أنطوان غطاس صعب

دخلت مرحلة التأليف سباقاً محموماً بين مطالب التوزير أو الاستيزار من معظم القوى السياسية مجتمعةً، في حين تبيّن بشكل واضح، أنه ليس هناك مقاطعة من قبل الثنائي الشيعي ، بل إرسال رسالة اعتراضية، بأنه لا يجب أن يتم تجاوز هذا الثنائي في أي استحقاقات، حيث البعض أخذ يتعاطى معه على خلفية أنه انهزم في الحرب الأخيرة، وبعد سقوط النظام السوري، وذلك ما حصل بشكل واضح وفق أوساط الثنائي من خلال عملية التكليف.

في السياق، علم أن كلمتي رئيسي الجمهورية والحكومة جوزاف عون ونواف سلام، قطعت الطريق على أي تطاول أو تأويل ، أو ثمة اقصاء وتهميش لأي مكون بما فيهم الطائفة الشيعية الكريمة، بدليل أن رئيس الجمهورية استذكر حقبة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وشهد بدوره وعطاءاته وحضوره، وذلك يحمل أكثر من دلالة وإشارة، والأمر عينه للرئيس المكلف الذي قال أنه ليس أهلاً للإقصاء والتهميش، بل الحوار والوحدة الوطنية والمحافظة على كل المكونات هي من الثوابت.

من هذا المنطلق، ينقل وفق معلومات موثوقة، بأن لقاء الرئيس المكلف برئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس، سيقطع الطريق أمام ما يحكى عن مقاطعة شيعية، لأن البعض بدأ منذ اللحظة الأولى يقول نحن نسجل موقفاً اعتراضياً ولن نقاطع الحكومة، ولهذه الغاية الحديث سيكون عن الحقائب وتحديداً حقيبة المال، بعدما قيل أنها قد تكون محسومة للثنائي الذي يتمسك بها، وربما يتسلمها نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذي سجل إنجازات كبيرة في حاكمية مصرف لبنان، أو الوزير السابق ياسين جابر الذي لديه خبرة في الاقتصاد والمال، ما يعني أن الأمور ذاهبة بهذه الاتجاهات، لكن لا يمكن لأحد التعطيل في هذه المرحلة في ظل الدعم الدولي والإقليمي والعربي الذي يلقاه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وثمة تحولات كبيرة بدأ البعض يتلقفها، فالأمور ستكون حاسمة خلال الساعات المقبلة على أن لا يطول التأليف وصياغة البيان الوزاري وجلسات الثقة، باعتبار هناك ورشة عمل كبيرة وعملية نهوض اقتصادية واجتماعية ومالية وزيارات لكبار المسؤولين في دول القرار خارجياً وعربياً وعلى كل المستويات إلى لبنان، وكذلك رئيس الجمهورية سيقوم بسلسلة زيارات خارجية، ما سيؤدي إلى مؤتمر للدول المانحة، أي أننا أمام حقبة جديدة، ولهذه الغاية الحكومة ستشكل في وقت ليس ببعيد والخلاف مع الثنائي سيتبدّد بعد لقاء الرئيس بري بالرئيس المكلف، والأمور تسلك طريقها الإيجابي في هذا المنحى.