الأخبار
تترقّب الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية والمؤسسات في مخيم البرج الشمالي، هذا الأسبوع، ما ستقدّمه وكالة «الأونروا» من خيارات مؤقّتة لمعالجة قضية «مدرسة فلسطين» بعدما أثار إغلاقها المفاجئ واعتماد نظام الفترتين قبل الظهر وبعده في مدرسة جباليا في المخيم، موجة اعتراض واسعة في أوساط الفعاليات المجتمعية والأهالي والمعلمين، إذ طالب هؤلاء بالعودة إلى المبنى القديم أو تتعهّد إدارة الوكالة خطياً بإيجاد مبنى بديل خلال مدة محددة، ورفض أي محاولات التفافية لفرض نظام الفترتين نظراً إلى تأثيره السلبي على العملية التعليمية والنفسية للطلاب. كذلك دعت الأوساط الفلسطينية التي وصفت القرار بـ«الجائر وغير المسؤول» إلى معاودة التعليم في مدرستي الصرفند وجباليا بعدما توقّف بسبب الإضراب العام الذي نُفّذ لدفع «الأونروا» للتراجع عن قرارها بإغلاق المدرسة.
وفي تفاصيل القضية التي ترويها مصادر فلسطينية أن «المشكلة بدأت عندما قصف العدو الإسرائيلي المدرسة التي تضم نحو 600 طالب في أواخر الحرب على لبنان حيث استشهد عدد من المدنيين الذين كانوا يحتمون داخلها»، ما دفع الوكالة إلى «إقفال مدرسة عريقة عمرها عشرات السنين، بشحطة قلم، من دون أن تستشير أياً من الفصائل واللجان الفلسطينية». وبرّرت «الأونروا» الإقفال بإقدام صاحب العقار على فسخ العقد بعدما رفضت زيادة الإيجار. لكن، تبيّن بعد تواصل الفصائل مع صاحب العقار أن الإيجار ارتفع من 4 آلاف دولار إلى 12 ألفاً في السنة، في حين أن الخيارين البديلين اللذيْن تطرحهما الوكالة، وهما مبنى الجامعة الألمانية ومبنى «سيتي يونيفرستي» يبلغ إيجارهما السنوي 75 ألف دولار و200 ألف دولار على التوالي. وتذرّعت الوكالة بأن هذا الإجراء يهدف إلى الحفاظ على سلامة الطلاب لكون مبنى «مدرسة فلسطين» لم يعد آمناً وصالحاً للتعليم لأنه يخرق مبدأ الحيادية.
تتخوّف الفصائل واللجان الفلسطينية من تمرير مشروع دمج المدارس
وبدلاً من تأمين مبنى بديل، قرّرت «الأونروا» اعتماد نظام الفترتين بنقل طلاب مدرسة فلسطين إلى مدرسة جباليا، من الثانية عشرة حتى الرابعة والنصف بعد الظهر، بكل ما يؤدي ذلك إلى تقصير الدوام وخفض مدة الحصة، ما يؤثّر على نوعية العملية التعليمية، عدا أن طلاب مدرسة جباليا باتوا مجبرين على الحضور إلى الصفوف عند السابعة إلا ربعاً صباحاً.
وتتخوّف اللجان والفصائل والمؤسسات الفلسطينية من أن ينطوي القرار على نية لدى الوكالة بتمرير مشروع دمج الطلاب وتكديسهم في الغرف بذريعة عدم تأمين مبنى بديل مناسب وإلغاء كيان «مدرسة فلسطين».
إدارة الوكالة أشارت في بيان إلى أنها تتفهّم المخاوف التي عبّر عنها المجتمع المحلي بشأن الترتيبات المؤقتة التي تمّ اعتمادها للمدرسة، مؤكدة أنه «لا توجد أي خطة لإلغائها وأنها تبذل قصارى جهدها لتأمين موقع بديل مناسب». وأوضحت أنها ستحدد، هذا الأسبوع، موعداً لاجتماعٍ مع أهالي الطلاب لمناقشة خيارات مؤقتة تمكّن من توفير التعليم لجميع الطلاب في البرج الشمالي على أساس نظام الفترة الواحدة، متمنية عليهم التعاون مع الترتيبات الانتقالية التي تمّ إبلاغهم بها سابقاً (أي الدوام بنظام الفترتين لمدرستي فلسطين وجباليا في مبنى مدرسة جباليا)، لضمان عدم خسارة الطلاب لفرص التعليم، إذ «ليس من مصلحة أي طرف أن يخسر الطلاب عاماً دراسياً آخر في وقت توفّر فيه الوكالة خيارات بديلة».
وكانت فصائل تحالف القوى الفلسطينية والجبهة الديمقراطية وأنصار الله واللجان الأهلية والمؤسسات والفعاليات نفّذت سلسلة تحركات واعتصامات احتجاجاً على قرار إدارة «الأونروا» ونفّذت إضراباً عاماً تحذيرياً لمدة 3 أيام، بالتزامن مع جولة زيارات ولقاءات شملت إدارة الوكالة في منطقة صور وبلدية البرج الشمالي. وقررت استمرار تعليق التعليم لطلاب مدرسة فلسطين، داعية إلى معاودة التعليم في مدرستي الصرفند وجباليا وفق نظام التعليم القديم (من الساعة 8 حتى 2 بعد الظهر لطالبات مدرسة جباليا). ولوّحت بالتصعيد في حال لم تجد «الأونروا» حلاً سريعاً لطلاب مدرسة فلسطين في مهلة لا تتجاوز أسبوعاً.
يُذكر أن بلدية البرج الشمالي أرسلت كتاباً إلى الوكالة تطلب فيه إعادة فتح المبنى القديم، متعهّدة بحمايته من أي تجاوزات، إلا أنها لم تلقَ جواباً على رسالتها.