محمد علوش - الديار
في حرب العام 1967 تمكن جيش العدو الإسرائيلي من احتلال هضبة الجولان الاستراتيجية، وفي العام 2019 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالجولان منطقة "اسرائيلية"، لا منطقة محتلة، واليوم يبدو أن الجيش "الإسرائيلي" أمام فرصة لاحتلال ما هو أبعد من الجولان.
مع توقف الحرب في لبنان، تحركت قوات "هيئة تحرير الشام" في سوريا بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي كان يقود تنظيماً ارهابياً مسلحاً في سوريا، تم تصنيفه أميركياً على لوائح الإرهاب، وبات اليوم نجماً إعلامياً على أهم وسائل الإعلام الاميركية، فسقطت المدن الكبرى تباعاً من حلب إلى حماه وصولاً الى حمص، التي تشهد اليوم حرباً، قد تكون طويلة وقاسية بحسب ما يقول إعلام الدولة السورية، وقد لا يكون كذلك كما يقول الإعلام الداعم للمسلحين وهو الإعلام الأقوى، ولكن كيف يكون لذلك تأثير على "إسرائيل"؟
يقولون في الكيان أنهم يراقبون عن كثب التطورات في سوريا، ولكن بحسب مصادر مطلعة فإن "الإسرائيليين" مشاركون بالمخطط الكبير الذي يجري تنفيذه هناك، ولهم مصلحة مزدوجة فيه، فهم من جهة يريدون تطبيق ما يشبه القرار 1701 من جهة سوريا، من خلال سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت المقاومة تعتمد عليها كمعابر حدودية بين لبنان وسوريا وتستخدمها لإدخال السلاح، وبالتالي قطع الطريق بين البقاع ودمشق أيضاً، ومن الجهة الشمالية لسوريا قطع الطريق بين العراق وسوريا، ما يؤدي الى سد الشريان الأساسي للفريق الإيراني وحلفائه، ولكن من جهة أخرى هم يطمحون لتنفيذ ما كان وعد به ترامب بزيادة مساحة "إسرائيل".
أعلن جيش العدو خلال الساعات الماضية، أنه "نظرًا لتقييم الوضع الذي يجري في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية العسكرية منذ يوم الخميس، وفي ضوء التطورات الحاصلة في القتال الداخلي في سوريا، تقرر استدعاء قوات جوية وبرية إلى منطقة هضبة الجولان"، وهذا ما تراه المصادر رغبة "إسرائيلية" بالذهاب أبعد من الجولان، بحال تمكن المسلحون من الوصول إلى دمشق وطرق باب النظام وربما إسقاطه، فإذا حصل هذا الأمر سيقول العدو أنه يحتاج للدخول إلى جنوب سوريا من الجولان المحتل، من أجل حماية أراضيه وحفظ شعبه، وسيقضم قطعة جديدة من الجنوب السوري، تماماً كما فعل التركي الذي دخل شمال سوريا واحتله بحجة حماية بلده من خطر المسلحين، ورفضه لقيام دولة كردية تهدد أراضيه.
برأي المصادر فإن الجيش "الإسرائيلي" بانتظار جلاء غبار المعارك، فهو لا يحتاج لكي يُقاتل طالما أن هناك من يحقق له الهدف دون مشاركته بالقتال، وخلال الأيام المقبلة وبحسب تطورات الملف السوري، سيكون التحرك "الإسرائيلي".
قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية تحدث الرئيس الأميركي ترامب عن مساحة "إسرائيل"، واعتبر أنها غير كافية ويجب العمل على توسيعها، وما نشهد اليوم قد يكون جزءاً من هذا المخطط ، الذي يرسم المنطقة من جديد، ويحرك الخرائط.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا