أعلنت الشرطة الألمانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد (22 ديسمبر/ كانون الأول 2024) أن السلطات الألمانية وجهت للمشتبه به في الهجوم الدموي على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 200 آخرين، تهما بالقتل في خمس حالات والشروع في القتل في العديد من الحالات والتسبب في إصابات بدنية خطيرة.
وقالت الشرطة إن المشتبه به، الذي تم تحديده باسم طالب ا. وفقا لقوانين الخصوصية الألمانية، سيقبع في السجن على ذمة التحقيق بعد أن مثل أمام قاضي تحقيقات مساء أمس السبت.
وتقدم مكتب المدعي العام في ماغديبورغ بطلب لإصدار مذكرة اعتقال بحق الرجل البالغ من العمر 50 عامًا. وقالت الشرطة في وقت مبكر من صباح الأحد إنه كان لا بد من احتجازه بخمس تهم بالقتل ومحاولات قتل متعددة وتهم متعددة بإصابات بدنية خطيرة.
ولا تزال الشرطة الألمانية في حيرة بشأن دوافع طالب ا. الذي قادة سيارة دفع رباعي بسرعة كبيرة وسط حشد كثيف الجمعة، ما أدى أيضا إلى إصابة 205 أشخاص. وأثارت الواقعة حالة حزن واشمئزاز، حيث كان بين القتلى طفل يبلغ تسع سنوات، فيما يتلقى المصابون العلاج في 15 مستشفى إقليميا.
وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة سيارة "بي ام دبليو" سوداء تسير بسرعة عالية مباشرة عبر حشد من الناس وسط أكشاك في سوق عيد الميلاد.
ويقول المحققون إن المشتبه به تصرف بمفرده، حيث لا توجد حاليا أي مؤشرات على وجود مرتكب ثان للجريمة، بحسب معلوماتهم.
ومن جهته ذكر رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا، هولغر مونش، أن دوافع المتهم في واقعة الدهس
بمدينة ماجدبورج لا تزال ضبابية. وفي المقابل أكد مونش في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف" أنه على الرغم من طبيعة الجريمة، لا يوجد ما يشير إلى حدوث هجوم ذي دافع إسلامي.
وأشار مونش إلى أن المدعي العام الاتحادي لم يعلن بشكل قاطع تصنيف الواقعة، مضيفا أن المشتبه به لديه موقف معاد للإسلام، كما كان مهتما بمنصات يمينية متطرفة. وفي المقابل، ذكر مونش أنه ليس من الممكن اليوم القول بشكل قاطع إن الجريمة كانت ذات دوافع سياسية.
كشف المزيد من التفاصيل عن شخصية طالب ا.
وطالب ا. طبيب منحدر من السعودية، ومعروف بأنه ناشط ناقد للإسلام. وقد وجه اتهامات بصياغات مربكة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقابلات للسلطات الألمانية بأنها لا تبذل ما يكفي من الجهد لمكافحة الإسلاموية.
وبعد أن كان مدافعا عن النساء السعوديات الهاربات من بلادهن، نصحهن لاحقا بعدم طلب اللجوء في ألمانيا، وكتب على موقعه على الإنترنت باللغتين الإنجليزية والعربية: "نصيحتي: لا تطلبن اللجوء في ألمانيا".
ولا يزال الدافع وراء الجريمة غير واضح، لكن المدعين قالوا إن المشتبه به ربما كان مستاء من معاملة اللاجئين السعوديين في ألمانيا.
ويعيش الرجل في ألمانيا منذ عام 2006 ويصف نفسه بأنه مسلم سابق، وتقدم بطلب لجوء في ألمانيا فبراير/شباط 2016، والذي تم البت فيه في يوليو/تموز من نفس العام. وفي ذلك الوقت، حصل المواطن السعودي على حق اللجوء باعتباره شخصا مضطهدا سياسيا.
وتعرضت ألمانيا لهجمات جهادية دامية عدة، لكن الأدلة التي جمعها المحققون ومنشورات طالب السابقة على الإنترنت رسمت صورة مختلفة للطبيب النفسي. وفي حديث أجرته معه فرانس برس في أواخر العام 2022 في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من مجتمع الميم خارج المملكة، عرّف عن نفسه بأنه "سعودي ملحد"، وكال سيلا من الشتائم للدين الإسلامي.
فيزر: يتبنى آراء معادية للإسلام
ولم يُخفِ الرجل مواقفه المناهضة للإسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أسّس منظمة "إكس مسلم" (مسلم سابق).
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنه يتبنى آراء "معادية للإسلام"، بينما قال المدعي العام "يبدو أنه في خلفيات الجريمة... قد يكون هناك امتعاض من طريقة معاملة اللاجئين السعوديين في ألمانيا".
وقال المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان (ESOHR) ومقرّها برلين طه الحاجي لفرانس برس "هو شخص مضطرب نفسيا ومعتد بنفسه بصورة مبالغ فيها".
وتحدث العبد المحسن في منشوراته على الإنترنت عن مشكلاته مع السلطات الألمانية وتشكيكه بها.
وفي منشور يعود الى 21 آب/أغسطس الماضي، كتب "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألمان عشوائيا؟".
ونقلت صحيفة دي فيلت اليومية عن مصادر أمنية، أن شرطة الولاية والشرطة الاتحادية الألمانية أجرت العام الماضي "تقييما للمخاطر" التي قد يشكّلها، لكنها خلصت إلى أنه "لا يشكل خطرا محددا".