"عشنا من قلة الموت"... الغد الافضل ينتظرنا: "لا تستخفوا بثوار وطني"
"عشنا من قلة الموت"... الغد الافضل ينتظرنا: "لا تستخفوا بثوار وطني"

خاص - Thursday, October 24, 2019 11:47:00 AM

تجلسون في بيوتكم وتطالبون بفتح الطرقات... اين تعيشون؟ 

متى كانت الثورة تقام وفق رغبات معارضيها؟ متى كان المتظاهرون يقفون على الارصفة ليطالبوا بحقوقهم؟

حتى اخر نفس تناضلون للبقاء على كراسيكم لا بل وصلت بكم الوقاحة الى المطالبة بفتح الطرقات! هذه المرة اعذروا شعبا رضخ لكم ووثق بكم لسنوات فالكلمة باتت له ما عادت لكم.

ايها المسؤولون، تعلمنا ان نعرف العدو قبل الصديق واليوم انتم اعداؤنا ولاننا نعرفكم جيدا نرفضكم بكل ما اوتينا من قوة.

هل ازعجتكم ثورة الشعب؟ طبعا، فالطرقات هي وريد الوطن الذي لطالما حلم ابناؤه بعودة القطار وببناء ميترو وبالكثير والكثير من التقدم، واقفالها هو الوسيلة الاكثر فعالية والاسرع لتحقيق هدف اسقاط الحكومة والحكام، لذلك يخيفكم قطعها لان البلد شُلّ وقُطعت اجنحتكم فما عدتم قادرين على التنقل والسرقة براحتكم. 

انتم... نعم انتم سجنتم الشعب لسنوات واعدين اياه بغد افضل فجاء الغد وما بعد الغد وانتم على كراسيكم والشعب في السجون، في سجون لا حدود ولا جدران لها ولا امان فيها، وهذا ما هو الاصعب. سجون تتراكم فيها عوامل الحياة البائسة، فقر لا مفر منه، مرض لا علاج له، تعليم لا قدرة عليه. كل ذلك تغاضيتم عنه بسبب مصالحكم الخاصة، تغاضيتم عن الشعب الذي ناضل ويناضل لانه "يتنفس حريّة" وانتم قطعتم الهواء عنه، وبالتالي على يده ستكون نهايتكم في السلطة.


نعلم ما هي مطالبكم فهل تعرفون مطالب الشعب؟ تطالبون بفتح الطرقات لتعيشوا حياتكم الطبيعية لتكملوا جولاتكم السياحية في بلدان العالم كأن شيئا لم يحصل.

سبق وقلت لكم ان شعبي يحترق لكن اعتقادكم كان بان كلمة من هنا، او خطابا من هناك، ستكون كفيلة باطفائه؛ لم تتوقعوا ان تصل النيران اليكم، حان دوركم لخيبة الامل التي تعايشنا معها لسنوات قبل الثورة.

للاسف، ان في وطني من يدعمكم ويطالب مثلكم بفتح الطرقات كانهم سياح في هذا البلد ليسوا مواطنين، فانا اوجه لهم السؤال: وطن بأكمله يقف في وجه المسؤولين فمما او ممن تخافون انتم؟ ان كنتم خائفين من طردكم من اعمالكم فهل انتم تعملون في الاصل؟ ان كنتم لا تريدون ان ينقطع الخبز عنكم فهل تملكون ثمنه اصلا؟ هل تعيشون برفاهية؟ هل كل ما يلزمكم لتعيشوا حياة كريمة مؤمّن؟ 

تستنفرون في وجه اخوتكم غاضبين من زحمة السير على الطرقات بسبب اقفالها... انسيتم الزحمة التي نعاني منها يوميا؟ ماذا تغير؟ لا شيء، نحن نحاول ان نصنع التغيير فاما كونوا معنا او لا تقفوا بوجهنا على الاقل.

لا شيء تغير في لبنان؛ الا نحن، بعدما غصنا في الهموم، وفقدنا لذة الحياة و"عشنا من قلة الموت"، قررنا اليوم ان نضحي حتى الموت لنعيش... فلا تستخفوا بنساء وطني ولا تلعبوا مع رجاله والويل لكم من شبابه المتعلمين والمثقفين الذين ضحّوا بحياتهم وقطعوا الطرقات بأجسادهم.

هذه الثورة بدأت من اجل وطننا الحبيب ومن اجل مستقبلنا جميعا من دون استثناء رغم ان البعض استثنى نفسه عمدا منها، والطرقات ان فتحت فستفتح للصليب الاحمر اللبناني وللحالات الطارئة فقط والا الثورة ستسقط وهذا ما يريدونه اذ أن اعمالهم "الاحتيالية" ستسير بشكل طبيعي بعد فتح الطرقات.

وانتم من اسقطتم جرحى في صفوف الثوار، انتم تدفعوننا الى التصعيد وتعطوننا القوة للتضحية اكثر لاجل اخوتنا الجرحى، فنقطة من دمائهم هي ابرة اضافية للثورة... السلامة لاخوتنا الجرحى والشكر لمعارضي انتفاضتنا لانكم عن غير قصد تجعلوننا نثور اكثر فاكثر.

الشك الاكبر اليوم هو في قدرة من سيأتون بعد الفاسدين الى السلطة وان كانوا افضل ممن سبقوهم، لكن الجواب بسيط على هذا السؤال فقد رايتم من في السلطة اليوم واعطيتموهم اشهرا لا بل سنوات وحان الوقت لتروا امكانيات الطاقات البديلة والشابة والمتخصصة، فهؤلاء الشباب الذين لم يجدوا فرص عمل في وطنهم يحق لهم بفرصة في الحكم، فشعبي نظيف الكف، نظيف في تصرفه، أما انتم ايها الفاسدون فجعلتم وطني يتسخ باعمالكم القذرة، والدليل الاكبر على ذلك هو مشهد المتظاهرين المنتفضين في الشوارع الذين ينظفون الطرقات بأيديهم اما انتم فما عدتم قادرين على ذلك، لذا استقيلوا لكي يأتي من ينظف افعالكم ويحسن اوضاع لبنان وابنائه.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني