موقع الدفاع العربي
أدلى عضو في مجموعة فاغنر الروسية بتصريحات تهدد باستعادة ألاسكا، مما يكرر الخطاب الذي ظهر في الدوائر السياسية الروسية في السنوات الأخيرة.
وقال أليكسي بيريزوتسكي، أحد ضباط مجموعة فاغنر، على وسائل التواصل الاجتماعي: “ألاسكا، سنعود إليك بالتأكيد، روسيا!”، وشارك صورًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تُظهر مظليين روسًا يهبطون على شواطئ ألاسكا.
سرعان ما اكتسبت التغريدة انتشارًا واسعًا، حيث جمعت أكثر من 14 مليون مشاهدة على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بإيلون ماسك، “إكس”.
ورغم أن الادعاء قد يبدو غير معقول، إلا أنه يسلط الضوء على رواية مستمرة يدفع بها بعض الفصائل داخل روسيا، بما في ذلك المسؤولون في الدوما الروسية. ففي يونيو 2022، حذر فياتشيسلاف فولودين، رئيس الدوما الروسية، الولايات المتحدة من ضرورة تذكر مطالب روسيا التاريخية على ألاسكا.
وقال فولودين: “يجب على أمريكا أن تتذكر دائمًا: هناك جزء من أراضيها كان ينتمي إلى روسيا – ألاسكا”.
تم بيع ألاسكا للولايات المتحدة من قبل روسيا في عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، وهو ما تم توثيقه في معاهدة التنازل.
ورغم أن هذه القضية تُعتبر جزءًا من التاريخ المستقر، فإن الخطاب الروسي الأخير قد أعاد إحياء الانتباه إلى هذه المسألة. في يناير 2024، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا لتخصيص أموال للتحقيق وتسجيل الممتلكات الروسية في الخارج، بما في ذلك الأراضي التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي. ورغم أن ألاسكا لم تُذكر تحديدًا، فقد استغل المدونون العسكريون هذا المرسوم، زاعمين أنه يستهدف إلغاء بيع ألاسكا في عام 1867.
وقد تجاهلت الحكومة الأمريكية مثل هذه التصريحات باعتبارها غير جادة. وعندما تم الاستفسار عن الأمر، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، هذه التهديدات بشكل قاطع.
وقال باتيل خلال مؤتمر صحفي: “أعتقد أنني يمكنني التحدث باسمنا جميعًا في الحكومة الأمريكية وأقول إنه (بوتين) بالتأكيد لن يحصل على ألاسكا مجددًا”، مما دفع الحضور للضحك.
ورد الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بشكل ساخر على تجاهل الولايات المتحدة. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: “وفقًا لممثل وزارة الخارجية، فإن روسيا لن تستعيد ألاسكا التي باعتها في القرن التاسع عشر. حسنًا، سننتظر عودتها في أي وقت الآن. الحرب أصبحت الآن لا مفر منها”. وأضاف في نهاية البيان رمزًا تعبيريًا لابتسامة.
وقد أثار تهديدا بيريزوتسكي ومدفيديف القلق بشأن استخدام الخطاب لأغراض سياسية داخلية. ويشير المحللون إلى أن مثل هذه التصريحات، رغم أنها غير قابلة للتصديق كتهديدات عسكرية، تلعب دورًا في تعزيز المشاعر القومية في روسيا في ظل التوترات المستمرة مع الغرب.