مايز عبيد - نداء الوطن
الفوضى ومن يفتعلها، مأساة مدينة طرابلس التي لا تعرف حلاً لها. حملُ واقتناء السلاح من أبرز مظاهر الفوضى وغياب سلطة الدولة عن طرابلس، وحمَلةُ السلاح يطلقون الرصاص بمناسبة أو من دونها، ناهيك عن الإشكالات اليومية التي يتم فيها استعمال السلاح.
تحوّلت مدينة طرابلس إلى جبهة حرب، استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والرشاشات وقذائف «أر بي جي»، وإطلاق الرصاص حتى ساعات الليل. والمفارقة أن بعض من نزل إلى الطرقات والشوارع بسلاحه، محسوب على نوابٍ صوّتوا للرئيس.
أصرّ عددٌ من الخارجين عن القانون تعكير فرحة طرابلس وأبنائها بوصول قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى سدة الرئاسة، أطلقوا الأعيرة النارية بشكل كثيف في أرجاء المدينة، وتعرّض بعض الأشخاص لإصابات، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة لا سيما في السيارات. وفي التفاصيل، أصابت رصاصة طائشة شاباً في ملعب العيرونية، يدعى حسن حبيجان، نُقل على أثرها إلى المستشفى لتلقّي العلاج. كما أُعلن عن إصابة امرأة في يدها في حارة الجديدة - الميناء.
يعتبر أهالي طرابلس، أنّ ما قام به مطلقو النار، قد نغّص عليهم فرحتهم وهو أمر لا يقبل به الرئيس، الذي أشار في خطاب القسم إلى أن في عهده لن يكون هناك بؤر أمنية ولا خروج عن القانون وسلطة الدولة.
أملوا منه وبسرعة أن يعطي توجيهاته للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، بالضرب كل المخلّين بالأمن في طرابلس بيد من حديد، كما في جميع المناطق اللبنانية.
ولفت عدد من أبناء طرابلس على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ مطلقي الرصاص يستغلّون هذه المناسبات، ليس حبّاً بما يحصل كما يدّعون، إنما لإثبات سطوتهم على الشارع وعلى الناس وترهيبهم بقوّة السلاح.
إشارة إلى أنّ وحدات من الجيش اللبناني كانت قد اعتقلت مساء الخميس بعضاً من مطلقي النار. لكنّ ذلك لا يشفي «غليل الطرابلسيين»، الذين يتمنّون من قيادة الجيش وفي إطار العمل على تطبيق خطاب القسم، حصر السلاح في يد الدولة، وأن تعمل على جمع السلاح المتفلّت في كل المناطق خصوصاً في طرابلس، لتعود هذه المدينة مسرح أمنٍ وأمان ويصبح لبنان من شماله إلى جنوبه دولة آمنة ليس فيها سلاح إلا بيد الأجهزة الأمنية الشرعية.