مصر.. هل يثني قانون اللجوء المهاجرين عن ركوب قوارب الموت؟
مصر.. هل يثني قانون اللجوء المهاجرين عن ركوب قوارب الموت؟

دولية وإقليمية - Wednesday, December 4, 2024 1:57:00 PM

دويتشه فيله  

قريبًا لن يسجل طالبو اللجوء في  مصر في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كما هو الوضع حاليًا، بل إن القانون الجديد الذي صادق عليه البرلمان يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يضع إطارًا شاملًا ينظم أوضاع اللاجئين، ويحدد حقوقهم والتزاماتهم بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر.

 وينص القانون الذي تمت الموافقة عليه بصورة نهائية على إنشاء لجنة دائمة لشؤون اللاجئين تتمتع بالشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس مجلس الوزراء، لتكون الجهة المعنية بجميع شؤون اللاجئين، بما في ذلك وفي حالة دخول البلاد بطريقة غير مشروعة، يتوجب على طالب اللجوء تقديم طلبه للجنة المختصة خلال 45 يومًا لتجنب عقوبات تشمل الحبس والغرامة.

يشمل القانون الجديد السودانيين والسوريين وغيرهم من الجنسيات، وإن كان لا يشمل جميع السوريين بحسب المحامي المصري المختص بشؤون الهجرة أشرف روكسي الذي شرح لـ"مهاجر نيوز" بأن "السوريين وضعهم مختلف، وهم ينطبق عليهم ما يسمى بـ"ظروف اللاجئ"، ويقال لدينا مليون سوري لكن المسجلين 159 ألف أي 15-16% من السوريين في مصر، الباقي لا يحتاجون صفة لجوء لأن لديهم عمل، ولا هم بحاجة للمساعدة الزهيدة من المفوضية، التي تصل لـ 50 دولار".

ويلفت روكسي إلى أن العديد من السوريين "لم يسجلوا أنفسهم كلاجئين لعدم تمكنهم من السفر، لأنه قبل  القانون لم يكن بإمكان اللاجئين مغادرة البلاد، وإذا أرادوا المغادرة ولو لفترة قصيرة عليهم إغلاق ملفهم وحتى هذا يتطلب شهرين من الوقت".

كيف نظم القانون اللجوء؟

ووفقًا لتشريع القانون، يُقدم طلب اللجوء إلى اللجنة المختصة من طالب اللجوء أو من يُمثله قانوناً، وتفصل اللجنة في الطلب خلال ستة أشهر لمن دخل إلى البلاد بطريق مشروع، وخلال سنة بحد أقصى لمن دخل البلاد بغير طريق مشروع، مع وضع الاعتبارات الإنسانية في الحسبان، بحيث تكون الأولوية في الدراسة والفحص للأشخاص ذوي الإعاقة أو المسنين أو النساء الحوامل أو الأطفال غير المصحوبين أو ضحايا الاتجار بالبشر والتعذيب والعنف الجنسي.

كما تضمن مشروع القانون مجموعة من الحقوق للاجئين، من بينها الحصول على وثيقة سفر، والحماية من الترحيل إلى بلدهم الأصلي، وحرية الاعتقاد الديني وممارسة الشعائر، والتمتع بحقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى الحق في العمل والتعليم الأساسي والرعاية الصحية. ويتيح القانون أولوية النظر في طلبات اللجوء للفئات الأكثر احتياجًا، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال غير المصحوبين والنساء الحوامل.

 ويفرض القانون على اللاجئين الالتزام بالدستور والقوانين المصرية واحترام تقاليد المجتمع، مع حظر أي أنشطة تهدد الأمن القومي أو النظام العام، أو المشاركة في أنشطة سياسية أو حزبية. ونص على إسقاط وصف اللاجئ وإبعاده عن البلاد إذا ثبت اكتسابه بناءً على غش أو ارتكابه أفعال تهدد الأمن القومي.

لكن هذه البنود لم تنل رضا العديد من المصريين الذين اعتبروا القانون مثيرًا للجدل، وبرأي المحامي أشرف روكسي في حديثه لـ"مهاجر نيوز" فإن "القانون اعتبر مثير للجدل، بدوافع مرتبطة بمخاوف مزاحمة  اللاجئين للمصريين في سوق العمل وفي التعليم وفي الصحة وفي الخدمات فهذا ما يثير الجدل، والبعض يعتقد أن الالتزام بمساعدة اللاجئين هو منحة من الدولة وليس التزام قانوني دولي، وهو التزام على كل دولة عضو بالأمم المتحدة".

بينما يضيف إبراهيم الصحفي السوداني المقيم بمصر بأن أكثر ما يخشاه المصريون هو موضوع التجنيس، إذ كانت هناك أقاويل حول أن اللاجئ يمكن أن يحصل على الجنسية المصرية، وهذا مثير للقلق بالنسبة للمصريين، ويتابع لـ"مهاجر نيوز": "مصر بلد كبير ولديه عدد كبير من السكان، أغلب الناس تعاني من نقص فرص العمل وسوء الأوضاع، ووجود السودانيين أثّر عليهم بزيادة الأسعار، وتزامن هذا مع قلة القدرة الشرائية للناس، لذلك فالخوف طبيعي".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني