تحدّيات كبيرة ومفصلية تنتظر الرئيس المقبل... فمن يكون؟
تحدّيات كبيرة ومفصلية تنتظر الرئيس المقبل... فمن يكون؟

أخبار البلد - Sunday, December 22, 2024 8:59:00 AM

 

شربل الأشقر - الديار
في جميع الدول المتحضرة أو حتى الأقل تحضرا كما وفي جميع الدول الديمقراطية ( ولبنان يعتبر الدولة الديمقراطية الوحيدة بين الدول العربية ) أي مرشح لرئاسة بلدية أو للنيابة أو لرئاسة الجمهورية عليه أن يقدم برنامجه الإنتخابي أمام الناخبين. وهذا البرنامج يجب أن يتضمن في حال مرشح لرئاسة الجمهورية برنامجه السياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي والسياسة الخارجية والبرنامج الدفاعي ... وحتى برنامجه الزراعي والبيئي. على أن يختار الناخبون بين من يحقق طموحاتهم و طموحات بلدهم الأستراتيجي. ويجدر بالذكر أن برامج المرشحين يجب أن تكون على فترة لا تقل عن 4 أو 5 سنوات و ليس لسنة أولسنتين. إذا عدنا إلى تاريخ لبنان الحديث أي منذ تأسيس لبنان الكبير عام 1920 وحتى الوصاية الأخيرة فلم نلاحظ من قبل الطبقة السياسية المستفيدة أي ملاحظة على غياب السيادة الوطنية. فمنذ الإنتداب الفرنسي وصولا إلى يومنا هذا مرورا باتفاق أيزنهاور عبد الناصر الذي أتى بالرئيس فؤاد شهاب ومرورا بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالإحتلال الإسرائيلي خلال كل هذه الحقبات كانت دول خارجية لها اليد الطولى في إنتخاب رئيس الجمهورية. نظرا لتاريخ لبنان الحديث لا يجب التفاجئ إذا كان هنالك دور خارجي وخاصة في ما يختص بالدول الخماسية في أن يكون لها دور أساسي في إختيار الرئيس. مع إختراع الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي والهاكرز والان الذكاء الإصطناعي أصبحة الكرة الأرضية عبارة عن ضيعة أو بلدة صغيرة يمكن معرفة كل تفاصيلها بكبسة زر على الهاتف الذكي . فنسمع مثلآ أن روسيا وعبر وسائل التواصل الإجتماعي لها تأثير كبير على نتائج الإنتخابات الأميركية والعكس صحيح . كما نسمع أن فرنسا عبر وسائل التواصل الإجتماعي أيضا لها تأثير كبير على نتائج الإنتخابات النيابية الألمانية والعكس صحيح  وهكذا دواليك .في لبنان هنالك بضعة مرشحين جديين لرئاسة الجمهورية أهمهم جوزف عون وسليمان فرنجية وابراهيم كنعان والياس البيسري وزياد بارود ونعمة افرام وجورج خوري لكن الخلافات بين جعجع وباسيل قد تؤدي إلى حرق بعض الأسماء الجدية كمثلا العميد جورج خوري وزياد بارود وغيرهما. يبقى أن الدكتور سمير جعجع يحافظ لنفسه على بعض الأمل مراهنا على تغيرات محلية وإقليمية ودولية كضربة عسكرية موجعة جدا لإيران بعد فرار بشار الأسد من سوريا وظهور على جميع شاشات العالم إجرام نظامه وبات معروفا أن الحكيم أرسل منذ بضعة أيام ثلاثة موفدين خاصين إلى السعودية وإلى فرنسا والدكتور جوزف جبيلي إلى الدكتور مسعد بولس محاولا كسب أي تأييد لوصوله إلى سدة الرئاسة بدلا من جوزف عون معللآ ذلك على علاقة إحترام وعلاقة  ثقة  بينه وبين الرئيس نبيه بري كما وإحتضان كبير من رموز النواب السنة الصقور له على عكس علاقة جوزف عون بنبيه بري وبأشرف ريفي كما أن جعجع إستطاع بناء حزب منظم أفضل تنظيم ويمكنه فعل نفس الشيئ في الدولة  متناسيا ربما أن حزب القوات هو حزب مسيحي فيما الدولة اللبنانية تضم من كافة الطوائف. فيما خص واشنطن فالأولوية هي سيطرة الجيش اللبناني وكافة القوى الأمنية الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية وخاصة جنوب الليطاني لذلك تصر واشنطن على جوزف عون كرئيس للجمهورية وتدعمها في هذا الخيار السعودية  ومصر وموافقة فرنسية  (على أن يكون رئيس الحكومة من حصة فرنسا وعلى الأرجح أن يكون نجيب ميقاتي ) لسببين أولهما أن العماد جوزف عون حافظ على وحدة و إستقلالية الجيش كما وحافظ على السلم الأهلي في أصعب الظروف وخاصة في ثورة تشرين 2019 وهو من غير الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والذي قد يشكل خطرا على الأحزاب المسيحية التقليدية  لكن الجيش والقوى الأمنية بحاجة ماسة إلى دعم كبير في العديد والعتاد النوعي الدفاعي الأميركي والاوروبي إذا كانت هذه الدول تريد إستقرارا كاملا ودائما للوضع الأمني في كافة المناطق اللبنانية كما وإعادة تفعيل إتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل كما في العام 1949 وهنا لا نتكلم عن بضعة ملايين من الدولارات بل عن مليارات من اليورو أو الدولار. وهنا نأمل من الشقيقة المملكة العربية السعودية أن تعيد تفعيل هبتها للجيش اللبناني بـ 3 مليار دولارمن السلاح النوعي الفرنسي بعدما تغيرت الظروف كليا.  كما وأن هنالك سببا وجيها جدا وهو يحتاج إلى رئيس جمهورية يتمتع بقرار حر وجريء ويحظى بأكبر إجماع شعبي وسياسي حوله  كـ جوزف عون  إذ أن إدارة ترمب الجديدة منكبة على تحضير نسخة جديدة من إتفاقية  آبراهامز تأمل أن توافق عليها دول عربية عدة وأولها سوريا ولبنان ومن هنا قد نفهم ما جرى من خلع نظام بشار الأسد بالتنسيق بين واشنطن وأنقرة وتل أبيب. وبحسب معلومات من الإدارة الجديدة في واشنطن فإن ترمب سيعد الدول المطبعة مع إسرائيل بمساعدات مالية ضخمة وبإستثمارات لشركات أميركية وحتى عالمية ستؤدي إلى إزدهار إقتصادي وإجتماعي كبير في هذه الدول وتركز على تعليم الأطفال وتبعد القواعد الفقيرة عن التطرف الديني. وبما أن "أنطانات" جنبلاط لا تخطئ فيمكن القول أن جوزيف عون إقترب كثيرا من الرئاسة خاصة أن جنبلاط لا يعلن عن موقف بهذه الأهمية دون التنسيق وربما موافقة الرئيس نبيه بري الذي سيؤمن الميثاقية الشيعية لإنتخاب جوزف عون. أما النائب إبراهيم كنعان فالجميع يشهد له بترؤسه المميز للجنة المال والموازنة لذلك يتمتع بكل الأهلية لإخراج لبنان من أزمته الإقتصادية والمالية كما ويتمتع بعلاقات ود وإحترام متبادل مع جميع النواب والأحزاب اللبنانية وخاصة مع البطريركية المارونية وحتى مع النواب الحاليين في تكتل لبنان القوي.


كما له علاقات جيدة جدا مع بعض عواصم القرار كـ باريس ولندن وواشنطن وبعض العواصم العربية. أما كلمة رئيس تيار المردة الأستاذ سليمان فرنجية الأخيرة الضبابية فجاءت بطلب من الثنائي الشيعي لإبقاء اللعبة الرئاسية في يد محور الممانعة في لبنان وتبقي الوزير فرنجية في السباق الرئاسي رغم ضآلة حظوظه في النجاح. لكن موقف الوزير فرنجية قبل إنسحابه قريبا سيكون له وقع كبير على مجريات الانتخابات خاصة إذا قام بتأييد جوزف عون نكاية بجبران باسيل.
 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني