كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
يُحكى في الآونة الأخيرة عن تباينات كبيرة بين أعضاء كتلة “الاعتدال الوطني”. وانشغلت عكّار بالمواقف المتباينة الصادرة عن أعضاء الكتلة، والتناقض بينهم في التعامل مع الموقف من الرئيس المكلّف نواف سلام وحكومته، ورفض الأخير إعطاء حقيبة لعكار.
علم أنه بعد خوض النائب وليد البعريني معركة حصول عكار على حصة وزارية، وبعدما حُكي عن تهميش سلام لعكار وللمكوّن السنّي تحديداً، أفضت جهود النائب مارك ضو وبعد تدخّل رئيس الجمهورية، إلى عقد أكثر من لقاء بين كتلة “الاعتدال ” ممثلة بالنائبين وليد البعريني ومحمد سليمان ورئيس الحكومة المكلّف. وما رشح من معلومات حول اللقاءين، أن سلام تسلم من البعريني وسليمان 5 أسماء عكارية للنظر بأمرها، وتوزير أحدها إذا أمكن وربما في حقيبة الزراعة.
وتضيف المعلومات أن انتظار الكتلة للرئيس المكلّف طال، ولم تحصل على جواب، فتدخلت الكتلة مجدداً مع الرئيس المكلّف ليأتي الجواب بعدم القدرة على السير بأيّ من هذه الأسماء. واعتبر البعريني ذلك تنصّلاً لسلام من وعد قطعه للكتلة في جلسة المشاورات، بإعطائها حقيبة.
و صرّح البعريني مساء الثلثاء بعد أن وصلت الاتصالات مع الرئيس المكلّف إلى حائط مسدود، بأن كتلة “الاعتدال”، ستقف من الآن علناً في وجه الرئيس المكلّف، الذي أعطى الشيعة الذين لم يسموه ما يريدونه. كما أخذت “القوات اللبنانية” التي انتقدت سلام ما تريد. وفي المقابل، تم تجاهل من سمى سلام ودعمه”.
وكانت التصريحات المتباينة إزاء مواقف البعريني، تصدر عن أعضاء في الكتلة. وخرج النائب أحمد رستم، على عكس ما صرّح به البعريني سابقاً بأن الرئيس المكلّف لم يتعاط مع عكار وممثليها كما تعاطى مع الآخرين، بتصريح أكد فيه أن “الرئيس المكلّف تعاطى معهم بكل إيجابية”. ولم ينقضِ المساء حتى عاجل زميل البعريني نائب المنية أحمد الخير بإعلان أن الكتلة “تريد تسهيل مهام العهد وقد يعطي هو الحكومة الثقة حتى لو لم تمثّل الكتلة”. وجاء تصريح كل من رستم والخير على عكس كلام البعريني وأعضاء آخرين في الكتلة، كانوا ربطوا الثقة بحصّة عكار وتضمين البيان الوزاري تشغيل مطار القليعات. ومع أن الخير اتصل بزميل له شارحاً أنه أعطى موقفاً شخصياً، فثمة من يهمس بأنه عندما التقى رئيس الجمهورية منفرداً، لم يُطلع الكتلة، وقال لعون: “انا أدعم العهد وسأمنح الثقة”.
على أن مواقف البعريني من سلام وحقوق عكار، يدعمها رأي عام واسع. وثمة من يطالبه بالذهاب بعيداً بالأمر. انطلاقا من أن قفز سلام فوق حقوق عكار أمر لا يمكن السكوت عنه.
وأوحى تصريح ناري آخر للبعريني، بانفراط عقد “الاعتدال”. فاعتبر أن “أي نائب في الكتلة يعارض موقفي لا يربطني به شيء”. وعلمت “نداء الوطن” بأن كتلة “الاعتدال” خاضت نقاشات واتصالات في ما بينها، في محاولة لتبريد الموقف، واحتواء الأزمة التي استجدّت، ما أسفر عن صدور بيان باسم الكتلة يؤكد “أنها وُجدت لتبقى ومن حق أعضائها إبداء الرأي السياسي بكل حرية، لكنّ القرارات تتّخذ بالتشاور”.