعلم العربية بطرق جذابة.
• تطوير قصص تفاعلية وتطبيقات تعليمية للأطفال بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
• إطلاق مبادرات لدعم تعليم العربية في المدارس الدولية من خلال شراكات تعليمية.
4. الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا:
• إطلاق مشاريع تعتمد على التعلم الآلي في تحليل النصوص العربية وتطوير تقنيات الترجمة الآلية.
• تطوير برامج تحليل الصوت والنطق لمساعدة غير الناطقين بها على تحسين مهاراتهم اللغوية.
• الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تُسهّل تعلّم العربية عبر تقنيات الواقع المعزز والافتراضي.
انتشار اللغة العربية عالميًا بجهود المجمع
يدعم المجمع انتشار اللغة العربية في أكثر من 50 دولة حول العالم من خلال:
• إنشاء مراكز تعليمية متخصصة في الدول غير العربية، خاصة في أوروبا وآسيا وإفريقيا.
• توفير دورات تدريبية للمعلمين في الدول الناطقة بغير العربية لتعزيز مهارات تدريسها.
• دعم ترجمة الكتب والمصادر التعليمية إلى العربية، لتعزيز وصول المعرفة العالمية إلى المتحدثين بها.
ختامًا
يواصل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أداء دوره الريادي في دعم العربية على كافة الأصعدة، سواء من خلال تطوير المناهج، دعم البحث العلمي، الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، أو نشرها عالميًا. من خلال مشاريعه الرائدة، يؤكد المجمع أن اللغة العربية ليست فقط تراثًا ثقافيًا، بل لغة حية قادرة على التطور والانتشار في العالم الحديث، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 لتعزيز الهوية الثقافية العربية عالميًا.