موقع الدفاع العربي 

شهدت زيارة ماكرون الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، التي جرت في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول، توقيع البلدين اتفاقيات تعاون استراتيجي تشمل قطاعات مختلفة، بما في ذلك الدفاع والطاقة.

في أعقاب الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، أصبحت الجهود الرامية إلى ضم طائرات رافال المقاتلة، التي طورتها شركة داسو للطيران، إلى أسطول القوات الجوية الملكية السعودية “أقرب” إلى أن تصبح حقيقة واقعة.

وشهدت زيارة ماكرون الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، التي عقدت في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول، توقيع الدولتين على اتفاقيات تعاون استراتيجي تشمل قطاعات مختلفة، بما في ذلك الدفاع والطاقة.

وأشار ماكرون إلى أن الدولتين “حققتا تقدماً في جميع المجالات، من الدفاع البحري إلى الدفاع الجوي والأقمار الصناعية”، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية وفرنسا “وقعتا عدة عقود طال انتظارها”، رغم أنه امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل.

وكانت المناقشات بين باريس والرياض بشأن اهتمام السعودية بشراء الطائرات المقاتلة الفرنسية الصنع جارية بالفعل قبل الزيارة.

وفي حين لم يكن من المتوقع صدور إعلان رسمي خلال الزيارة، أشار مصدر مطلع على الأمر إلى أن السعودية مستعدة “لاتخاذ قرار” في هذا الاتجاه.

في الوقت الحالي، تشغل ما يقرب من 10 دول طائرة رافال المقاتلة أو وقعت اتفاقيات لشراء الطائرة، بما في ذلك مصر وقطر والهند واليونان وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وكرواتيا وصربيا.

نظرًا للتطورات التي أعقبت زيارة ماكرون، فمن المرجح الآن أن تحذو الرياض حذو الإمارات العربية المتحدة وقطر في شراء طائرات رافال المقاتلة.

في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ورد أن المملكة العربية السعودية درست شراء 54 طائرة مقاتلة من طراز رافال لقواتها الجوية بعد أن عرقلت ألمانيا جهودها لشراء طائرات يوروفايتر تايفون.

تعتبر يوروفايتر تايفون مشروعًا تعاونيًا يضم أربع دول أوروبية: المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا.

إذا مضت المملكة العربية السعودية قدمًا في عملية شراء رافال، فسوف يمثل ذلك أول عملية شراء لطائرة مقاتلة فرنسية الصنع.

وذكرت صحيفة لا تريبيون الفرنسية الأسبوعية أن المملكة العربية السعودية طلبت رسميًا معلومات التسعير لـ 54 طائرة رافال من شركة داسو للطيران.

في وقت سابق، ذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية تعتزم شراء ما بين 100 و200 طائرة رافال، والتي تستخدمها أيضًا عدة دول عربية مجاورة.

بعد وقت قصير من إبداء المملكة العربية السعودية اهتمامها ببدء المفاوضات مع فرنسا بشأن طائرات رافال، أعلنت ألمانيا بشكل غير متوقع أنها سترفع اعتراضها على بيع طائرات يوروفايتر تايفون للمملكة.

أدى هذا القرار إلى خلق منافسة مفتوحة بين رافال ويوروفايتر تايفون على عقد الطائرات المقاتلة السعودية الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات.

في مايو/أيار، ورد أن شركة بوينغ قدمت أحدث طراز لها، وهو F-15EX Eagle II، إلى المملكة العربية السعودية كمنافس ضد رافال ويوروفايتر تايفون للحصول على العقد.

وتعد القوات الجوية الملكية السعودية (RSAF) من أبرز عملاء شركة بوينغ، ولديها تاريخ طويل في تشغيل طائرات إف-15. بدأت باستخدام طائرات F-15C/D Eagle منذ الثمانينيات، ثم انتقلت إلى تطوير أسطولها بشراء F-15S، وهو نسخة مطورة من الطائرة الأصلية.

في السنوات الأخيرة، حصلت السعودية على نسخة أكثر تطورًا هي F-15SA (Saudi Advanced)، والتي تعتبر واحدة من أكثر نسخ الطائرة تطورًا على الإطلاق. تم تحسين F-15SA بنظام إلكترونيات طيران حديث، وقدرات قتالية متقدمة، وأنظمة حرب إلكترونية مطورة. هذا النوع يعزز بشكل كبير القدرات القتالية للقوات الجوية السعودية، ما يجعلها قوة جوية رئيسية في المنطقة.

وأشارت شركة بوينغ إلى أن الطائرة إف-15 إي إكس تشترك في خصائص مع نماذج إف-15 السابقة، بما في ذلك البنية التحتية ومعدات التدريب وقدرات المدربين وكفاءة الطيارين.

حاليًا، تشغل القوات الجوية السعودية 84 طائرة مقاتلة من طراز إف-15 إس إيه.

يؤكد عرض بوينغ لتقديم طائرة إف-15 إي إكس على المنافسة الثلاثية بين داسو ويوروفايتر وبوينغ لتأمين العقد الضخم المحتمل للمملكة العربية السعودية، والذي قد يشمل ما يصل إلى 100 طائرة مقاتلة.