الحرة
قدمت إسرائيل "مقترحا محدثا" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير المختطفين في قطاع غزة، وفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فيما ذكرت تقارير إسرائيلية إن حركة حماس "قبلت بالتخلي عن خطوط حمراء" كانت قد حددتها سابقا.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون لموقع أكسيوس، أن المقترح "لا يختلف كثيرا" عن الذي تم التفاوض عليه خلال أغسطس الماضي، لافتين إلى أن حماس "أبدت مرونة".
وتمت الموافقة على المقترح المحدث، في اجتماع، الأحد، الذي ترأسه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وعدد من الوزراء البارزين وقادة الأجهزة الأمنية في البلاد.
ويشمل المقترح الإسرائيلي، إطلاق سراح النساء المحتجزات لدى حماس، وجميع الرجال الأحياء الأكبر من 50 عاما، ومن هم في حالة صحية خطيرة.
وبدورها، نقلت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، الأربعاء، عن "مصادر بحركة حماس"، أنها "قبلت بالتخلي عن أغلب خطوطها الحمراء السابقة، المتمثلة في إنهاء كامل للحرب، والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة السكان إلى منازلهم في شمال القطاع".وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، عن تفاؤله باحتمالية الوصول إلى اتفاق في غزة، وسط تقارير عن زيارة وفد إسرائيلي إلى مصر، الخميس.
وقال كاتس وفق بيان لمكتبه، نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، إن "أهم شيء في الحرب اليوم هو إعادة الرهائن. هذا هو الهدف الأسمى، ونعمل بكل السبل من أجل الوصول إليه".
فيما نقلت وكالة رويترز، الأربعاء، عن مصدر وصفته بـ"المطلع"، أن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، زار إسرائيل وقطر من أجل بدء جهود دبلوماسية بهدف وقف إطلاق النار في غزة وإعادة المختطفين في القطاع، قبل تولي ترامب منصبه رسميا يوم 20 يناير.
وأضاف المصدر أن ويتكوف "سافر إلى قطر وإسرائيل في أواخر نوفمبر، والتقى بنتانياهو ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، لافتا إلى أن الاجتماعات "تشير إلى أن قطر استأنفت دورها كوسيط رئيسي"، بعد تعليقها لذلك الدور الشهر الماضي.
والتقى ويتكوف برئيس الوزراء القطري في 22 نوفمبر في الدوحة، وقال المصدر "اتفقا على ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب ترامب، حتى يتسنى لإدارة ترامب بمجرد توليها أن تلتفت لقضايا أخرى ومنها تحقيق الاستقرار في غزة والمنطقة".
والإثنين، قال ترامب إن "الثمن سيكون باهظا في الشرق الأوسط"، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير.
وذكر ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذ لم يطلق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي سأتولى فيه بكل فخر منصب رئيس الولايات المتحدة، فستكون هناك مشكلة خطيرة في الشرق الأوسط وكذلك بالنسبة لمن ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية"، وذلك في أكثر تعليقاته الصريحة عن مصير الرهائن منذ انتخابه في نوفمبر.وعلى صعيد متصل، قال الدبلوماسي الأميركي السابق مارك غينسبرغ، في تصريحات لقناة الحرة، الخميس، إن المعلومات "تفيد بتوصل كل من حماس وفتح إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في الفترة المقبلة".
وأضاف في حديث لقناة "الحرة"، أن إسرائيل "ضد هذه الفكرة، لأنها لا ترغب بأن يكون لحماس أي دور عسكري أو سياسي بغزة في فترة ما بعد الحرب".
وتأتي هذه التطورات مع تصاعد وتيرة بناء منشآت عسكرية إسرائيلية في وسط غزة، بالتزامن مع تدميرِ مئات المنازل في المنطقة التي باتت تعرف باسم "محور نتساريم"، وإجبار آلاف السكان والنازحين على إخلاء مراكز الإيواء شمالي القطاع، وسط عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ شهرين.
فيما أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، مخيمر أبو سعدة، أكد أن المباحثات التي جرت في القاهرة خلال الأيام الماضية بين حركتي فتح وحماس، أثمرت عن توصل الطرفين لتشكيل "لجنة مدنية أو لجنة إسناد مسؤولة عن معالجة أوضاع الفلسطينيين في غزة".
وأوضح في تصريحات لقناة الحرة، أن اللجنة "ستضم شخصيات مستقلة لا علاقة لها بحماس أو فتح، وأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيعين قريبا رئيس اللجنة التي ستكون السلطة الفلسطينية مرجعيتها".وفي السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والمصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وتنفّذ إسرائيل منذ ذلك الوقت، قصفا مدمرا وعمليات عسكرية في القطاع، تسببت بمقتل أكثر من 44 ألف شخص في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق سلطات الصحة في غزة.