ناجي شربل وأحمد عزالدين-الاخبار
صحيح إن طابع زيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت، وهي الأخيرة له مبعوثا رسميا للإدارة الأميركية الحالية قبل انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، يتضمن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وجعل أحد طرفيه إسرائيل تلتزم به، إلا أن الصحيح أيضا قدرة هوكشتاين، حال كان مكلفا بذلك، على فتح الطريق أمام الدخان الأبيض في جلسة الانتخاب الرئاسية في التاسع منه بساحة النجمة.
فبين الرئيس بري وهوكشتاين «كيميا» ومودة. ويعول رئيس المجلس النيابي على دور إيجابي مساعد من هوكشتاين ضمن المتاح له، في كل المهمات التي اضطلع بها.
وبات بري يلتقط إشارات هوكشتاين ليقينه أنها تناسب ما يطلبه لبنان، ما قد يفتح الباب، ولو أن الوقت بات ضيقا، أمام انفراجة رئاسية، في حال لم تسبق زيارة هوكشتاين صور الرئيس إلى الساحات الكبرى واللوحات الإعلانية العملاقة.
وليس سرا أن هوكشتاين قد يمهد الطريق أمام قائد الجيش العماد جوزف عون للانتقال إلى القصر الجمهوري في بعبدا، من بوابة أن المرحلة الحالية تحتاج رئيسا توافقيا ينال عددا كبيرا من الأصوات من المقترعين النواب. وهذه الخطوة تفتح تاليا البوابة أمام تعديل دستوري يحتاج إليه قائد الجيش. إلا أن توقيت الزيارة بين السادس من يناير والثامن منه قد يشكل عاملا سلبيا لإنضاج «الحل التوافقي». والمعول هنا على اتصالات تسبق الزيارة، ليعلن خلالها عن الحل الرئاسي.
في المقابل، كشفت معلومات خاصة بـ «الأنباء»، عن عودة اسم الوزير السابق جهاد أزعور إلى دائرة التداول في الأسماء الرئاسية، لجهة إمكان حصوله على تأييد الأكثرية المطلقة من النواب والوصول إلى الرقم 65 صوتا اعتبارا من الدورة الثانية. وأشارت المعلومات «إلى عدم اعتراض أميركا على أزعور، إفساحا في المجال أمام إمكانية إنهاء الشغور الرئاسي».
إلا أن المصادر توقفت عند استعداد الرئيس بري السير بمرشح يحظى بالأكثرية من دون كتلة نواب الشيعة، وقبوله تاليا بمرشح خاض مواجهة انتخابية ضد مرشح «الثنائي» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية منتصف يونيو 2023، في الجلسة الانتخابية الـ 12 الأخيرة.
وفي هذا السياق، يعود اسم المرشح الأكثر جدية لدى الرئيس بري بعد الوزير السابق سليمان فرنجية، السفير السابق لدى الفاتيكان المدير السابق للمخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري إلى الواجهة، من بوابة شموله بدعم كنسي فاتيكاني وبطريركية مارونية.
وليس سرا أنه متاح لكل من أزعور وخوري نيل الأكثرية المطلقة من أصوات النواب، وإن كان رقم خوري بموجب إحصائيات وصل إلى عتبة الـ 72 صوتا. وتبقى للأيام الفاصلة عن نهاية السنة، وتلك الأولى من السنة الجديدة، الكلمة الأخيرة في المشهد الانتخابي الرئاسي، مع الدفع حتى كتابة هذه السطور بإنهاء الشغور الرئاسي في جلسة 9 يناير.
كذلك تبقى الأيام التي تسبق وصول هوكشتاين حافلة بالاتصالات لجهة تبيان هوية الرئيس، مع جهود يبذلها الجميع تقريبا للخروج من جلسة 9 يناير بالرئيس الـ 14 للجمهورية مند الاستقلال، على أن يتقبل التهاني في المجلس النيابي ويتوجه بعدها إلى القصر الجمهوري في بعبدا.
ولم تخف المعلومات وجود تقارب بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، على التقاطع مجددا على اسم مرشح لخوض «جولة 9 يناير الحاسمة»، وتاليا قطع الطريق على مرشح معين، كل من الفريقين وفق حساباته. في الجنوب، ومع استمرار الخروقات الإسرائيلية وبلوغها حد التمادي والاستفزاز، كرفع أعلام إسرائيل على مراكز كان يتواجد فيها الجيش اللبناني قبل إعادة تموضعه بعد توسيع إسرائيل حربها على «حزب الله» اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي، إلى تفجير منازل في بلدات لم تتمكن من تثبيت توغلها فيها أيام الحرب.. يتكشف يوما بعد آخر حجم الدمار الذي لحق بالقرى والبلدات التي تعتبر في الخط الثاني للمنطقة الحدودية. ونشر عدد من العائدين من العراق او العاصمة بيروت صورا وفيديوهات لمنازلهم وأحياء مدمرة بالكامل. كما تحدثوا عن مشاحنات مع الموفدين من قبل «الحزب» للتخمين تمهيدا لتقديم مساعدات مادية كبدل إيجار وأخرى كبدل تعفيش.
وكان إجماع على القبول بمبلغ ثمانية آلاف دولار كتعويض مفروشات، بدلا من تقديم طلب اعتراض قد يتقلص معه إلى 6 آلاف دولار.
في الغضون، أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن قلقها إزاء «الضرر المستمر» الذي تسببه القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، في وقت ندد الجيش اللبناني بعمليات توغل جديدة في بلدات عدة، رغم سريان وقف لإطلاق النار.
وقالت قوة «اليونيفيل» في بيان «هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكا للقرار 1701».
وحضت «اليونيفيل» مجددا «الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام».
من جهته، ندد الجيش اللبناني في بيان بمواصلة «العدو الإسرائيلي تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية»، على وقع توغل قواته أمس «في عدة نقاط» في جنوب البلاد بينها: وادي الحجير والقنطرة.
وقال الجيش في بيانه إنه «عزز» انتشاره في هذه المناطق، تزامنا مع متابعته الوضع مع قوة واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أفادت بأن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات «واسعة النطاق» في جنوب لبنان، وذكرت أن سكان بلدة القنطرة فروا إلى بلدة الغندورية القريبة «بعد توغل قوات العدو» فيها.