بين الجهود السياسية والميدان هوكشتاين يتحدث عن «تقدم» والرئاسة لم تغب
بين الجهود السياسية والميدان هوكشتاين يتحدث عن «تقدم» والرئاسة لم تغب

أخبار البلد - Thursday, November 21, 2024 6:43:00 AM

الانباء الكويتية

 

«ملحق مفاوضات تحت النار»، هذا ما يصح إطلاقه على الليلة التي أمضاها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين في بيروت، وتحديدا في مبنى السفارة الأميركية في عوكر (ضبية) والتي خرج منها إلى تلة معراب في كسروان (شرق بيروت)، حيث حل بضيافة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع على عشاء. ثم زار أمس الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية، للتواصل مع المكون المسيحي الأساسي مناصفة مع «القوات اللبنانية».

 

وجاءت زيارة هوكشتاين إلى الرابية، كون رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مشمولا بالعقوبات الأميركية. ولم يعد سرا ان الموفد الأميركي بحث في لقاءاته المسيحية أمورا خاصة بالاستحقاق الرئاسي، قبل عودته مرة ثانية إلى عين التينة مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيث أدلى بعد اللقاء ببيان حول حصيلة محادثاته في بيروت.

 

وقال هوكشتاين: «حصل تقدم أضافي بعد محادثات أمس (الأول)، وأنا متوجه إلى إسرائيل في محاولة لإنهاء هذا الأمر إذا استطعنا ولن أفاوض في العلن».

 

وتابع: «هناك رئيس واحد في وقت معين. سنعمل مع الإدارة الجديدة، ونحن بالفعل في صدد مناقشة هذا الموضوع معهم. سيكونون على علم تام بكل ما نقوم به. وكما قال الرئيس جو بايدن، سيكون هناك انتقال منظم للسلطة، ولا أعتقد أن ذلك سيكون قضية في هذا الشأن».

 

وبدا من لقاءات هوكشتاين مع رئيس «القوات» د.سمير جعجع والرئيس السابق عون، وتسريبات منسوبة إلى دوائر رئيس مجلس النواب في شأن الاستحقاق الرئاسي وإنجازه بعد وقف إطلاق النار، ان الملف حضر في محادثات الوسيط الأميركي في بيروت، من دون بلوغ مرحلة ربط إنجازه باتفاق وقف النار، تفاديا لإثارة حساسيات تتعلق بـ «الفرض على اللبنانيين».

 

وبعيد تصريح هوكشتاين، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: نتفاوض على وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية. وأكد: تلقينا ورقة المفاوضات وقرأناها جيدا وأبدينا ملاحظات عليها ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة، ووقف إطلاق النار الآن مرتبط بالرد الإسرائيلي وبجدية نتنياهو.

 

وقال: ان العدو الإسرائيلي اعتدى على العاصمة بيروت أثناء اغتيال محمد عفيف، وعلى العدو أن يتوقع أن يكون الرد على وسط تل أبيب بعد استهدافه بيروت. واضاف قاسم ان الطرف الإسرائيلي يتوقع أن يأخذ ما يريده بالاتفاق لا بالميدان وهذا غير ممكن. وأكد انه لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا.

 

وكرر القول: «لن نبدل من مواقفنا، ونؤمن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة». وأكد على «إعادة الإعمار وانتخاب رئيس الجمهورية والبقاء تحت سقف (الطائف) والحضور في الميدان السياسي». من جهة ثانية، صحيح ان صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية ابتعدت عن العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية. إلا انها استهدفت ليل الثلاثاء نقطة لمخابرات الجيش اللبناني في ميناء بلدة الصرفند أمس الأول، ثم طالت أمس آلية للجيش في برج الملوك ليرتفع العدد منذ المواجهة مع إسرائيل من بوابة «جبهة الإسناد» التي أعلنها «حزب الله» لغزة، إلى 43 ضحية من ضباط الجيش اللبناني ورتبائه وأفراده، بينهم 19 قضوا في مراكز عملهم.

 

وركز الجيش الإسرائيلي عملياته لتأمين منطقة خالصة بمساحة 62 كيلومترا مربعا، بسعيه إلى بلوغ شاطئ البحر من شمع وتلة البياضة لعزل بلدة الناقورة الحدودية الساحلية. وقد جوبه بمقاومة من مقاتلي «حزب الله»، علما انه حرك قواته بعيدا في بلدة الخيام على تلالها متجنبا وادي الحجير، تفاديا لـ «مجزرة دبابات الميركافا» التي تعرض لها في حرب يوليو 2006.

 

وطلع فجر أمس على إخفاق الجيش الإسرائيلي في التقدم على كافة الجبهات، ما أراح المفاوض اللبناني، وربما أرسى لمرحلة جديدة من الضغط الإسرائيلي لتحقيق شيء ما «على الأرض»، ليعزز به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصلبه ومحاولة وضع مزيد من الشروط قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا ما بدا من الهجوم الضخم أمس على بلدة الخيام.

 

وعلمت «الأنباء» أن الوسيط الأميركي بحث كالعادة عند قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، شؤونا تقنية لجهة حاجات الجيش اللوجستية وقدرته على الانتشار السريع في الجنوب في حال التوصل إلى اتفاق. وجدد العماد عون عرض خطة الجيش للانتشار جنوب الليطاني، متناولا العديد وسبل نقل أفراد من مناطق أخرى، مع التشديد على سرعة العودة إلى النقاط التي أخلاها الجيش بعد التوغل الإسرائيلي، وحفظ الأمن توازيا في مناطق وجود النازحين.

 

ورأت أوساط عسكرية رسمية سابقة «أن العبرة في توفير الغطاء السياسي لتنفيذ بنود القرار 1701 جنوب الليطاني، لجهة حصرية السلاح للجيش والقوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل»، ورغبة حزب الله في التعاون تفاديا للدخول في متاهات داخلية، يرفضها الجيش وقائده، خصوصا لجهة الاصطدام بفريق لبناني، مع التشدد في الوقت عينه في حفظ الأمن والالتزام بتطبيق القرارات الدولية وضمان الاستقرار».

 

وفي المعلومات المتوافرة أيضا، أن هوكشتاين انتظر في بيروت الوصول إلى اتفاق نهائي حول تفاصيل ناقشها مع معاوني الرئيس بري، في انتظار الرد من الجانب الإسرائيلي. وأوحت محادثات الموفد الأميركي في بيروت بأن لحظة القرار قد اتخذت بوقف إطلاق النار بعد شهرين من المعارك. وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» انه «وعلى رغم أجواء التفاؤل، فثمة سببان للخشية بتبديد كل هذه الأجواء التفاؤلية. الأول هو عدم الثقة بالتزام نتنياهو بأي عهود أو وعود، والثاني انه ربما يريد انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة كي يقر الاتفاق، علما أن هوكشتاين لم يتحرك إلا بعد ما حصل على الضوء الأخضر من فريق ترامب».

 

وأشارت المصادر إلى أن النقاط التي يجري متابعتها لتجنب تعطيل التنفيذ على غرار ما حصل عام 2006، «هي تثبيت النقاط الحدودية موضوع الخلاف، وتفكيك البنى التحتية العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني، وموعد عودة السكان النازحين إلى ما تبقى من قراهم، إضافة إلى حق الدفاع عن النفس للفريقين وعدم حصره بفريق واحد، وتمت حلحلة العقد في لجنة المراقبة، بعد تراجع الاعتراض لبنانيا على المشاركة البريطانية فيها».

 

على صعيد آخر، قالت مصادر نيابية لـ «الأنباء»: «إن ما يثير الشك والريبة، هو تكرار الاستهداف المتوازي للجيش اللبناني و«اليونيفيل» التي أكدت أن قدرتها على المراقبة أصبحت محدودة بسبب الاعتداءات».

 

وكان المبعوث الأميركي ترافقه السفيرة في بيروت ليزا جونسون، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع في معراب مساء أمس الأول، في حضور النائبة ستريدا جعجع ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات» الوزير السابق ريشار قيومجيان ومساعدة هوكشتاين.

 

وأفادت الدائرة الإعلامية في «القوات» بأن «هوكشتاين وضع جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف لإطلاق النار، والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701، وهو في انتظار أجوبة الجانب اللبناني لنقلها إلى إسرائيل في حال وجود إيجابيات جدية للبناء عليها».

 

وأضاف البيان أن «جعجع أكد من جهته أن أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان». كما التقى هوكشتاين قبل مغادرته بيروت الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني