الشرق - رويترز
وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بيزشكيان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، الجمعة، تشمل التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والدفاع والطاقة والتجارة.
وقال الرئيس الروسي إن المباحثات مع نظيره الإيراني كانت "بناءة ومثمرة"، لافتاً إلى أن العلاقات بين موسكو وطهران تقوم على مبادئ المساواة والاحترام والمساعدة المتبادلة.
وتابع بوتين أن "روسيا وإيران تحولتا بالكامل تقريباً إلى العملات الوطنية في التبادلات التجارية"، مؤكداً على أن موسكو وطهران ستعملان على تعزيز التجارة إلى جانب معالجة القضايا المتعلقة بالطاقة.
وبشأن خطط روسيا لتصدير الغاز الطبيعي إلى إيران، قال بوتين إن "هناك مشكلات فنية قيد البحث، وموسكو يمكنها تصدير 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا لطهران"، فيما ذكر بيزشكيان إن "الجانبين بحاجة إلى معالجة بعض القضايا الفنية".
وقالت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نقلاً عن وزير الطاقة الروسي سيرجي تسيفيليف، إن خط أنابيب الغاز المقترح من روسيا إلى إيران، والذي يتفاوض عليه البلدان، سيمر عبر أراضي أذربيجان إذا تحقق في الواقع.
وأضاف الرئيس الروسي أن "تطوير الممر الدولي الشمال - الجنوب يفتح فرصاً جديدة للتعاون في مجال النقل بين البليدن".
وممر "الشمال-الجنوب"، عبارة عن طريق بطول 7200 كيلومتر، يمتد من سانت بطرسبرج الروسية إلى ميناء مومباي في الهند.
ووفقاً لوكالة "رويترز"، فإن روسيا تسعى إلى تأمين مشترين جدد لغازها بعد أن فقدت هيمنتها على السوق الأوروبية نتيجة للحرب في أوكرانيا.
تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن من أبرز نقاط الاتفاقية الاستراتيجية بين موسكو وطهران هي تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع، وذلك يشمل "إذا تعرضت روسيا أو إيران للعدوان فلا يجوز للطرف الآخر مساعدة المعتدي".
واتفق بوتين وبيزشكيان على تعزيز التعاون بين أجهزتهما الأمنية، بالإضافة إلى التزام الطرفين بتطوير التعاون العسكري، بما يشمل التدريبات المشتركة.
وبحسب الوكالة، فإن بوتين قال إن "موسكو تدرس بناء وحدات جديدة للطاقة النووية في إيران".
وأضاف بوتين، خلال مؤتمر صحافي: "لدينا مشروع ضخم في الطاقة النووية. وحدة واحدة تعمل بالفعل بنجاح ونناقش في الوقت الراهن إمكانية بناء وحدات إضافية".
"موسكو وطهران جنباً إلى جنب"
وأكد الرئيس الروسي على أن "الشراكة بين روسيا وإيران تتطور باستمرار والعلاقات بينهما واسعة النطاق ومثمرة للطرفين"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
بدوره، قال الرئيس الإيراني إن "ما تمر به المنطقة يستدعي وقوف موسكو وطهران جنباً إلى جنب"، لافتاً إلى أن "الحرب لا تثمر شيئاً ونرحب بأي سلام بين روسيا وأوكرانيا".
وأشار بيزشكيان إلى أن "الوثيقة الشاملة" تفتح فصلاً جديداً بين إيران وروسيا للتعاون في مجالات متعددة، مشيراً إلى أن "الاتفاق الذي تسنى التوصل إليه اليوم مع روسيا سيفتح فصلاً جديداً في علاقاتنا خاصة في مجال التجارة".
وأضاف الرئيس الإيراني أن "البلدين سيكثفان التعاون بينهما في مجالات عدة منها السياسة والأمن والتجارة والنقل والطاقة". وأشار إلى أن "روسيا تلعب دوراً كبيراً في السياسة الخارجية الإيرانية، وأولويتها الحفاظ على حسن الجوار".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن "مواقف روسيا وإيران في أغلب قضايا السياسة الخارجية متطابقة".
"اتفاق غزة"
وعلق الرئيس الروسي، خلال المؤتمر الصحافي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلاً إن "موسكو تأمل أن يؤدي اتفاق وقف النار في غزة إلى استقرار طويل الأمد في المنطقة".
وشدد بوتين على أنه "من المهم عدم عرقلة الجهود الرامية إلى تسوية شاملة للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين تؤدي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة".
من جانبه، قال بيزشكيان إنه "يأمل في تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع".