الشرق
بعد نحو 14 عاماً من الحرب الأهلية في سوريا، رحلت عائلة الأسد بعد عقود قضتها في سدة الحكم، ليصبح مستقبل سوريا هو السؤال الأبرز حالياً، لكن الأنظار تتجه حالياً نحو الجيش السوري الذي ساهم طوال عقود على تثبيت حكم النظام.
وبعد ساعات من انتهاء حكم الأسد في سوريا، شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على سوريا، استناداً إلى معلومات استخباراتية هدفها تدمير قدرات القوات المسلحة السورية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على "تقليص المخزونات الكبيرة من الذخيرة التي يملكها الجيش السوري". وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلية، بأن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من 150 غارة جوية على مواقع تابعة للجيش السوري، وأضافت أن الأهداف التي تم استهدافها في سوريا تشمل دبابات وطائرات ومروحيات للجيش السوري.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلية، إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تستخدم قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات، في موجات متتالية من الهجمات.
وأفاد رئيس حكومة النظام السوري السابق محمد الجلالي لـ"الشرق"، الاثنين، بأن إدارة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة المسلحة تتجه إلى "تأسيس جيش وطني جديد".
تحولات وهيكل الجيش السوري
وشهد الجيش السوري على مدار العقدين الماضيين عدة تحولات وهيكلة في قدراته، نظراً لتأثره بعدة عوامل أبرزها الحرب الأهلية والعقوبات الدولية.
وقال مركز "المجلس الأطلسي" Atlantic Council البحثي في واشنطن إنه على مدار الحرب الأهلية في سوريا، كان الجيش فعالاً في ضمان بقاء نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سدة الحكم، ليس بسبب أدائه في ساحة المعركة، لكن بسبب ولائه المستمر.
وحافظت القوات المسلحة السورية على ولائها المؤسسي، فمنذ أن تولت عائلة الأسد السلطة في سبعينيات القرن العشرين، خضع الجيش لتحولات هيكلية، من خلال آليات السيطرة وموقف مهيمن للأقلية العلوية، ضمن الولاء للقوة ودعم الدور المركزي للجيش في استدامة النظام، وفقاً للمركز.
ولإعادة ترتيب الجيش بما يتناسب مع أهداف نظامه، عمل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على توسيع حجمه بشكل كبير.
ونما العدد الإجمالي للأفراد المسلحين بنحو 162% خلال السنوات العشر الأولى من حكمه، وبنحو 264% عند وفاته عام 2000، بحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأدرك حافظ ومن بعده ابنه بشار التأثير الذي قد يخلفه التنوع العرقي في الجيش على الولاء بين صفوفه للنظام. ونتيجة لهذا، كان عدد العلويين في القوات المسلحة والقطاعات الأمنية الباقية غير متناسب مع أعداد باقي الطوائف والأعراق.
ومع ترسيخ نظام الأسد لسلطته، أصبحت المهمة الرئيسية للجيش واضحة، وهي تأمين استمرارية النظام فوق كل اعتبارات الدفاع الوطني والأمن، بحسب Atlantic Council.
تمويل أجنبي
وللتكيف مع ديناميكيات الصراع المتطورة، ظهرت مجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة غير المنظمة والقوات شبه العسكرية ذات مصادر التمويل المختلفة، خاصة بعد عام 2013 مع المرسوم التشريعي 55، لتكملة الجيش السوري.
وفي حين تم إضفاء الطابع المؤسسي على بعض تلك الجماعات المسلحة، مثل قوات الدفاع الوطني في الجيش النظامي كقوة مساعدة، فإن العديد من الجماعات المسلحة الموالية للنظام لا تزال في منطقة قانونية وعملياتية رمادية لكنها تعتمد على الشكل الذي سيبدو عليه الهيكل بعد الحرب.
وتتلقى بعض تلك الجماعات تمويلاً من رجال أعمال موالين للنظام، بينما يتم تمويل البعض الآخر حصرياً من قبل جهات أجنبية، مثل إيران وروسيا، وفقاً لـAtlantic Council.
ومع تولي بعض هذه الجماعات المسلحة أدواراً أمنية مختلفة، أصبحت عملية التجنيد تقوم على أسس إقليمية ودينية وأيديولوجية، مما قد يشير إلى توسع دائرة الولاء، فضلاً عن عدم التماسك الأمني والدفاعي.
وفرض هذا الهيكل الهجين لقطاع الأمن السوري اللامركزية على عملية صنع القرار العسكري في نظام كان لفترة طويلة شديد المركزية.
وتتمتع الجماعات المسلحة الموالية للنظام بنفوذ للتأثير على قرارات الدفاع الرئيسية، بما في ذلك توزيع الموارد والتعبئة والنشر. وتم الإبلاغ عن اشتباكات بين هذه الجماعات المسلحة طوال الصراع السوري، وعبر خطوط المواجهة المختلفة.
ومن ناحية أخرى، استثمرت روسيا وإيران حصصاً كبيرة في الجيش السوري، وقطاع الأمن الأوسع، حيث كانتا تمارسان نفوذاً كبيراً على الجيش.
محاولات التطوير
وظل تطوير الجيش أولوية قصوى للحكومة السورية وحلفائها خلال الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عاماً.
وقال معهد "كارنيجي" للشرق الأوسط إن الحالة السيئة التي وصلت لها القوات المسلحة السورية كانت نتيجة لخطوات متسرعة ومرتجلة خلال الحرب من أجل البقاء.
وفي عام 2015، عند التخطيط للتدخل في الحرب الأهلية السورية، توقع القادة السياسيون الروس تحقيق نصر سريع، معتقدين أنه بدعم من القوات الجوية الروسية، سيتمكن الجيش السوري والقوات المساعدة الموالية للحكومة من قلب الموازين بسرعة واستعادة أراضي البلاد.
وتوقع القادة الروس أن تستمر العملية بأكملها من 3 إلى 4 أشهر فقط، ولم يتم وضع أي خطط في البداية لتحديث الجيش السوري على نطاق واسع.
ومثل القوى الخارجية الأخرى المشاركة في سوريا، أدركت روسيا بسرعة أن الضربات الجوية وحدها لم تكن كافية للنجاح على الأرض.
وقال القائد الأول الأسبق للقوات العسكرية الروسية في سوريا، ألكسندر دفورنيكوف، إنه بحلول صيف عام 2015، استنفدت القوات المسلحة السورية نفسها تماماً، وانخفضت معنويات الأفراد، وتدهور سلك الضباط، وأظهرت القوات المسلحة كفاءة منخفضة للغاية في القيادة والسيطرة.
ولم تعلن القيادة العسكرية والسياسية الروسية رسمياً عن خطط للتطوير المستقبلي للجيش السوري، لكن موسكو بدأت المشاركة في تحسينه حتى قبل دخولها الحرب في سبتمبر 2015. وبعد بدء التدخل الرسمي، نمت هذه الجهود بشكل كبير في الحجم.
الفيلق الرابع
وكانت أول محاولة روسية لتحديث القوات السورية إنشاء الفيلق الرابع للهجوم، والذي بدأ قبل وقت قصير من بدء عملية القوات الجوية الروسية في سبتمبر 2015.
وعملت وزارة الدفاع الروسية على تشكيل مزيج متنوع من فرقة المشاة الثانية، ولواء الحرس الجمهوري 103، ولواء الهجوم الأول، والفوج 48، والفوج 53 للأغراض الخاصة، وكتيبة مشاة البحرية أصبح جزءاً من التشكيل الجديد تحت سيطرة مقر جديد في اللاذقية.
كما تم تضمين وحدات جديدة تم إنشاؤها من جنود غير نظاميين ومجندين من قوات الدفاع الوطني من اللاذقية. واحتوى الفيلق الرابع على أكثر من 20 مجموعة هجومية منفصلة تضم كل منها حوالي 100 جندي. وبالتالي، أصبح "الفيلق" بأكمله لا يتجاوز ألفي مقاتل.
كما ساعدت روسيا في إصلاح المعدات العسكرية الثقيلة للفيلق الرابع، بما في ذلك الدبابات وناقلات الجنود المدرعة. كما تلقى المجندون تدريباً قتالياً سريعاً وأساسياً من المستشارين العسكريين الروس.
ومع ذلك، لم يكن هناك استثمار روسي كبير في هذا الفيلق، خاصة في المعدات الصغيرة الحجم. وبدأت أول عملية هجومية للفيلق الرابع في 8 أكتوبر 2015، بعد أسبوع واحد فقط من بدء التدخل الروسي.
وتم إرسال مجموعات هجومية إلى سهل الغاب ومنطقة اللاذقية الجبلية لإزالة التهديد للمحافظة والقاعدة الجوية الروسية هناك.
ودعمت الضربات الجوية الروسية المكثفة وهجمات الصواريخ المجنحة هجوم الفيلق. واستغرقت عملية استعادة المنطقة الجبلية في محافظة اللاذقية 6 أشهر، في حين لم تسيطر دمشق بعد على سهل الغاب.
ورغم أن عملية الغاب-اللاذقية لم تحقق نجاحاً كاملاً، إلا أن بعض الخبرة المكتسبة من التعاون العسكري بين روسيا وسوريا انتشرت بسرعة إلى أجزاء أخرى من البلاد.
وتعترف وزارة الدفاع الروسية بأن المستشارين الروس لعبوا في بعض الأحيان دوراً أكثر نشاطاً مما خططت له، فبعد وفاة قائد اللواء 124 من الحرس الجمهوري في مايو 2017، كانت الوحدة تديرها فعلياً مستشارة روسية لمدة أسبوع، حتى تم إرسال بديل سوري.
وقدرت روسيا أن إعادة التنظيم على أساس الوحدات القائمة باستثمارات ضئيلة لن تكون فعالة، وأن قيمتها القتالية لن تكون كافية.
الفيلق الخامس
ولم تنشأ مشاكل تتعلق بهيكل القيادة والسيطرة فحسب، بل أيضاً بدوافع القوات وتدريبها وفعاليتها القتالية، ولذلك قررت روسيا أن تنفق قدراً أعظم كثيراً من الاهتمام والموارد على إنشاء فيلق هجومي خامس جديد للمتطوعين، والمعروف أيضاً في سوريا باسم الفيلق الخامس.
بدأت محاولة أكثر طموحاً لإنشاء وحدة قتالية جديدة للجيش السوري، في نوفمبر 2016. ورغم أن الهجوم على شرق حلب انتهى بنجاح بحلول ذلك الوقت، فكان من الواضح للقيادة الروسية أن القوات الموالية للحكومة القائمة، النظامية وغير النظامية على حد سواء، لا تزال غير فعالة للغاية.
وتألف الفيلق الخامس الجديد بالكامل من المتطوعين، لتجنب التحديات التي يواجهها المجندون من الفرار وعدم كفاية الدافع.
وتقاضى المقاتلون 200 إلى 300 دولار أميركي شهرياً، وهو راتب جذاب للغاية في سوريا التي مزقتها الحرب. وتلقى الأفراد تدريباً أساسياً من مدربين روس، فضلاً عن تدريب تكتيكي أطول وأكثر شمولاً.
ونظراً لنقص الموارد البشرية، أصبح تكوين الفيلق الخامس مختلطاً، حيث جمع وحدات من أصول وأصحاب دوافع مختلفة، معظمها وحدات غير نظامية سابقة خارج هيكل القيادة العسكرية، مثل قوات الدفاع الوطني أو كتائب البعث.
وجرى تشكيل وحدات إضافية من خلال تجنيد متطوعين جدد وقدامى المحاربين المسرحين. وتم إنشاء مراكز تجنيد مخصصة للفيلق الخامس في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في دمشق وحمص وحماة وحلب وطرطوس واللاذقية والسويداء.
وفي عام 2018 تم تجنيد المتمردين السابقين من محافظة درعا أيضاً في الفيلق الخامس. ولم يقدم الجيش الروسي المشورة للقادة السوريين فحسب، بل كان أيضاً في القيادة الكاملة للفيلق الجديد على المستويات العملياتية والتكتيكية، وهو ما كان ضرورياً لكسر مشكلة هيكل القيادة والسيطرة السوري "الفاسد"، بحسب معهد "كارنيجي".
ومع اكتساب الأفراد السوريين المزيد من الخبرة القتالية، بات المستشارون الروس أقل سيطرة على الفيلق الخامس.
وبالإضافة إلى دبابات T-62M القديمة، تلقت وحدات الفيلق الخامس المختارة دبابات T-72B3 ودبابات T-90A المطورة، والتي يشتريها الجيش الروسي حتى اليوم.
ويتم تجهيز الجماعات المسلحة والوحدات غير النظامية التي تم إنشاؤها حديثاً، بما في ذلك تلك الموجودة في الفيلق الخامس، بمدافع رشاشة وشاحنات صغيرة مثبتة بمدافع أوتوماتيكية.
وتشمل المدفعية المرفقة قاذفات صواريخ متعددة مثبتة على نفس هيكل السيارة. ومثل هذه التشكيلات أقل بكثير في الفعالية القتالية من المشاة الميكانيكية، لكن بسبب سعرها المنخفض، كانت الخيار الأقل تكلفة لإنشاء وإعادة تشكيل الوحدات العسكرية النظامية المستقبلية.
وقال معهد كارنيجي إنه بالرغم من التسليح والتدريب لقوات للفيلق الخامس ظهرت العديد من التحديات، والقوة الناشئة لا تزال غير منظمة.
وبرغم التحديات، أظهرت النتائج أن مشروع الفيلق الخامس كان أكثر نجاحاً من الفيلق الرابع. واستُخدم الفيلق الخامس لاقتحام تدمر، وفرض السيطرة على الصحراء السورية، وفك الحصار عن دير الزور والاستيلاء على وادي الفرات ودرعا.
وفي مارس 2019، أُرسل الفيلق كاملاً للتحضير للهجوم على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأشادت القيادة العسكرية الروسية بفعالية الفيلق الخامس.
جيش منهك
لم تكن التهديدات الخارجية أولوية لسوريا خلال الحرب الأهلية. كما أنها كانت مكلفة للغاية بالنسبة لبلد مزقته الحرب، بحسب معهد كارنيجي.
ولم تكن هناك طريقة أمام سوريا لاستعادة العدد السابق من الدبابات والمركبات المدرعة والطائرات وأنظمة الدفاع الجوي المتاحة قبل الحرب.
وربما كان مصدرها الوحيد روسيا، لكن لم تكن عمليات التوريد المهمة الوحيدة لأنظمة الدفاع الجوي S-300 سوى رد فعل ظرفي من جانب روسيا على فقدان طائرة استطلاع من طراز IL-200، بسبب نيران صديقة من أسلحة الدفاع الجوي السورية.
ولم تظهر عملية ترميم كاملة أو بناء جدي لقوات الدفاع الجوي في البلاد إلى مستوى قادر على حمايتها بشكل فعال من إسرائيل والولايات المتحدة.
ولم تجر سوريا عمليات شراء وتسليم لطائرات جديدة، سواء كانت ذات أجنحة ثابتة أو دوارة.
وذكر معهد "كارنيجي" أنه لم تكن تجربة توريد الدبابات المتقدمة للقوات السورية ناجحة للغاية، فقد استخدمت الطواقم التي تفتقر إلى التدريب الكافي هذه الدبابات بنفس التكتيكات التي استخدمتها نماذج T-55 وT-72 القديمة دون تأثير كبير على ساحة المعركة.
وكانت المساعدة الروسية في ترميم المركبات المدرعة أمراً حيوياً بالنسبة للمجهود الحربي، وتم نقل أكثر من 1100 طن من قطع الغيار للمركبات المدرعة إلى سوريا.
وساعدت روسيا في إنشاء منشأة لإصلاح وتجديد الدبابات في حمص وورش إصلاح أصغر في جبلة واللاذقية.
وفي الفترة 2015-2017، قاموا بإصلاح 3572 مركبة مدرعة و1244 أخرى في عام 2018. وسمح هذا المستوى العالي من الدعم للقوات البرية في البلاد بالحفاظ على بعض القدرة القتالية المدرعة على مر السنين، على الرغم من "الخسائر الفادحة".
وكانت روسيا سخية أيضاً في توريد أسلحة المشاة الثقيلة، مثل المدافع المضادة للطائرات ZU-23 عيار 23 ملم، والمدافع الرشاشة ذات العيار الكبير، وأنظمة كورنيت المضادة للدبابات، والتي تستخدم أيضاً كأسلحة دعم متعددة الأغراض.
ولعبت الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات دوراً متزايداً في عمل القوات البرية السورية، ومنحتها ميزة تقنية ضرورية على قوات المعارضة.
ووضع موقع Global FirePower الجيش السوري في المرتبة 60 في تصنيف العام الحالي لأقوى جيوش العالم، وهو تقدم طفيف بعدما كان يحتل المرتبة 64 في العام الماضي.
وقال الموقع، المتخصص في رصد القدرات العسكرية على مستوى العالم، إن الجيش السوري لديه نحو 170 ألف عسكري، مشيراً إلى أن إجمالي الطائرات الحربية 452 بينها 271 طائرة لديها جاهزية عمل مباشرة، ومن بينها 101 مقاتلة و16 طائرة مروحية.
القوات الجوية
وتمتلك سوريا ترسانة جوية لا بأس بها، تعتمد في الأغلب على روسيا، في ظل اعتمادها على مقاتلات Mig-25 وSu-24 وMig-29 وطائرات نقل روسية أخرى.
ويتم تصنيع طائرة القاذفة المقاتلة Mig-29K بواسطة شركة RSK MiG وشركة Irkutsk Aircraft Production Association Joint Stock Company.
وتُعرف طائرات Mig-29 باسم Fulcrum الذي يستخدمه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفقاً لموقع AirForce Technology.
وتعتبر مهمة طائرة Mig-29 هي تدمير الأهداف الجوية المعادية ضمن حدود تغطية الرادار وتدمير الأهداف الأرضية باستخدام أسلحة غير موجهة في ظروف الطيران المرئي.
ويمنح شكل الجناح الثابت للطائرة مع امتدادات جذرية كبيرة في الحافة الأمامية للجناح قدرة جيدة على المناورة والتحكم عند السرعات دون الصوتية، بما في ذلك المناورات عند زوايا هجوم عالية.
وتم إطلاق نسخة ذات مقعدين من الطائرة MiG-29M2 عام 2001، وتم عرض نسخة فائقة المناورة من الطائرة MiG-29M OVT، مع فوهات محرك ثلاثية الأبعاد تعمل بنظام توجيه الدفع، بنجاح في معرض "فارنبورو" الجوي الدولي في يوليو 2006.
وتحتوي الفوهة على 3 محركات هيدروليكية مثبتة حول المحرك لصرف الدفع، ويتم تقديم الطائرة للعملاء المحتملين باسم MiG-35.
وتوجد حوالي 1600 طائرة Mig-29 في الخدمة بجميع أنحاء العالم، وحوالي 600 طائرة Mig-29 ومتغيرات منها في الخدمة مع القوات الجوية الروسية.
وتخدم المقاتلة أيضاً لدى القوات الجوية في سوريا والجزائر والسودان واليمن وإيران، وألمانيا وبولندا وأوكرانيا وبلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا وصربيا، وبيلاروس وكازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان، والهند وبنجلاديش وماليزيا وميانمار وكوريا الشمالية، وبيرو وكوبا وإريتريا.
وبدأت القوات الجوية الروسية برنامج تحديث 150 من مقاتلاتها من طراز Mig-29، والتي تحمل اسم MiG-29SMT.
وتتضمن عملية التطوير زيادة المدى والحمولات، وكابينة قيادة زجاجية جديدة، وأنظمة تحكم رقمية، وإلكترونيات طيران جديدة، ورادارات محسنة، ونظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء من نوع KOLS (IRST)، ومسبار للتزود بالوقود أثناء الطيران.
ويعتبر الرادار المحسن Phazotron Zhuk-ME قادر على تتبع 10 أهداف إلى مدى أقصى يبلغ 245 كيلومتراً.
وتم تحديث 12 طائرة Mig-29 تابعة للقوات الجوية اليمنية إلى مستوى SMT، وتم تسليم أول طائرة في أكتوبر 2004.
وتم تجهيز مقاتلة Mig-29 بسبع نقاط تثبيت خارجية للأسلحة. ويمكن للطائرة حمل ما يصل إلى صاروخين جو-جو متوسطي المدى من طراز R-27؛ وستة صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز R-73 وR-60؛ وأربع حاويات من الصواريخ غير الموجهة من طراز S-5 وS-8 وS-24؛ وقنابل جوية يصل وزنها إلى 3000 كجم ومدفع طائرة مدمج عيار 30 ملم مزود بـ 150 طلقة.
ويتم توفير صاروخ جو-جو متوسط المدى R-27 من قبل مكتب تصميم الهندسة الحكومي Vympel، ومقره موسكو.
ويتوفر R-27 في تكوينين: R-27R، الذي يحتوي على رأس توجيه راداري شبه نشط ونظام تحكم بالملاحة بالقصور الذاتي مع رابط لاسلكي وصاروخ R-27T، المجهز برأس توجيه بالأشعة تحت الحمراء.
ويمكن للصاروخ اعتراض الأهداف بسرعة تصل إلى 3500 كم في ساعة على ارتفاعات تتراوح من 0.02 إلى 27 كم، ويبلغ الحد الأقصى للفصل الرأسي بين الطائرة والهدف 10 كم.
ويعتبر صاروخ Vympel R-73 صاروخ جو-جو قصير المدى متعدد الأغراض يُعرف باسم AA-11 Archer لدى حلف شمال الأطلسي.
ويتميز الصاروخ بتوجيه الأشعة تحت الحمراء المبردة ويمكنه اعتراض الأهداف على ارتفاعات تتراوح بين 0.02 و20 كيلومتراً.
ويستطيع صاروخ جو-جو قصير المدى من طراز Vympel R-60 مهاجمة الأهداف التي تتحرك بسرعة تصل إلى 12 جراماً.
ويتمتع الصاروخ R-60M بمدى موسع من زوايا تحديد الهدف تصل إلى ±20 درجة، ورأس حربي أثقل ورأس توجيه بالأشعة تحت الحمراء متطور مع تبريد ضوئي.
وتم تجهيز الطائرة بنظام رادار معلومات ومراقبة إطلاق النار يتألف من: رادار N-019 الذي طورته شركة Phazotron للأبحاث والإنتاج في موسكو؛ وجهاز استشعار البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء؛ وجهاز تحديد المدى بالليزر وجهاز تحديد الهدف المثبت على الخوذة.
وبالنسبة للقتال الجوي على مدى أطول، تستخدم طائرة Mig-29 التوجيه بالرادار لصاروخ R-27.
وتم تركيب نظام الرؤية والعرض TopSight-E على خوذة الطائرة التابعة للبحرية الهندية.
وجرى الانتهاء من مرحلة دمج ترقية مقاعد القذف وتوصيل الأسلحة ونظام الملاحة في نوفمبر 2009.
وعملت شركة Thales على تزويد نظام TOTEM 3000 للملاحة بالقصور الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وجرى تجهيز طائرة Mig-29 بمحركين توربوفان من طراز RD-33، وتعتبر أول طائرة في العالم مزودة بمنافذ هواء ثنائية الوضع.
وأثناء الحركة على الأرض، يتم إغلاق مداخل الهواء ويتم تغذية الهواء عبر فتحات التهوية الموجودة على السطح العلوي لجذر الجناح لمنع ابتلاع الأجسام الغريبة من المدرج.
وتوفر المحركات سرعة قصوى تبلغ 2400 كيلومتر في الساعة على ارتفاع 1500 كيلومتر من الأرض، ويبلغ أقصى مدى على ارتفاع 1500 كيلومتر و700 كيلومتر من الأرض.
وتستطيع Mig-29 الصعود بسرعة 330 متر في الثانية، ويبلغ مدى طيرانها 2100 كم، فيما يبلغ وزنها حوالي 11 ألف كيلوجرام ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 18 ألف كيلوجرام.
القوات البرية
تمتلك سوريا 2720 دبابة قتال رئيسية، بينها أكثر من 1700 دبابة جاهزة للقتال، بالإضافة إلى أكثر من 1500 قوة مدفعية، و400 راجمة صواريخ تقريباً.
وتمتلك سوريا دبابات قتالية متميزة لكنها قديمة، بينها T-72 السوفيتية، التي استولت على بعضها قوى المعارضة مؤخراً.
وتم تطوير دبابة القتال الرئيسية T-72B من دبابة القتال الرئيسية الروسية T-72A.
ودخلت الخدمة مع الجيش الروسي في عام 1984، ويحتوي برجها على حزمة دروع جديدة توفر درجة حماية أعلى بكثير من أي طراز سابق من دبابة القتال الرئيسية T-72، بحسب موقع Army Recognition.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تزويد لوحة الحاجز بدروع مزخرفة بسمك 20 مم. ويتكون التسليح الرئيسي للدبابة القتالية الرئيسية T-72B من مدفع/ قاذف خاص أملس عيار 125 ملم 2A46M.
ويحتوي المدفع الرئيسي على مثبت، باسم 2E42-2، مع محرك رفع هيدروليكي كهربائي ومحرك عرضي كهروميكانيكي.
ويمكن للمدفع عيار 125 ملم إطلاق 3 أنواع من الذخيرة، بما في ذلك APFSDS (مثبت بزعانف خارقة للدروع ومُتخلص من السبائك) بمدى أقصى يبلغ 2100 متر، وHEAT-FS (مثبت بزعانف مضاد للدبابات شديد الانفجار) بمدى إطلاق مباشر أقصى يبلغ 4000 متر، وHE-FRAG(FS) بمدى إطلاق غير مباشر أقصى يبلغ 9400 متر.
وتحتوي جميع طلقات الذخيرة على شحنة موحدة وعلبة خرطوشة شبه قابلة للاشتعال.
وبعد إطلاق الرصاصة، يتم إخراج القذيفة من خلال فتحة في سقف البرج عند تحميل الجولة التالية.
ويتم تخزين احتياطي الذخيرة للمدفع الرئيسي في مجلة الكاروسيل للملقم الأوتوماتيكي بإجمالي 22 طلقة جاهزة للإطلاق.
ويتم تخزين 23 طلقة إضافية في رفوف تخزين الذخيرة في الهيكل والبرج.
ويمكن للدبابة T-72B أيضاً إطلاق طلقة ZUBK14 التي تتكون من صاروخ موجه، يسمى 9M119 AT-11.
وتم تجهيز هذه الذخيرة بنظام الأسلحة الموجهة 9K120، الملقب بـ Svir، والذي يمكن الطاقم من إطلاق الصواريخ الموجهة أثناء ثبات الدبابة، ليلاً ونهاراً على مدى يتراوح من 100 إلى 4000 متر.
ويتم توجيه الصاروخ بالليزر بشكل نصف آلي. كما يتم تثبيت مدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم على الجانب الأيمن من التسليح الرئيسي.
وجرى تركيب مدفع رشاش ثقيل من طراز NSV عيار 12.7 ملم على قبة القائد. كما تم تركيب صف من أجهزة تفريغ الدخان التي تعمل بالكهرباء والتي تطلق النار للأمام بقطر 81 ملم على الجانب الأيسر من البرج.
ويشبه تصميم دبابة القتال الرئيسية T-72B تصميم T-72A المقسمة إلى 3 حجرات رئيسية حيث يوجد السائق في المقدمة والبرج في المنتصف مع القائد والمدفعي وحزمة الطاقة في الخلف.
ويبلغ سمك الدرع التقليدي لـ T-72B 280 مم، ويبلغ سمك الأنف حوالي 80 مم والحاجز من درع جديد من الصفائح المعدنية بسمك 200 مم.
ويتكون الغلاف المحمي بالدروع لقسم الهيكل الأمامي والبرج من صفائح درع مركبة من الصفائح المعدنية، والتي توفر الحماية ضد معظم المقذوفات المضادة للدبابات الخارقة للدروع والشحنات المشكلة.
وتم تجهيز الجزء الأمامي من برج T-72B بدرع تفاعلي متفجر متصل خارجيًا بالمركبة.
كما تم ترقية الجزء الأمامي من الهيكل بحزمة دروع. يتم حماية جوانب الهيكل من هجمات الشحنات المشكلة بواسطة الشاشات.
وتم تجهيز الدبابة القتالية الرئيسية T-72B بمحرك V84-1 رباعي الأشواط عالي السرعة متعدد الوقود يولد 840 حصاناً عند 2000 دورة في الدقيقة.
وهي مهيأة للعمليات التي تعمل بوقود الديزل ووقود الطائرات (T-1 وTS-1 وT2) ودرجات البنزين الآلية.
وجرى تجهيز الدبابة الرئيسية T-72B بنظام تحكم في النيران يتألف من نظام تصويب يحمل الرقم 1A40-1.
ويتم تثبيت مجال الرؤية الخاص بها في الارتفاع. لإطلاق النار أثناء الليل.
ويوجد أيضًا جهاز وضع السلاح/التصويب 1K13-49، والذي يشكل جزءًا من نظام الأسلحة الموجهة 9K120، وهو يعمل في الوضع النشط أو السلبي.
وتم تجهيز T-72B بنظام حماية جماعي وفردي من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية.
ولزيادة حمايتها، تم تجهيز T-72B بنظام وضع ستارة دخان 902B Tucha ونظام دفاع ضد النابالم ونظام مكافحة الحرائق السريع ZETs13 Inei.
ويتم استخدام شفرة الجرافة المثبتة أسفل أنف الدبابة لإزالة العوائق وإعداد مواقع إطلاق النار، كما تحتوي T-72B على أقواس لربط معدات إزالة الألغام KMT-6.
وتستطيع الدبابة عبور حواجز مائية يصل عمقها إلى 5 أمتار وعرضها حوالي ألف متر.
وجرى تجهيز الدبابة بنظام اتصالات Azbat الذي يتألف من مجموعة راديو USW R-173 وجهاز استقبال R-173P ووحدة فلتر هوائي ومكبر ميكروفون حلقي.
الترسانة البحرية
تمتلك سوريا نحو 47 من الأصول البحرية بينها 33 سفن دوريات، و7 طرادات لزرع الألغام.
ويبلغ طول ساحل سوريا على البحر الأبيض المتوسط 183 كيلومتراً على طول محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وبحسب هيئة المحامي العام للبحرية الأميركية، لا تزال سوريا تشترط على السفن الحربية والغواصات النووية الأجنبية الحصول على إذن من دمشق قبل دخول مياهها الإقليمية وعبورها.
والولايات المتحدة، التي ليست طرفاً في اتفاقية قانون البحار أيضاً، لا تعترف باختصاص سوريا في هذا الشأن وتحتج على هذه المطالبات من خلال تأكيدات عملياتية منتظمة.
وفي العام 2023، أسقطت قوات الدفاع الجوي السوري طائرة تركية من طراز RF-4E، والتي، بحسب الجيش السوري، "اخترقت المجال الجوي فوق المياه الإقليمية".
وقال موقع Naval Technology، إن سوريا حصلت على معظم معداتها البحرية من الاتحاد السوفييتي، وما زالت روسيا تزودها بهذه المعدات.
وتوفر روسيا خدمات الصيانة وتحديث المعدات، وخاصة لأسطول المروحيات السوري، وفقاً لعقود سبقت الأزمة الأخيرة.
وتشغل البحرية السورية سفينتين مرافقتين من طراز المشروع 159 (فئة بيتيا 2) من صنع الاتحاد السوفييتي.
وأعادت روسيا تجهيز هاتين السفينتين في عام 2000. ويبلغ طولهما 81.8 متراً ووزنهما 950 طناً.
وتعمل سفينتا بيتيا 2 بمحرك ديزل واحد بقوة 6000 حصان واثنين من التوربينات الغازية بقوة 30 ألف حصان، وهما مسلحتان بأربعة مدافع عيار 76.2 ملم وعشرة أنابيب طوربيد مقاس 16 بوصة وقاذفتي صواريخ من طراز RBU-6000.
وتمتلك البحرية السورية 3 سفن من "مشروع 771" (فئة بولنوسني-بي).
ولا يوجد تأكيد على حالتها الحالية واستخدامها التشغيلي، على الرغم من أن التقارير تشير إلى أنها استُخدمت مؤخرًا لأغراض بديلة غير قتالية بما في ذلك النقل وإيواء الأفراد.
يبلغ طول هذه السفن 73 متراً، ووزنها 834 طناً، وتسافر بسرعة حوالي 18 عقدة.
وتتكون أغلب السفن السطحية السورية من طرادات صاروخية سوفيتية.
وعلى وجه الخصوص، اشترت سوريا ستة عشر طرادًا صاروخياً هجومياً سريعاً من مشروع 205 "أوسا" من الاتحاد السوفييتي.
ويُعتقد على نطاق واسع أن 12 منها في الخدمة حالياً.
ويبلغ طول هذه الطرادات 38.6 متراً، ويبلغ وزنها 235 طناً، ولديها 3 محركات ديزل M-503G بقوة 400 حصان، ما يسمح لها بالحفاظ على سرعات تبلغ 38.5 عقدة.
وقد تم استلام طرادات صواريخ أخرى من إيران بين عامي 2006 و2007. وتحديداً 6 سفن من فئة TIR (IPS-18): بطول 70 قدماً ووزن 26 طناً، مزودة بثلاثة محركات ديزل بقوة 1200 حصان، وأنبوبين للطوربيد ومدفع رشاش ثقيل من نوع DShK 1938 (12.7 × 108 ملم، أكبر قليلاً من عيار 0.50).
وتدير سوريا 4 كاسحات ألغام منقولة من الاتحاد السوفييتي؛ واحدة منها كاسحة ألغام ساحلية ذات هيكل خشبي من مشروع 1260 (فئة سونيا)، و3 كاسحات ألغام ساحلية وميناء ونهريّة ذات هيكل بلاستيكي مقوى بالزجاج من مشروع 1258 كوروند (فئة يفجينيا) ذات هيكل بلاستيكي مقوى بالزجاج.
يمكن تجهيز هذه السفن بمدافع تصل إلى 30 ملم، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة من طراز Strela-3، وقدرات مكافحة الغواصات، وقاذفات القنابل اليدوية، وبالطبع أنظمة الكشف تحت الماء وتدمير الألغام، بما في ذلك سفن الصيد العميقة والسطحية والكهرومغناطيسية، بالإضافة إلى شحنات الحبال.
وتتركز الأصول البحرية المدنية والعسكرية الرئيسية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا حول موانئ اللاذقية وطرطوس وبانياس.
ومن الأصول المدنية الجديرة بالتقدير محطة النفط في طرطوس ومحطة النفط في بانياس والميناء التجاري في اللاذقية.
وحظي ميناء طرطوس باهتمام كبير بسبب الوجود البحري الروسي هناك، إذ يعد أكبر ميناء في سوريا، فهو يخدم كل أنواع البضائع تقريباً، كما يضم محطة نفط وأكبر منشأة بحرية في سوريا، والتي يستأجر أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية جزءاً منها.
ويستوعب الميناء سفناً يصل وزنها إلى 65 ألف طن بغاطس يصل إلى 13 متراً، بمتوسط إجمالي يبلغ 8 ملايين طن من البضائع سنويًا.
فيما يعد ميناء اللاذقية ثاني أكبر ميناء تجاري في سوريا، ويتخصص في شحن البضائع بالحاويات، حيث يستقبل سفناً يصل طولها إلى 240 متراً وغاطس يصل إلى 12 متراً، بمتوسط إجمالي يبلغ 7 ملايين طن من البضائع سنوياً.
ويعتبر ميناء بانياس أصغر ميناء في سوريا، على الرغم من أنه يضم أكبر محطة ومصفاة نفط في البلاد.