الأنظار اتجهت نحو زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين الى لبنان، زيارة استمرت يومين زار فيها الأخير عين التينة مرتين. ويتم التداول منذ خروج هوكستين من عين التينة أمس بوجود أجواء إيجابية وسعي جدي لوقف إطلاق النار، حتى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أشار أمس في حديث للشرق الأوسط الى أن "الوضع جيد مبدئياً"، مؤكدًا في الوقت عينه أن الضمانات في ما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.
وبعد زيارة هوكستين عين التينة اليوم للمرة الثانية، يبقى السؤال الأبرز الذي يطرح في هذه المرحلة في ما يتعلق بهذه المفاوضات يدور حول ما إذا ما كانت ستؤدي هذه الأخيرة فعلًا الى وقف لإطلاق النار وما يمكن توقعه من تطورات ومستجدات في الأيام المقبلة.
في هذا السياق، أشار الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي في حديث لـvdlnews الى أنه "من الصعوبة بمكان التكهن ما إذا كنا سنصل الى وقف إطلاق نار لأن الأمور صعبة ومعقدة، ولكن باعتقادي أن إسرائيل ستستمر في هذه الحرب الى أن تصل الى أهدافها إذ لا تريد 7 أكتوبر جديد وعلى هذه الخلفية فإن التوغل البري الذي حصل أمس الأول يحمل دلالات وإشارات كثيرة تشي بأن إسرائيل ستجتاح برًا وإن في نطاق محدود عبر تغطية جوية للوصول الى أهدافها التي تصبو اليها".
ولفت العريضي في حديث لموقعنا الى أنه "في المقابل، الأهم هو ما سيفعله الموفد الأميركي آموس هوكستين في تل أبيب وهو ما ننتظره ونترقبه وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، لكن حتى الساعة يظهر جليًا أن الكلمة للميدان، بمعنى أن المعارك ستتواصل وخلال الـ48 ساعة المقبلة تتوضح الأمور وتتبلور، أكان هناك مؤشرات إيجابية أو سواها"، مكررًا أن "الكلمة راهنًا هي للميدان أي لا وقف لهذه الحرب".
وقال العريضي: "نحن في سباق محموم بين الجهد الدبلوماسي والميدان، لكن الميدان هو من يقرر مسار التسوية، ولذا تأتي المعارك البرية وأيضًا يقصف حزب الله بالعمق"، مضيفًا: "وفق معلوماتي، هناك اتصالات جرت على أعلى المستويات ليس فقط من خلال الموفد الأميركي بل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين أيضًا بهدف وقف العدوان على غزة ولبنان، لكن إذا فشلت هذه التسوية فإننا سنشهد دمارًا يفوق بكثير ما نحن عليه، وقد علمتُ من وزير الاقتصاد أمين سلام أن هناك جهودًا دبلوماسية خارجية كبيرة تبذل لاسيما من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بصفته كان رئيسًا للقمة العربية الإسلامية وأن هناك حركة لافتة في هذا الاطار".
وتابع: "علمت أيضًا من رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر أن الجهود منصبة اليوم توازيًا مع وقف الحرب على مساعدة ودعم النازحين وأن حيدر قد وضع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في صورة ما يقدم عليه مجلس الجنوب ودعاه الى إقامة مركز تدقيق لمتابعة ومواكبة كل عمليات الصرف الصغيرة والكبيرة"، مستخلصًا: "موضوع النازحين ودعمهم يشكل أولوية في الوقت عينه وذلك مع انطلاق فصل الشتاء في حين أن موضوع وقف الحرب يبقى العنوان الأبرز".
وأشار العريضي الى أن "التوصل الى حل سيتحدد مساره خلال اليومين المقبلين وإلا التصعيد هو سيكون العنوان الكبير"، مضيفًا: "أتوقع، إذا فشلت التسوية تصعيدًا غير مسبوق، إسرائيل لن توقف الحرب وستواصل عمليات الاغتيال ولديها بنك أهداف وبالتالي ربما حصل كوماندوس في منطقة أو أخرى الى القصف للضاحية والجنوب والبقاع وربما مناطق جديدة بمعنى أن كل الاحتمالات واردة الى حين الوصول الى التسوية التي هي غير محسومة النتائج حتى الساعة".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا