بعد الانفجار الذي هز بيروت منذ أكثر من أسبوعين، كتبت الزميلة ليلى عقيقي نصا عنوانه "انت بطل"، حملت من خلاله حزن الناس وألمهم على الأحداث الأخيرة.
وسجلت عقيقي النص بصوتها في استوديوهات اذاعة "صوت كل لبنان"، بمتابعة الزميل مهندس الصوت كريم بو جبرايل، ورافقها بالعزف الشاب الموهوب شربل حنا على آلة الكلارينيت، وعمل الزميل ماريو فركوح على التوليف.
النص الكامل: "
مش من هلأ لاء! من ساعة يلي بتخلق ببلشوا يضحكوا عليك! من أول لقب بحملوك ياه! من أول فشخة بتمشيها هني وعم بزأفولك بقولولك يا بطل!
وبيرجعوا بيسألوك مين البطل؟ وانت وبعدك عم تتهدا لتمشي بتقلن أنا وبتضحك! ليش عم تضحك يا معتر؟ منك عارف شو ناطرك يا بطل؟
ناطرك ذل وخسارة وفقر وشنق طموح واعدام أحلام وتشرد وانفجارات وحروب وطائفية وسرقة وتهريب ووسايط ومحسوبيات ورشاوى وتجارة واتجار بالكرامات... عندك معركة كبيرة بدك تفوت فيها... مش معركة وطنية لاء! معركة هوية لأن ما فيك تكون لبناني اذا ما كنت كل هول وأكثر!
اذا ما خلقت وبنيتك الاستشهاد كرمال طمعهن يعني منك لبناني! اذا ما تعلمت السواقة بين الجور بأيا حق بدك تحمل دفتر السواقة؟ اذا ما توقعت توعا كل يوم الصبح انت ومنك أكيد انك رح تسرب عالبيت يعني ضروري تهاجر! ما انت بطل شو نسيت يعني؟
انت البطل يلي خلوا يدرس بس ما خلوا يشتغل... انت البطل يلي علموا يحب بس ما خلوا يعمل عرس... ويلي خلوا يحلم بعيلة بس ما تركولوا مصاري ليشتري بيت... انت ذاتوا هيدا البطل يلي علموا عالطائفية ولما وقعت بيروت على راسو تبخرت الطوايف واجت دول من برا تمننو بكمشة مساعدات حتى تقدر تحكمو وتتحكم فيه!
ولك ما تركولك شي... لا أحلام ولا طموح ولا مستقبل ولا عيلة ولا بيت... قشطوك كل شي وانت سكتت... باسم الأحزاب والأديان والشهداء يلي قتلوهن بحجة الحرب سكتت! طيب الشهدا يلي ماتوا بانفجار المرفأ هول بأي حجة قتلوهن يا بطل؟ عندك جواب؟
ولك قشطوك حتى فرصة انك تهرب وبردو ما طلع بايدك شي...
بس بتعرف شغلي؟ انت عنجد بطل! لأن من انت وصغير مثل بيروت بتوقع وبترجع بتقوم بتنفض عن حالك غبرة الوجع والانكسار وبتكفي!
انت بطل لأن جبروك توقع وانت علمت حالك توقف وتساعد خيك يوقف معك!
من بعد ما رقصت النعوش البيضاء بهالعاصمة المدمرة ما بقيت ببيتك تتفرج! حملت المكنسة ونزلت... نزلت تشيل جية زعماء قتلوا ولادن...
انت بطل لأنك مثل الولد اليتيم يلي عارف انو ما في حدا يساعدو حتى يقوم فتعلم يقوى على وجعو ويكفي...
انت بطل لأنك بعدك بتوعى وفي بوجك بسمة أمل وصلاة ملياني رجاء
انت بطل لأنك رغم الدمار يلي غزي قلبك لما انفجرت بيروت... رحت تمسح دموع ام ما لقيولها الا شقفي من ابنها تحطا بتابوت!
شفتن هول الأحزاب يلي لاحقهم هالشعب؟ خلي حدا من هالزعماء يلاقي شقف الضحايا ويقطبهن ويردلهن الروح بيقدر؟ أكيد لاء! لأن هوي مش بطل... بعكسك!
انت بلشت تقطب جروح بيروت بركي بترجع تشبه العاصمي!
ما انت وانا وكلنا هيك... من أول كم فشخة مشيناهن قالولنا انتو أبطال... حملونا شعلة ثقيلة ونارا بتكوي وبتحرق وبتقوي... حملوك ياها حتى تصير مثل بيروت... مثل طائر الفينيق بتنتفض من تحت الرماد وبترجع بتعيّش كل شي مات حولك وبقلبك!
كان معك حق لما سألوك مين البطل انت وصغير وقلتلن أنا... أكيد انت البطل ما انت لبناني!"