ويضم الوفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط والحالي تيمور جنبلاط الذي يرأس "اللقاء الديمقراطي النيابي" وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى ومستشارين في المجلس المذهبي الدرزي ومسؤولين في الحزب الاشتراكي.
وهذه الزيارة هي الاولى لوفد لبناني على المستوى السياسي والديني بعد اسبوعين على انهيار النظام السابق وهي لها مدلولاتها السياسية والعلاقة الجديدة بين لبنان وسوريا كما لعلاقة طائفة الموحدين مع النظام الجديد في سوريا والتي لها حضور وازن فيها وهي من صناع تحررها من الاستعمار الفرنسي بقيادة سلطان باشا الاطرش الذي كان احد رموز "الثورة السورية الكبرى" التي ضمت كل مكونات المجتمع السوري وما زال الدروز في لبنان وسوريا على هذا النهج في ان يكونوا شركاء في الدولة.
وبادر جنبلاط باكرا الى الزيارة لاسباب شخصية وقد تكون ثأرية لان النظام السوري في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد اغتال والده فسامح وليد ولم ينس كما اعلن هو نفسه بعد توتر علاقاته مع النظام السوري برئاسة بشار الذي ومع اندلاع الثورة في سوريا صرح بانه "ينتظر جثة عدوه على ضفة "النهر" وها هو يذهب الى دمشق وعدوه لم يعد في قصر المهاجرين بل جلس مكانه الشرع الذي سيلتقيه جنبلاط مع الوفد المرافق للاعلان عن مواقف حول العلاقة اللبنانية – السورية كما دور الدروز في سوريا والمنطقة.
وستكون لكل من جنبلاط الاب وشيخ العقل ابي المنى والشرع كلمات في المناسبة وفق مصادر مطلعة على الزيارة التي تأتي وفي وقت يجري الترويج للمشروع الاسرائيلي حول "حماية الاقليات" كما اعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو واقامة "دولة درزية" على الحدود مع فلسطين المحتلة تشكل "الحزام الامني" للكيان الصهيوني مع توسيع الاحتلال الاسرائيلي لمساحة كبيرة تضم كل جبل الشيخ والقنيطرة وريفها وصولا الى درعا وحوض اليرموك.
وسيسلم جنبلاط للشرع مذكرة تتضمن بنودا لعلاقات صحية بين لبنان وسوريا غير تلك التي حصلت مع النظام السابق وتركز على الشوائب والثغرات التي ظهرت بعد توقيع معاهدة التعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا في اثناء عهد الرئيس الياس الهراوي والرئيس حافظ الاسد عام 1994 واقرت في مجلس النواب اللبناني ومجلس الشعب السوري وخرج منها المجلس الاعلى اللبناني – السوري تطبيقا لما ورد في اتفاق الطائف باقامة علاقات مميزة بين البلدين فيطالب جنبلاط في مذكرته بالغاء هذا المجلس واعادة النظر في المعاهدة ودراسة الاشكالات التي نتجت عنها.
وسيؤكد الوفد الدرزي السياسي والديني على اهمية العلاقة بين الدولتين وهذا ما سيشدد عليه شيخ العقل ابي المنة في الكلمة التي سيلقيها ويؤكد على ان الموحدين الدروز في لبنان وسوريا هم مع الدولة التي عليها ان تحترم حقوقهم ايضا فهم ليسوا اصحاب مشاريع طائفية وهذا ما يثبته تاريخهم وفق ما تكشف مصادر في مشيخة العقل في بيروت والتي ذهب وفد منها امس الاول باسم الشيخ ابي المنى والذي مثله القاضي في المحكمة المذهبية الدرزية الشيخ غاندي مكارم والتقى بمشايخ العقل الثلاثة في جبل العرب ومرجعيات روحية وفعاليات وكان تأكيد من الجميع على تمسكهم بالدولة السورية العادلة وعلى انتمائهم العربي وانتسابهم الى الدين الاسلامي فكشفت مصادر شاركت في الوفد مع الشيخ مكارم ان الجميع توافقوا على ان الدروز في كل تاريخهم الحديث والقديم لم يكونوا الا مع بيئتهم العربية ومحيطهم الاسلامي.
وكان اللقاء الذي حصل في بلدة حضر بريف القنيطرة والذي انبرى فيه احد المشايخ ليعلن ان الدروز يطالبون بانضمامهم الى اسرائيل محط استنكار وادانة من كل المراجع الروحية في سوريا التي اصدرت بيانا رفضت مزاعم الشيخ الذي يمثل نفسه فقط وهو كان ينتمي الى حزب البعث ويؤيد النظام السابق وفق ما كشفت المعلومات عنه والتي تؤكد بأن ما صدر عن الشرع من تطمينات للاقليات والحفاظ على التنوع الديني والتعدد الطائفي هو ما شكل حالة اطمئنان لدى الدروز الذين لهم تجارب سيئة مع "جبهة النصرة" و"داعش" في جبل السماق بمحافظة ادلب لكن الجولاني الذي يبدو انه تحول من "الاسلام المتطرف" الى "المعتدل" يقدم خطابا جامعا وهذا ما سيقوله للوفد الذي سيلتقيه اليوم والذي ما زال تحت الاختبار الدولي والاقليمي والسوري.
ان زيارة جنبلاط على رأس وفد سياسي ومشاركة دينية هي عنوان للعلاقة الجديدة مع سوريا من موقعه السياسي للدولة في لبنان وليس الرسمي.