أنطوان غطاس صعب
تمرّ على لبنان مرحلة جديدة على كافة المستويات السياسية والإستحقاقية، بعد وقف إطلاق النار ومن ثم تعيين رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة في التاسع من كانون الثاني المقبل لإنتخاب الرئيس بحضور السفراء، ما يعني الأمور تسلك طريقها الصحيح بضغط دولي ومن خلال الولايات المتحدة الأميركية، التي اتفقت مع الفرنسيين على ضرورة انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن.
من هذا المنطلق، فإن عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت ومن ثم مغادرته إلى الرياض إنما جاءت بعد تنسيق مع الموفد هوكشتاين .
وينقل وفق المعلومات بأن الأخير تواصل مع لودريان وأكد له على دعم واشنطن للاستحقاق الرئاسي بعد وقف إطلاق النار في لبنان، لذلك ثمة تسوية كبيرة واضحة المعالم أدت إلى وقف الحرب ومن ثم ربما الوصول إلى إنتخاب الرئيس وتشكيل حكومة، وبعدها قد يكون هناك مؤتمر لدعم لبنان وإعادة الإعمار، إذا سلكت السلطة المركزية في لبنان ما هو مطلوب منها من إصلاحات على كافة الصّعد والمستويات، ودون ذلك ليس هنالك من أي دعم .
ولهذه الغاية، لم يعد بإمكان أي طرف في الداخل أن يعطّل مسيرة الإستحقاق الرئاسي، بإعتبار أن لبنان أمام مرحلة جديدة برعاية أميركية ودولية وعربية، لذا الأمور بدأت تتغير وتتبدل، والبلد سيشهد في الأيام المقبلة حراكاً سياسياً دولياً وعربياً باتجاهه ، والتحضيرات لعقد الجلسة بدأت من خلال التشاور بين بعض الكتل التي ستعقد اجتماعات من أجل التوافق على مرشح، بعدما أعلن رئيس مجلس النواب عن مرشح توافقي ورزمة من المرشحين الوفاقيين، بمعنى أنه خلال المباحثات سيتمّ الإتفاق على شخصية معينة وتُناخب للرئاسة، وهذه مسألة قد تكون باتت محسومة دون الدخول في لعبة الأسماء، إنما من سيصل إلى قصر بعبدا ويحظى بتوافق كل الكتل النيابية بما فيها حزب الله، فالتعطيل لم يعد موجوداً اليوم، لأن هناك قرار دولي كبير ظهرت معالمه من وقف إطلاق النار وبدء تطبيق الآليات والبنود المتعلقة بالقرار 1701 .
وأشارت مصادر مواكبة إلى أن الأسبوع الحالي سيشهد سلسلة لقاءات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤساء الكتل النيابية، إلى حركة مشاورات دولية، وقد يعود الموفد الفرنسي في أي توقيت، وربما يعود هوكشتاين لوضع اللمسات الأخيرة بعدما وصل المندوب الأميركي الذي سيشرف على وقف إطلاق النار، وبمعنى آخر، الجميع بدأ يتيقن أنه ثمة تسوية كبيرة جداً في لبنان لا يمكن القفز فوقها وتعطيلها، ما ظهر جلياً عبر الالتزام بوقف إطلاق النار رغم بعض الخروقات التي نراها ، وتتم معالجتها بعد عمل لجنة المتابعة ووصول الجنرال الأميركي والفرنسي، ولاحقاً إنتخاب الرئيس سيكون حتمياً على اعتبار التسوية تسلك طريقها بقوة .