جوزف فرح - الديار 

قليل من الخمر يفرح قلب الانسان فكيف اذا كان هذا النبيذ من صنع لبنان ومن الارض اللبنانية وكيف اذا كان في موسم الاعياد يكون سيد الطاولة الاحتفالية وجزءا لا يستهان به من مجمل المبيعات السنوية. خصوصا انه اصبح من المواد الاساسية لتصدير الانتاج اللبناني الى العالم كله اذ ان 50% من إنتاج مصانع النبيذ في لبنان يذهب للإستهلاك المحلي فيما تصدّر نسبة 50% الباقية إلى الأسواق الخارجية مع العلم ان الطلب قد تراجع خلال الشهرين الماضيين بسبب حرب اسرائيل على لبنان .

المستشار القانوني لاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ والمعهد الوطني للكرمة والنبيذ المحامي شارل غسطين عن فترة الاعياد وموسم النبيذ فيها فيقول:

يضم الاتحاد ٢٥ منتجا يشكلون تقريبا ٨٥%من المنتجين علما ان الانتساب إلى المعهد أصبح الزاميا بعد صدور مرسوم جمهوري بهذا الخصوص وعلى كل منتج محلي بصدد التصدير إلى الخارج أن ينتسب إلى المعهد وهو يضم حاليا ٤٥ منتجا معترف بهم . لقد زارنا في العام الماضي مندوب عن المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ وقد قال بأنه يوجد انخفاض في الاستهلاك العالمي للنبيذ لا سيما النبيذ الأحمر. اعتقد بحسب آخر اجتماع بين المنتجين في الاتحاد انهم سيعوضون خلال الأعياد عن فترة الركود خصوصا خلال فترة الحرب التي أثرت على الاستهلاك بشكل كبير وقد عادت الناس حاليا لممارسة حياتها والشراء كما اعتادت سابقا .

لقد عادت الناس للاستهلاك كما اعتادت سابقا وتعتبر فترة الأعياد افضل فترة بالنسبة للتجار حيث تبلغ نسبة مبيعاته حوالي ٣٠ او٤٠% من العام كله .

ويتحدث غسطين عن اسباب تطور النبيذ اللبناني :

عندما انتهت الحرب الأهلية لم يكن يوجد سوى خمس مؤسسات مختصة بانتاج النبيذ وذلك ما بين عامي ١٩٩٠ و١٩٩١ وهي على سبيل المثال موزار وكفريا وكسارة ودورال ونكد لكن صناعة النبيذ تعود إلى عام ١٨٧٠ مع اليسوعيين حيث عرفت صناعة النبيذ وقتها نهضة مهمة جدا وعندما باع اليسوعيون المؤسسة في العام ١٩٧٣ لبعض رجال الأعمال من عائلات قصار وصايغ وسابا استمرت المسيرة بنجاح لا سيما أن اليسوعيين كانوا قد ادخلوا على الصناعة بعض الأصناف العالمية مثل سان سو وكرناش وكارينيون وهي أصناف معروفة ومشهورة في الجنوب الفرنسي وقد زاد المستثمرون الجدد بعض الأصناف الجديدة المعدة للتصدير إلى اميركا خصوصا النبيذ الأبيض الذي يجب أن يكون شاربونييه وهو يعتبر ملك النبيذ الأبيض إلى جانب سوفينيون بلان . لقد أطلقت المؤسسات الثلاث الرئيسية في صناعة النبيذ يومها وهي كساره وكفريا وموزار حملات إعلانية جاءت غاية في الإتقان ووجدت نجاحا ورواجا كبيرين . ثم دخل السوق المزيد من المؤسسات مثل ورده ومسايا وسواهما و قد أقيمت حملات لتعريف الناس بالانتاج والتذوق مما ساعد على تحقيق المزيد من الرواج والنجاح للنبيذ اللبناني.

ويؤكد غسطين ان الويسكي كانت تشكل منافسة للنبيذ اللبناني لكن بعد ذلك حدثت نهضه فعلية للنبيذ وهي مستمرة حتى اليوم . ينتج لبنان حاليا حوالي ١٠ مليون زجاجة نبيذ يتم تصدير ٣٥%منها إلى حوالي ٣٠ او ٤٠بلدا حول العالم .

لقد كانت فرنسا اول بلد يتم التصدير اليه حيث اهتمت مؤسسة شاتو موزار في بداية الثمانينات بالتصدير إلى الخارج بينما اهتمت كفريا وكسارة بالتوزيع في لبنان. حتى اليوم تتمتع شاتو موزار بسمعة جيدة في أوروبا الغربيه وانكلترا . أن لبنان اليوم معروف بتصدير النبيذ الجيد والاحجار الكريمة. أن تجارة النبيذ لا تساوي أكثر من ٧٠ او ٨٠مليون دولار لكن سمعة نبيذنا سمعة ممتازة لا تضاهى . هذا دفعنا لإنشاء المعهد الوطني للكرمة والنبيذ وهو مؤسسة خاصة ذو منفعة عامة ويشكل شراكة بين القطاعين العام والخاص ويتألف مجلس إدارته من ستة ممثلين عن القطاع الخاص خمسة منهم يمثلون منتجي النبيذ وواحد يمثل منتجي الكرمة المعدة لإنتاج النبيذ مع ثلاثة ممثلين عن الإدارات المعنية من القطاع العام وهي الزراعه والصناعة والاقتصاد . اما مجلس الإدارة فهو منتخب كل ثلاث سنوات وقد سبق وكنت عضوا في مجلس الإدارة وستجرى انتخابات جديدة خلال العام الجاري. الجدير ذكره أيضا أن كل شركة منتجة ملزمة بأن تكون عضوة فيه حسب المرسوم الذي صدر بهذا الخصوص.اما الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ فهو نوع من نقابة خاصة بصناعة النبيذ.

بماذا يتميز نبيذ لبنان؟

يتمتع لبنان بالمناخ والتربة المثاليين لزراعة العنب وصناعة النبيذ . توجد الشمس على مدار العام كما أن الكرمة في لبنان لا تصاب بالامراض التي تصيب كروم أوروبا بالإضافة إلى أن طقسنا جيد ولا يعرف التقلبات المناخية الحادة، أن منتجي النبيذ لا يفكرون أيضا بالكمية إنما جل مبتغاهم هو النوعية وهذا أمر مهم جدا . أيضا اسعار نبيذنا هي اسعار مقبولة وليست مرتفعة . لقد انتقد البعض نبيذنا بأنه يسبب ألما بالرأس لكن هذا غير صحيح. كل عام تصدر في لبنان لائحة بأسماء الدول التي نصدر إليها النبيذ وهي ٣٥دولة تقريبا. أما سعر النبيذ المصدر إلى الخارج حسب الفواتير فيتراوح بين ٥،٥ و٦دولار للزجاجة بينما سعر النبيذ في الخار ج هو أعلى بحوالي خمس مرات .

 
Google Brain Co-Founder Andrew Ng, Recommends: Read These 5 Books And Turn Your Life AroundBlinkist: Andrew Ng's Reading List 
 
 
 
She Was Everyone's Dream Girl In 90's, This Is Her RecentlyOne Daily 
 
 
 
 
لماذا انتقل الأهتمام بصناعة النبيذ من وزارة الزراعة إلى الصناعة ؟ لا لم ينتقل إنما حدث نوع من الصراع وخلاف ما بين الوزارتين على هذا الموضوع. لكن الحقيقة أن قانون صناعة النبيذ قد صدر في العام ٢٠٠٠ تحت رقم ٢١٦ بتاريخ 31/8/2000 وهو الساري حتى الآن. لكل من وزارة الصناعة ووزارة الزراعة ووزارة الإقتصاد دورها والقانون يحدد حرفيا صلاحية كل واحدة منها وهو واضح جدا بهذا الخصوص . من المعروف أيضا في كل دول العالم أن النبيذ يتبع وزارة الزراعة.

ان تعدد جولات الحروب أجل ككل شيء في البلاد يتأثر بالاوضاع الموجودة رغم أن النبيذ ليس مادة حيوية وبامكاننا العيش بدونه . لكن النبيذ في الحقيقة لم ينقطع ابدا وبقي يزين المائدة رغم كل الظروف التي مرت بها البلاد .

. لقد استعانت شركة كسارة بشركة عالمية لتعليم صناعة النبيذ واعطاء شهادة معترف بها عالميا يتعلم حرفة النبيذ ضمن أربع درجات ،الأولى وهي النظر ثم الشم ثم التذوق والدرجة الرابعه والاخيرة هي الاحتراف. بالمختصر يدرس المرء أنواع النبيذ وكيفية استعماله .أيضا يستطيع التفريق ما بين النبيذ المعتق ولونه بصلي اما النبيذ الجديد فلونه بنفسجي .

لماذا النبيذ المعتق أغلى سعرا؟

لأن سعر البرميل الذي يعتق له هو حوالي ٦٠٠يورو بشكل مبدئي ويتم تعتيق النبيذ لمدة ستة أشهر او ١٢شهرا او ٢٤ شهرا . يستعمل هنا العنب اللبناني العبيدي والمراوح .

ويتابع غسطين :

 عندما استلمت كسارة في العام ١٩٨٠ سألت اذا كان يوجد قانون للنبيذ وقد قالوا لي في الوزارات الثلاث الزراعة والصناعة والاقتصاد بأنه لا يوجد قانون بذلك إنما يوجد قانون خاص بالعرق وضعه الفرنسيون ايام الانتداب وبالتحديد في العام ١٩٣٧ . لقد استمريت في البحث إلى أن وجدت قانونا خاصا بالنبيذ وضعه الفرنسيون في العام ١٩٣٨. لقد قمت بتنقيحه مجددا وترجمته إذ من الضروري وجود قانون والا لا نستطيع التصدير إلى أوروبا واميركا . لقد عرضت القانون على وزير الإقتصاد يومها المرحوم باسل فليحان وارسلناه بعدها مع ترجمته الفرنسية الى الاتحاد الأوروبي الذي وافق عليه . أما قانون المعهد اللبناني للكرمة والنبيذ فقد صدر بعد سنوات وتم تعديله ثلاث مرات آخرها في العام ٢٠١٩ وتم فيه إلزامية الانتساب .