إلى ماذا ستؤدي معادلة "الدمار الشامل مقابل السلام الشامل"؟
إلى ماذا ستؤدي معادلة "الدمار الشامل مقابل السلام الشامل"؟

خاص - Wednesday, August 19, 2020 7:22:00 AM

كريم حسامي

الصورة قاسية: دمار شامل في بيروت مقابل سلام على الجانب الآخر من المنطقة، يكون مقدّمة لسلام شامل لكل المنطقة في المستقبل القريب والبعيد ضمن مندرجات "صفقة القرن".

بعد الإعلان عن اتفاق السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل الذي سيكون عيّنة عن المرحلة المقبلة، قال مستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنر إنّ "دولاً عربية أخرى ستلحق بالإمارات قريباً والسعودية ستتوصل حتماً إلى اتفاق مع اسرائيل"، وذلك لوجوب فتح المجال الجوي السعودي لتسيير الرحلات المباشرة بين إسرائيل والإمارات.

فبغض النظر عن التبريرات الإماراتية التي أعطيَت لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، من أنها ألغت خطة ضمّ "أراضي الأجداد" وذلك من أجل تخفيف وقع الحدث على العالم العربي والإسلامي، لكن الواضح أن المسار بدأ في وقت سيكون الدمار الشامل ثمن ومصير كل من يعترض على السلام الشامل الذي يُترجم بتطبيق صفقة القرن.

إن الحرب بين أميركا وإسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى تنعكس سلباً على ايران يوماً بعد يوم. فرغم تسجيل نقطة صغيرة لصالحها عبر فشل أميركا بتمديد حظر التسلح عليها من خلال مجلس الامن، لكنها تخسر الكثير عبر اعادة واشنطن العمل بآلية "سناباك" وفرض كل العقوبات الاممية عليها واتجاه الدول المحيطة بها نحو اسرائيل، أي الاخلال بكفّة ميزان المواجهة.

ولمن يقول أنّ الديبلوماسية هي الحل الوحيد، نقول ان حل الدولتين اصبح حلما اختفى منذ زمن طويل ولم تواجه اسرائيل اي امر بالديبلوماسية بل بالحروب واراقة الدماء فقط لا غير لسبعين سنة حتى اليوم. والدليل هو حصول التطبيع تزامنا مع قصف اسرائيلي يومي لغزة وشعبها الأسير من "حماس" التي تتلقى اموالا من قطر حليفة اسرائيل التي تسلمها بدورها لحماس لعدم اطلاق الصواريخ نحو الدولة العبرية، فعن اي مقاومة تتحدثون؟ فضلا عن عودة التنسيق الأمني بين الجيش الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية.

وفي السياق، يقول مراقبون ان "حدود "إسرائيل الكبرى" توسّعت حتّى الإمارات، أي على حدود إيران مباشرة، آخذة الشرق الأوسط بكامله، خصوصا بعد شمول السلام الشامل كل من البحرين وسلطنة عمان والسعودية والسودان، كما قال نتنياهو. واضافوا: "بعيداً عن شعارات سقوط الهوية العربية وارتكاب الخيانات في حق القضية الفلسطينية الذي ذهب عليه الزمن لأن الجميع خان القضية حتّى جزء كبير من أصحابها، فمسار المخطط الأميركي-الاسرائيلي مستمر حتى آخر بند فيه". وشددوا على ان "إيران محاصرة أكثر من أي وقت مضى وإن إسرائيل تتحيّن الفرصة للانقضاض عليها ووكلائها".

وبدأت ملامح الاتفاق تصل لبنان الذي قال رئيسه ميشال عون بعد الهجوم على المرفأ، ان علينا "حل" المشاكل مع اسرائيل قبل الوصول الى اتفاق معها (يلمح الى ترسيم الحدود الجنوبية)، وكانه "يركب" الموجة المقبلة التي ستشملها دولا عربية وسط "غزو" البوارج الحربية مينائه في ظل التأزُّم المسيطر على العلاقات الأميركية – الإيرانية، فهل تشهد المرحلة المقبلة مزيد من الدمار مقدمة لاتفاقيات سلام مع اسرائيل؟  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني